أحمد خالد توفيق.. عبقري يتنبأ بتاريخ دفنه
الموهبة سلطان يحكم عقل المبدع حتى أن يده ربما تكتب ما لم يفكر فيه العقل مسبقا، ويفسر هذا تنبؤ كثير من الأدباء باختراعات تلت سنوات عمرهم بقرون، والقائمة في هذا المجال طويلة أبرزهم الأيرلندي جوناثان سويفت الذي توقع اكتشاف المريخ، والرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي الذي يعد بحق أعجوبة في هذا الأمر.
ولأن عقول الموهوبين من نسيج واحد، فقد تنبأ الكاتب الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، بتاريخ دفنه يوم 3 أبريل وبعد صلاة الظهر، وهو ما حدث اليوم الثلاثاء 3 أبريل عام 2018، حيث سيدفن أديب الرعب بعد صلاة الظهر في طنطا.
ولأن الكاتب الراحل كان يكره «تأليه» الأدباء وجعلهم أصناما من«عجوة» فقد حاد تنبؤه عن يوم الدفن، إذ قال في مقال له نشر في كتاب قهوة باليورانيم عام 2011 «اليوم كان من الوارد جدا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر»، إذ شاءت إرادة الله أن يدفن يوم الثلاثاء وليس الأحد.
والأغرب أن توفيق كما تنبأ بيوم دفنه فقد تنبأ بطريقة موته السريعة التي فاجأت الجميع ليقول في نفس المقال «إذن كان هذا الموت بدا لي مختصرا وسريعا، بهذه البساطة أنت هنا.. أنت لم تعد هنا، والأغرب أنني لم أر أي شيء من تجربة الدنو من الموت NDE التي كتبت عنها مرارا».
وتابع يعدد فضائل الموت السريع قائلا «تذكرت مقولة ساخرة قديمة هي أن عزاءك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابا.
بالنسبة لي مت مرتين في يوم واحد ولم يكن الأمر صعبا جدا فجأة انقطع الفيلم في لحظة بعينها ثم عاد بعد حذف 10 دقائق، جميل جدا ألا تعرف أنك تموت ولا تتوقع ذلك.
فجأة أنت هناك مع الممر الأزلي وتدخل عالم القدير والكفن وانتفاخ البطن وسقوط الأنف ويخافك الأحياء لكنك بلا شك أفضل من معاناة صعوبة التنفس أياما وأنت موصول بجهاز تنفس أو الشلل عدة أشهر وتلويث الملاءات أو السقوط تحت عجلات قطار أو ميكروباص مجنون، كانت ميتة جيدة نظيفة برغم كل شيء.