محمد بن سلمان في حوار جريء لـ«ذي أتلانتيك»: هناك الكثير من الاهتمامات نتقاسمها مع إسرائيل.. مصر والسعودية تحاربان مثلث الشر بالمنطقة.. والمملكة استخدمت الإخوان لمواجهة الشيوعية
أجرى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، حوارًا مثيرًا مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية، أطلق خلاله العديد من التصريحات المهمة حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
السلام مع إسرائيل
أكد ولي العهد السعودي أنه حال التوصل إلى سلام في المنطقة، فإنه سيكون هناك "الكثير من الاهتمامات بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي".
وقال بن سلمان إن "إسرائيل تملك اقتصادا كبيرا مقارنة بحجمها، وهذا الاقتصاد متنام، وبالطبع هناك الكثير من الاهتمامات التي نتقاسمها مع إسرائيل".
وأضاف: "إذا كان هناك سلام، سيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي، ودول مثل الأردن".
وأعرب ولي العهد السعودي، خلال لقائه مع المجلة الأمريكية، عما أسماه بـ"مخاوف دينية" حيال مصير المسجد الأقصى في القدس، وكذلك حيال حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال بن سلمان للمجلة، "لدينا مخاوف دينية حيال مصير المسجد الأقصى في القدس، وحيال حقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "هذا ما لدينا… ليس لدينا أي اعتراض على أي أحد آخر".
مثلث الشر
وأكد "بن سلمان" أن هناك محاولات لترويج فكرة أن المسلمين يهدفون لإعادة تأسيس الخلافة بالقوة، مشيرًا إلى أن الله لم يطلب من المسلمين أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ذلك، وإنما طلب منه نشر الإسلام فقط.
وأضاف أن لكل إنسان الحرية في اختيار معتقده، وفي الوقت الحالي ليس هناك واجب للقتال من أجل نشر الإسلام، ولكن مثلث الشر يريد التلاعب بالمسلمين وربط كرامتهم بتأسيس إمبراطورية مسلمة.
وأوضح أن هناك قسمين متحاربين في الشرق الأوسط؛ الأول يتمثل في مثلث الشر، والآخر في الدول الحليفة، مثل مصر والإمارات والسعودية والأردن والبحرين.
وبسؤاله عن مثلث الشر، أكد أن الضلع الرئيسي فيه يتمثل في النظام الإيراني، الذي يهدف لنشر أيديولوجية شيعية متطرفة، وإعادة الإمام الخفي ليحكم العالم كله وينشر الإسلام في أمريكا، وقالوا ذلك علنا مع قيام ثورتهم المزعومة.
وأضاف أن الضلع الثاني من المثلث يتمثل في الإخوان المسلمين، وهي منظمة متطرفة تريد استخدام النظام الديمقراطي لحكم الدول وبناء خلافة الظل في كل مكان، للتحول إلى إمبراطورية إسلامية، والضلع الثالث يتمثل في الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
الإخوان والشيوعية
وقال بن سلمان إنه خلال الحرب الباردة انتشرت الشيوعية في كل مكان، وهددت الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك السعودية، التي قررت العمل مع أي شخص يمكن أن يخلصها من الشيوعية، وكان من بينهم الإخوان المسلمين، الذين مولتهم أمريكا أيضًا.
وأضاف: «لو عاد الزمن بنا سنفعل الشيء نفسه، وسوف نستخدم هؤلاء الناس مرة أخرى، لأننا كنا نواجه خطرًا أكبر يتمثل في التخلص من الشيوعية».
وأشار إلى أنه بعد عام 1979 تغير كل شيء، فالثورة الإيرانية خلقت نظامًا قائمًا على إيديولوجية الشر الخاص، الذي لا يعمل من أجل الشعب ولكن يعمل لخدمة أيديولوجية، وفي العالم السني كان المتطرفون يحاولون نسخ التجربة الإيرانية، متابعًا: «حاولنا الحفاظ على أنفسنا ومنع بلادنا من الانهيار وواجهنا الإرهاب حتى جاء حادث الحادي عشر من سبتمبر».
المرشد الإيراني
وقال ولي العهد السعودي، إن العلاقات مع قطر لابد وأن تعود ودية يومًا ما، ولكن يجب عليهم أن يتعلموا سريعًا؛ فالأمر يتوقف عليهم.
وأضاف: «أعتقد أن هتلر يبدو طيبًا مقارنة بالمرشد الإيراني؛ فالأول حاول احتلال أوروبا، لكن المرشد يحاول غزو العالم كله، ويعتقد أنه يمكن في يوم من الأيام أن يمتلكه، لذلك نريد وقفه من خلال التحركات السياسية والتحركات الاقتصادية والتحركات الاستخبارية لنتجنب الحرب».
وأشار إلى أن أوباما وترامب كلاهما أدرك خطر إيران، ولكن كل منهما كان لديه تكتيكات مختلفة، ولكن أوباما منح إيران فرصة للانفتاح، لكن مع وجود نظام قائم على هذه الأيديولوجية، يبدو أنها لن تنفتح على العالم، والدليل أن 60% من الاقتصاد الإيراني يتحكم فيه الحرس الثوري.