رئيس التحرير
عصام كامل

المناعة والرياضة والموسيقى كبسولة ثلاثية لعلاج مرض التوحد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أعلن الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشارى الأطفال وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس في ندوة علمية بعنوان "اليوم العالمى للتوحد" نتائج 18 بحثا علميا عالميا جديدا صادرة منذ مطلع هذا العام ٢٠١٨، من بينها سبعة أبحاث سيتم نشرها في شهر أبريل الجاري.


جاء ذلك في ندوة نظمها مركز تنمية منشأة ناصر التابع لجمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع بمساكن الحرفيين، بمقره تحت رعاية وليد عبد اللطيف مدير المركز، تزامنا مع احتفال العالم باليوم العالمى للتوحد، الذي يوافق ٢ أبريل من كل عام، والذي أقرته الأمم المتحدة منذ عام ٢٠٠٧، بهدف زيادة الوعى العام واهتمام صانعي القرار بالأوتيزم (التوحد)، كوباء عالمى جديد أخذا في الانتشار. ودارت أطروحات الندوة حول 10 عناصر رئيسية، تناولت زيادة معدلات الإصابة بالتوحد عالميا، المناعة والمخيخ والأوتيزم، التوحد الإلكترونى، التلوث البيئي والمخ، تأثير التبغ على الشبكات العصبية، المعادن الثقيلة وتأخر اللغة، الإجهاد التأكسدي، حساسية الكازين والجلوتين، سموم الكانديدا، وفوائد جديدة للموسيقى للمصابين بالتوحد.

وقال بدران في حديث خاص- لوكالة أنباء الشرق الأوسط - اليوم إن تلك الأبحاث كشفت أن المناعة والرياضة والموسيقى كبسولة ثلاثية غير تقليدية في علاج مرض التوحد ومحاولة تقويض آثاره، مشيرا إلى أن مرضى التوحد هم أطفال يعانون من مشكلات في اللغة والتخاطب، ولا يميلون لمشاركة الأطفال الآخرين في اللعب، وينفعلون ويغضبون عند محاولة التدخل في خصوصياتهم وكأنهم يعيشون مع أنفسهم فقط في عالم خاص بهم، ولا يهتمون بمن ينظر إليهم وكأنهم لا يرونه، ولا يستجيبون لمن يتحدث معهم وكأنهم لا يسمعونه، وتشمل اضطرابات التوحد مجموعة من المشكلات العصبية التنموية التي تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وتتميز بانخفاض التواصل والتفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، مع أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.

وأشار إلى أن التوحد يصيب من 1 إلى 2 في المائة من الأطفال حول العالم، وأن نسبة إصابة الأطفال الذكور تصل إلى أربع مرات ونصف ضعف الإناث، وأن الزيادة الملحوظة حاليا في أعداد المصابين بالمرض، ترجع إلى التقدم العلمى وإجراء مزيد من البحوث والدراسات مما غير واقع التوحد، وزيادة فرص الحياة للأطفال المبتسرين، وزيادة الوعي العام في بعض المجتمعات، وتغير معايير التشخيص لتشمل الفئات التي كانت تشخص في السابق بالتخلف العقلي، والتشخيص في سن مبكرة مع تطور وسائل العلاج، بالإضافة إلى ظهور أسباب بيئية جديدة كالتلوث البيئي وتغيير نمط الحياة.

وأكد استشاري الأطفال، أن أغلب أسباب الإصابة بالتوحد ما زالت غامضة حتى الآن، وهى في الغالب متعددة ومحصلة لتفاعل مسببات جينية مع عوامل بيئية، حيث يعد التعرض البيئي قبل وأثناء وبعد الولادة من عوامل الخطورة المحتملة للإصابة بالتوحد (مثل تعاطى أدوية خلال الحمل، أو التعرض لسموم الفطريات وتناول الأغذية المعدلة وراثيا، وإصابة الأم بالسكر أو الحساسية كالربو الشعبى وإصابة الجنين أو الوليد بالعدوى، إلى جانب التدخين حيث تضر السموم والمعادن الثقيلة المنبعثة من التبغ، وتتراكم في الجسم والمخ مسببة أعراض سلوكية وعصبية، لافتا إلى أن برمجة الجنين خلال الحمل نحو التوحد مثار اهتمام أبحاث العلماء حاليا).

