رئيس التحرير
عصام كامل

4 مواقف من يوم الأرض تفضح الديمقراطية الزائفة في إسرائيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أظهرت المظاهرات الفلسطينية التي اندلعت منذ يوم الجمعة الماضي في الذكرى الـ 42 ليوم الأرض مدى هشاشة المجتمع الإسرائيلي وانقسامه على ذاته، رغم محاولة دولة الاحتلال الظهور من منظور الدولة، التي تحترم كافة التوجهات السياسية، بداخلها بطريقة لا يضاهيها أحدًا في منطقة الشرق الأوسط، وظهر القمع الإسرائيلي لكل رأي مخالف على غير الشائع تمامًا.


هجوم ضد زعيمة اليسار

آخر المواقف التي أثبتت ذلك هو صب اليمين الإسرائيلي جام غضبه على الرئيسة الجديدة لحزب "ميرتس" اليساري، تمار زندبيرج، على ضوء مطالبتها بفتح تحقيق، في أحداث "يوم الأرض والعودة" في قطاع غزة، يوم الجمعة، التي أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة ما يزيد عن 1450، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وغردت زندبيرج خارج السرب، في الحلبة السياسية الإسرائيلية التي بدت موحدة في دعم جيش الاحتلال للإرهاب ضد الفلسطينيين، باستثناء "القائمة العربية المشتركة".

ودعت زندبيرج السلطات المختصة في إسرائيل، إلى إجراء تحقيق حول الأحداث في قطاع غزة، وأضافت، أنه يجب أن يشمل التحقيق فحص تعليمات إطلاق النار، والاستعدادات العسكرية والسياسية لتلك الأحداث.

ورأت زاندبيرج أن هذه مصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى، لمنع تصعيد آخر للأوضاع، وحذّرت الرئيسة الشابة من أن تؤدي سياسة الضغط السهل على الزناد، إلى إزهاق أرواح الأبرياء، واشعال المنطقة برمتها.

وأوضحت زندبيرغ أن التحقيق ضروري، في ظل وجود قتلى عزّل، وانتشار فيديو يظهر إطلاق النار على ظهر متظاهر.

وغضب وزير جيش الاحتلال، أفيجدور ليبرمان، من تصريحاتها ووصفها بـ "جوقة المنافقين"، الذين يطالبون بإقامة لجنة تحقيق.

فصل مذيع

وفي موقف عنصري آخر يدلل على تشرذم الاحتلال واختلاف مواطنيه فيما بينهم، قررت محطة إذاعة جيش الاحتلال "غالي تساهل"، فصل المذيع كوبي ميدان بعد نشره عبر صفحته الخاصة في "فيس بوك" تدوينة قال فيه: "أنا أخجل اليوم لكوني إسرائيليا"، وذلك تعليقًا على التعامل الإرهابي من جانب إسرائيل مع الفلسطينيين في يوم الأرض واستشهاد كثير منهم برصاص الاحتلال.

وأكد الإعلام الإسرائيلي اليوم الإثنين، على لسان قائد إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه يتوقع إنهاء عمل مذيع المحطة كوبي ميدان، بعد نشره في أعقاب أحداث نهاية الأسبوع في غزة بأنه "يخجل اليوم لكونه إسرائيليا".

وأجرى قائد إذاعة الجيش الإسرائيلي، شيمون الكبايتز، محادثة توضيح مع الصحفي كوبي ميدان بعد أن نشر الصحفي على صفحته الخاصة على فيس بوك منشورا حول أحداث الجمعة على طول السياج مع قطاع غزة. وقال ميدان إنه كتب الكلمات في ذروة الأحداث ولم يقل كلمة سيئة عن جنود الاحتلال.

توحش ليبرمان

وقدم وزير جيش الاحتلال، أفيجدور ليبرمان، نموذجًا للتوحش الإسرائيلي وأظهر أنه لا يلقى استحسانًا ويوجد خلاف عليه بين مواطني دولة الاحتلال، وكما هاجم ليبرمان زعيمة اليسار ووصفها بـ "جوقة المنافقين"، انتقل في مقابلة إذاعية للهجوم على المذيع الإسرائيلي وقال: "أنا أخجل أن لدينا مذيع كهذا في محطة إذاعة الجيش، آمل أن يوقف عن العمل وأن يتم تقييم الموضوع ولكن إذا كان يشعر بالخجل، فعليه فقط أن توصل إلى استنتاج بمغادرة المحطة".

تدخل عسكري بالإعلام

وأضاف ليبرمان، "أنا لا أريد أن أتدخل في عمل قائد المحطة، ولكن بدلا من ذلك على المذيع إذا كان لديه الحد الأدنى من النزاهة وإذا كان لديه أي احترام لذاته عليه استخلاص النتائج وترك محطة".

ورغم أن ليبرمان قال أنه لا يريد التدخل في عمل قائد المحطة إلا أن تصريحاته تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه تدخل عسكري صريح لقائد الجيش في الساحة الإعلامية وانقسامها خاصة بعد أن رفض الإعلاميون تصريحات ليبرمان.

من جانبه، رفض زعيم حزب العمل الإسرائيلي، آفي جباي، في تغريدة له صباح اليوم على موقع تويتر تصريحات ليبرمان مدافعا عن المذيع كوبي ميدان: "أعارض بشدة الفصل من العمل بسبب حرية التعبير". وأضاف جباي: "أن ليبرمان هو وزير الجيش وليس مصحح مقدمي البرامج في إذاعة الجيش".
الجريدة الرسمية