حكومة نتنياهو تواجه انتقادات في الداخل والخارج بسبب أحداث غزة
إسرائيل ترفض دعوات دولية بإجراء تحقيق دولي مستقل في مقتل فلسطينيين خلال احتجاجات على الحدود مع غزة. ومئات من أنصار السلام يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على نهج الجيش الإسرائيلي في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين.
تظاهر نحو 250 شخصًا من أنصار المعارضة اليسارية مساء الأحد (الأول من أبريل) في تل أبيب أمام مقر حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنديدا بمسئولية الحكومة الإسرائيلية عن مقتل 16 فلسطينيًا في غزة وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية محلية.
ونشرت صحيفة هاآرتس الليبرالية أن المتظاهرين رفعوا شعارات مثل "أوقفوا الحرب.. وأوجدوا الأمل"، وطالبوا كذلك بـ "وقف الاحتلال للمناطق الفلسطينية".
وتحدث مايكل سفارد المحامي الشهير في مجال حقوق الإنسان للصحيفة الإسرائيلية قائلا: "إن غزة تحت الحصار وتعاني من الممارسات الإسرائيلية منذ العقد الماضي" وتابع "يعاني سكان غزة أزمة إنسانية كبيرة وعندما حاولوا الاحتجاج على هذه الأوضاع قوبلوا بقوة وحشية".
كما صرحت هاغيت أوفران المسئولة في منظمة "السلام الآن" التي ترفض احتلال الأراضي الفلسطينية أن "الحكومة تبذل ما في وسعها لتقدم الفلسطينيين بوصفهم مذنبين دون سواهم في حين أنها تتحمل قسما كبيرا من المسئولية في ما حصل". ونددت المنظمة في بيان بالسياسة التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي الذي يأتمر بالحكومة.
رفض إسرائيلي للمطالب بإجراء تحقيق مستقل
وكانت إسرائيل قد رفضت الأحد نداءات دولية، وجهتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لإجراء تحقيق مستقل بعد مقتل 16 فلسطينيا خلال تظاهرة نظمت على طول السياج الحدودي بين غزة والدولة العبرية.
وتعرض الجيش الإسرائيلي لتساؤلات طرحتها منظمات حقوقية على خلفية استخدامه الجمعة الرصاص الحي في واحد من أكثر الأيام دموية منذ حرب 2014، فيما اتهم الفلسطينيون الجنود الاسرائيليين بإطلاق النار على متظاهرين لا يشكلون خطرا داهما. وانتقدت منظمات حقوقية بينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش استخدام إسرائيل للرصاص الحي.
وكرر ليبرمان الأحد رفض بلاده النداءات لإجراء تحقيق وكان قد أعلن على تويتر "لا أفهم جوقة المنافقين الذين يريدون لجنة تحقيق". وقال ليبرمان للإذاعة الرسمية الإسرائيلية "لن يكون هناك لجنة تحقيق. لن يحصل هنا شيء كهذا. لن نتعاون مع أي لجنة تحقيق".
من جهتها قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن باريس تبدي "قلقها العميق" إزاء هذه "الحوادث الخطرة"، داعية السلطات الإسرائيلية إلى "ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس" ومؤكدة على "حق الفلسطينيين في التظاهر السلمي".
كما يعقد مجلس جامعة الدول العربية، في القاهرة غدا الثلاثاء، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين؛ لبحث "التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية". وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بالجامعة العربية، سعيد أبو على، في بيان، إن المجلس يعقد اجتماعه الطارئ في دورة غير عادية، برئاسة السعودية، بناء على طلب فلسطين، وتأييد كل من الكويت ومصر والأردن.
حصيلة دامية
وإلى جانب القتلى الفلسطينيين جرح أكثر من 1400 شخص الجمعة، بينهم 758 بالرصاص الحي، فيما أصيب الباقون جراء استهدافهم بالرصاص المطاطي واستنشاقهم الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة. ولم يسجل سقوط أي إصابات في الجانب الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تستمر التظاهرات التي تتضمن نصب خيام في مناطق عدة ستة أسابيع لتنتهي بالتزامن مع نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
وأثار ترامب بقراره نقل سفارة بلاده إلى القدس غضب الفلسطينيين الذي يعتبرون القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل عاصمة لدولتهم.
وتحتفل إسرائيل في 14 مايو بالذكرى السبعين لإعلان قيامها وهو اليوم الذي يتوقع أن تفتح فيه سفارة الولايات المتحدة في القدس أبوابها. في المقابل يحيي الفلسطينيون في 15 مايو ذكرى النكبة حين فر أكثر من 700 ألف فلسطيني أو تم طردهم في حرب 1948.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل