رئيس التحرير
عصام كامل

ويني مانديلا.. قصة رفيقة كفاح محارب العنصرية في جنوب أفريقيا

فيتو

بعد صراع طويل مع المرض، توفيت ويني مانديلا، زوجة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا "رئيس جنوب أفريقيا السابق"، عن عمر يناهز 81 عاما أثناء تواجدها بمستشفى "ميلك بارك في جوهانسبرج".


حياتها
ولدت ويني في العام 1934 من أبوين فقيرين، اختارت أسرتها أن يكون اسمها "فومانزو" أي نضال.

عانت الفقر المدقع، إلى درجة أن أول حذاء ارتدته كان في الثانية عشرة من عمرها، لكنها كانت نابغة في دراستها، وأحست منذ الصغر بالتفرقة بين السود الأغلبية والبيض الأقلية، هذا الإحساس دفعها إلى التفوق في حياتها، وإلى مقاومة الفقر بالاجتهاد والتحصيل.


حياتها العلمية
شقت ويني طريقها في الحياة العملية، وهي لم تتجاوز العشرين من العمر، وكانت تشعر أن عليها أن تؤدي رسالة إنسانية واجتماعية نحو أبناء مجتمعها الأسود، الذي يواجه شتى أنواع العنصرية، وكان حلمها أن ترى السود على قدم المساواة مع البيض فهم أصحاب الأرض.

لقائها بمانديلا
التقت بنيلسون مانديلّا الذي كان يعمل محاميًا يدافع عن حقوق المظلومين ومناضلًا سياسيًا، وكان أول اتصال بينهما عندما طلب منها أن تشارك في حملة لجمع الأموال من أجل قضيةٍ سياسية، وقد وجد فيها مواصفات الفتاة الشجاعة المتحمسة لقضية مجتمعها، صاحبة مبادئ وفكر وطني، كما وجد فيها أنثى جميلة مفعمة بالحيوية والنشاط، فأحبها رغم فارق السن، وتزوجا وكانت بداية رحلة جادة في مشوار النضال المشترك بينهما.


سقط مانديلا في أيدي السلطات العنصرية، فألقوا القبض عليه في عام 1962، مع بقية زعماء حزبه، وصدر حكمًا بسجنه مدى الحياة بتهمة الخيانة العظمى.

نضال ويني
تحملت ويني مسئولية طفلتيهما بعد غياب الأب، ولم تستسلم لرغبات النظام، اعتقلت مرات عدة، وكانت تخرج لتعود وتشارك بأنشطة معادية للعنصرية، ولكن في تلك المرحلة بدأ العالم يعرف من هي "ويني مانديلا"، وهي كانت تشعر بالفرح كل مرة تتعرض فيها للسجن؛ لأن هذا نصر لقضيتها وصحف العالم ستركز الأضواء عليها.


معاناة المناضلة
نفيت عام 1977 إلى قرية نائية، حتى بداية الثمانينات، حيث بدأ النظام العنصري يشوه سمعتها، لكنهم لم يفلحوا، بعدها بدأت رحلات أخرى بمشوارها الطويل إذ أسست "نادي مانديلا لكرة القدم"، وبدأت تميل إلى أعمال العنف والانتقام، كما اتّهمت مرّات عدّة بجرائم قتل ونصب، فبدأ الزعماء السود يستاؤون منها، واتهموها بأنها تحولت إلى إميلدا ماركوس أفريقيا.

في العام 1990، خرج الزعيم مانديلا من السجن، واكتشف أن معظم أنصاره باتوا يكرهون ويني، وأنها أصبحت غير مرغوب بها، وانفصل عنها مانديلا بعد كل الضغوطات وخصوصًا بعد شائعات علاقتها بمحام شاب، لكنهما استمرا على تواصل حتى آخر أيام حياته.


وقد أوردت الصحافة العالمية، خبر احتفال ويني بعيد ميلادها الثمانين العام الماضي في احتفال رسمي، أقامه حزب المؤتمر الوطني الحاكم في أفريقيا الجنوبية، وحضره أكثر من 4500 شخص من أعضاء الحزب، ومحبي ويني.
الجريدة الرسمية