«بيل جيتس إيران».. قصة عالم صغير دخل عالم الروبوت في سن السادسة

بعيدا عن صراعات الدول الكبرى والخلافات العلنية، يوجد صانعو الأمل أيا كانت جنسياتهم، ومن بينهم سجاد يعقوب العالِم الصغير المسمى ببيل جيتس إيران وهو من أصغر علماء العالَم، مخترع برمجيات إلكترونية، والذي لم تمنعه نشأته المتواضعة والعقوبات المفروضة على دولته من إيصال اسمه للعالم.

نشأته
ولد سجاد يعقوب الإيراني الجنسية، صاحب الـ26عاما، بمدينة موكا شمال شرق إيران، بإقليم أذربيجان الغربي، ونشأ بأسرة متوسطة وكان الأخ الرابع لشقيقاته الثلاث.

دراسته
أكمل دراسته حتى الثانوية في منطقة صغيرة بمدينة موكا؛ حيث الخدمات التعليمية البسيطة، وبعد تخرجه بمرتبة الشرف من المدرسة الثانوية، قرر سجاد السفر إلى الخارج لمواصلة تعليمه في مجال الهندسة الإلكترونية، وبسبب خوف والدته عليه ولأنها لم تكن راغبة في إرسال ابنها الوحيد إلى بلد بعيد، اختار سجاد تركيا؛ حيث حصل على منحة دراسية من كلية طب جامعة باهتشيزهير في إسطنبول.

بدايات العبقرية
وبدأ العالم الصغير منذ الصغر، بتفكيك اللعب الصغيرة ويعيد تركيبها ليتعرف على وظيفة كل جزء منها، وكان يبيع ألعابه لشراء أجزاء من الروبوتات، واشترى والده ذات مرة هاتفا خلويا له، ليفاجأ في اليوم التالي بأن نجله باعه ليشتري أجزاء إلكترونية.

وبتلك الطريقة دخل يعقوب عالم الإلكترونيات في سن السادسة من عمره وحصد جوائز كثيرة، ولرغبته الشديدة في العلم وبسبب قلة المكتبات بمدينته المتواضعة، كان يرسل إليه عمه، كل شهر نحو 20 كتابا في مجال البيولوجيا الروبوتات من طهران.

جوائز حصل عليه
فاز سجاد بالعديد من الجوائز في كل مراحل الدراسة، ومنها المركز الأول في مسابقة تكنولوجيا الابتكار في مجال التكنولوجيا الماليزية، وأفضل جائزة كورية لبراءات الاختراع بين 18 عالم من اختراعات الأولمبياد، والجائزة الخاصة لأفضل مخترع تحت 18 عاما في آسيا.

كما حصد الجائزة الأولى على مستوى العالم في مجال الروبوتات عندما كان في سنته الثانية من الدراسة الثانوية، واحتل المركز الثاني في مسابقة Robocup العالمية في ألمانيا عام 2009، ونال الميدالية الذهبية في بلجيكا في مسابقة الاختراع العالمية في نفس السنة.

قائمة اختراعات
ويطلق على أحد اختراعاته، الذي يفتخر بها سجاد، اسم "معدات التمرين على العين"، والذي حصل على براءة اختراع باسمه عندما كان عمره 16 عامًا فقط، وهو اختراع يعزل عضلات العين ويخفف من تعبها كل خمس دقائق، بتحسين الدورة الدموية فيها.

رحلة تميز
وأثناء دراسته بالجامعة واصل تميزه وحصل على الميدالية الذهبية في مسابقة عالم الابتكار بألمانيا في المجال الطبي 2011، والميدالية الفضية في مسابقة الابتكار والتكنولوجيا الروسية عام 2011، وأفضل مخترع وصانع في العالم لعام 2012 في كرواتيا، والميدالية الذهبية في المسابقة الأوروبية والعالمية في رومانيا في عام 2012 في المجال الطبي، والميدالية الذهبية لأكبر مسابقة اختراع في العالم في جنيف، سويسرا، في عام 2013.

أيضا حصل سجاد على الجائزة الذهبية لمسابقة اختراع بالولايات المتحدة الأمريكية كأفضل مخترع إبداعي عام 2014، وكذلك أفضل ورقة لمؤتمر الطالبات العالمي في أنقرة عام 2014، كما حصل على لقب أصغر المتحدثين باسم السلام من إيران وتركيا في الولايات المتحدة خلال نموذج طلاب الأمم المتحدة 2014، وأخيرا حصل على المركز الثالث في مسابقة اختراع جنيف 2015.

وشارك في يناير 2016 بممعرض CES، العالمي لتجارة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والتكنولوجيا الاستهلاكية، في لاس فيجاس، لتقديم أحدث اختراعاته.

خدمه للإنسانية
أراد يعقوب تصميم جيل مختلف من الروبوتات يساهم في خدمة البشرية لمساعدة المرضى، لذا اتجه لدمج الروبوتات في الصناعات الطبية.

وخلال دراسته الثانوية، صمم نحو 40 روبوت مختلف متعلقة بكرة القدم، والإنسان، والإنقاذ من زلازل الأرض، وكذلك الروبوتات الجوية الأساسية والجراحية والزراعية والعسكرية والصناعية.

وبعد عام من سفره لتركيا، بدأ بتقييم عيوب التصميم الخاصة بالمعدات الطبية المستخدمة أثناء العمليات الجراحية من أجل تحسين دقتها.

وفي ذلك الوقت، قرر سجاد إطلاق شركته وبدأ يبيع اختراعاته، وتعمل شركته بنجاح حتى اليوم في تركيا.