رئيس التحرير
عصام كامل

وعود الرئيس في خطاب «الامتنان»!


تبدو الملاحظات الشكلية غير منفصلة عن الملاحظات الموضوعية في كلمة الرئيس المقتضبة أمس والتي استهدفت رد التحية لعموم المصريين.. أولها حرص الرئيس على إبراز اهتمامه بمتابعة المؤتمر الصحفي للهيئة الوطنية للانتخابات احترامًا للعملية الانتخابية كلها بغير تعالٍ ولا إظهار الثقة في النتيجة..


كما أن الكلمة القصيرة التي يمكن وصفها بخطاب الامتنان من الرئيس للشعب المصري كانت بالبدلة نفسها التي تابع بها إعلان النتيجة بما يؤكد أن الكلمة لم تسجل إلا أمس وبعد إعلان النتيجة وليس قبلها بيوم.. كما أن الكلمة بثت من التليفزيون المصري ولم يتم توزيعها على الفضائيات، بما يرجح الفرضية السابقة، فلم يكن هناك وقت إلا لإرسالها إلى التليفزيون المصري، على أن يتم النقل منه أو أرسلت من الرئاسة إلى مبنى التليفزيون عبر تقنية قد لا تتوفر إلا به!

ليس ذلك بسبب عدم تأكد الرئيس من النتيجة التي تسربت لكل وسائل الإعلام من حاصل جمع نتائج اللجان الفرعية والعامة، وإنما لشخصية الرئيس نفسه التي تؤمن بالترتيب الموضوعي للأشياء!

وفي الملاحظات الشكلية ينبغي أيضًا القول إن الرئيس بدا كأنه يؤدي قسم الولاية الجديد أمام الجمعية العامة للشعب المصري قبل أن يؤديها قانونًا أما نواب البرلمان وظهر بمنتهى الجدية بدون علامات للبهجة أو السعادة في إشارة إلى أن فوزه تكليف وليس تشريفًا وأنه سيتحمل أعباء فترة رئاسية أخرى!

اختار الرئيس أن يتضمن الخطاب تعهدات ثلاثة تشكل غاية العمل في المرحلة المقبلة وهي تحقيق الاستقرار والأمان للمصريين وتوفير حياة جيدة ولائقة بهم وخلق مساحات مشتركة مع كل المصريين وتضييق مساحات الاختلاف الذي لا يفسد "للوطن" قضية.

وفي النقطة الأخيرة تعهد الرئيس أن يكون رئيسًا لكل المصريين لا فرق بين من أيَّده ومن اعترض عليه! واختار الرئيس أيضًا أن يحيي عموم الشعب المصري من الأسرة المصرية الوحدة الأولى للمجتمع إلى شيوخه وشبابه بما يؤكد الرضا من حجم مشاركتهم في الانتخابات.. لكنه اختص رجال الجيش والشرطة والعمال والفلاحين والمرأة التي ميزها بتحية شديدة الخصوصية ووصفها صوت الضمير وأيقونة التحدي.. ثم كرر الرئيس مدى امتنانه لموقف المصريين الذين يبقون دائمًا عند حسن الظن بهم.. ولم يفت الرئيس تقديم التحية للمرشح الآخر موسى مصطفى موسى في تقليد محترم تأخر عن حياتنا السياسية كثيرًا!

وبعد تقديم كل التهاني للرئيس السيسي بالفوز نقول إن امتنانه قد بلغ الجميع فعلا ونبقى جميعًا في انتظار تحقيق الوعود الثلاثة التي نرى أن الأخير منها هو الأقرب للتحقق سريعًا واعتقادنا أنن ا وبعد أن انتهى الاستحقاق الرئاسي على خير- في الطريق إلى إغلاق ملفات عدد من القضايا.. ربما يبدأ الرئيس بها ولايته الجديدة كصفحة جديدة في عهد جديد طالما -أو شريطة أن- الخلاف فيها لم يفسد للوطن -للوطن- قضية!
باقي الوعود لا تتم منفردة إنما تحتاج إلى تكاتف الجميع ولها وحدها مقال مستقل!
الجريدة الرسمية