وقال بدران إن آليات حدوث التوحد، تتمركز في القابلية الجينية نتيجة الاستعداد الوراثى، والتغيرات الجينية نتيجة حدوث طفرات، الاضطرابات المناعية التي تشمل مستويات غير طبيعية من الوسائط الكيميائية وعوامل النمو والأجسام المضادة، وزيادة الإجهاد التأكسدي، ونتيجة نقص مضادات الأكسدة، موضحا أن المواد المضادة للأكسدة تحمي الخلايا من التلف الناجم عن الشوارد الحرة، إذا كان الجسم ليس لديه ما يكفي من المواد المضادة للأكسدة، حيث ارتبط الإجهاد التأكسدي بالتأخر في النمو والاضطرابات العصبية، والعديد من أمراض العصر.

وأوضح خبير المناعة، أن الدراسات الحديثة أظهرت زيادة الإجهاد التأكسدي لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وأن هذا الإجهاد التأكسدي يسبب كمية هائلة من الالتهابات تسبب إعاقة تعلم اللغة، والإعاقة الاجتماعية والإدراكية، وبينت دراسات أخرى أن المواد الغذائية المضادة للأكسدة يمكن أن تحسن أعراض التوحد.

وأوضح أن الخلل في الميتوكوندريا (مراكز توليد الطاقة داخل الخلية) في المخ يسبب 5 في المائة من حالات الأوتيزم.

التي تنشأ عن عيوب في الموصلات العصبية، وخلل في التواصل الشبكى في المادة البيضاء في المخ،وانخفاض عدد خلايا بوركينج في المخيخ وهي المسئولة عن نقل المعلومات من المخيخ إلى القشرة المخية، مما يسبب اختلالا وظيفيا في المخيخ يمكن أن يعيق كلا من المهارات الحركية والإدراك. مشيرا إلى أن المخيخ والمخ هامان للتعلم والذاكرة وإنتاج لغة التواصل.

وقال بدران إنه على الرغم من إمكانية التشخيص في وقت مبكر من عمر عامين، إلا إن معظم الحالات يتم تشخيصها في عمر 4 سنوات، وإن الدراسات الحديثة أظهرت أن بعض أباء الأطفال الذين يعانون من الأوتيزم لاحظوا مشكلة تنموية قبل عيد ميلاد الطفل الأول، وإن شكاوى السمع والرؤية أكثر شيوعا في السنة الأولى، والاختلافات في المهارات الاجتماعية والاتصالات والمهارات الحركية الدقيقة واضحة من عمر 6 شهور.

وأضاف أن عوامل الخطر تكمن في ارتفاع نسبة الإصابة بين التوائم المتطابقة ( من بويضة واحدة وحيوان منوي واحد )، فلو أصيب طفل واحد ترتفع نسبة إصابة الطفل الأخر، وفى التوائم غير المتطابقين، فإن احتمال إصابة الطفل الأخر تصل إلى 30 في المائة من الحالات، وان إصابة طفل واحد في الأسرة يزيد من احتمالات حدوث الأوتيزم مع طفل آخر من نفس الوالدين بنسبة من 2 – 18 في المائة.

وتزداد نسب الإصابة في الأطفال الذين يعانون من أمراض وراثية أو نفسية أو أمراض التطور، 10 في المائة من أطفال متلازمة داون، و10% في حالة وجود مرض نفسى، ومع تقدم عمر الوالدين،ومع ولادة طفل مبتسر أقل من 26 أسبوع حمل، أو ذو وزن قليل عند الولادة، والالتزام غير المرن بالبروتينات غير الوظيفية والنماذج النمطية الحركية المتكررة،المقاومة أو القلق بشأن التغييرات الصغيرة، تحركات الجسم النمطية (مثل الترفرف، الإهتزازات، حركات اليد، المشى على أصابع القدمين، التكرار والرتابة والنمطية خاصة في اللعب، نوبات الضحك غير المبرر، تأخر الحواس ( اللمس، الشم، التذوق).
الجريدة الرسمية