صدقت حورية.. ليست ياسمين صبري وحدها فالقائمة تطول
خرجت الفنانة "حورية فرغلي" بأحد البرامج التليفزيونية وأجابت عن سؤال من أصعب ما يكون، بالنسبة لأي شخص بمكانتها، حيث قالت إن هناك العديد من النجمات لا يستحقنَّ النجومية، ولم تذكر حورية سوى الفنانة "ياسمين صبري"، التي وجهت لها رسالة ذكية، طالبة منها الاهتمام بالمضمون والتركيز في التمثيل، بعيدًا عن الضجة والهالة الزائفة التي تحيط بها.
نعم.. صدقت حورية فيما قالت، وإن اتفقت أو اختلفت على ما قالته، لكنه واقع نعيشه الآن، فحالة التردي التي وصل لها الفن المصري والعربي، تجعلك واقفًا وقوف العاجزين أمام المقاييس التي تقاس بها جودة الممثل أو الفنان بكل أشكاله وأنواعه.
فليست "ياسمين صبري" وحدها التي تحتاج لتنمية موهبتها وقدرتها على التمثيل، بل هناك العديد، فعليك فقط أن تفتح قوسًا وتكتب قائمة من الأسماء، دون أن تدري متى ستغلقه.
وسأذكر لك بعضها الآن، فحورية ليست أجرأ مني في ذلك، لكنها أجرأ من الكثيرين الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الفن وهم أكثر الناس إضرارًا به، لسماحهم للعديد من محدودي الموهبة أن يطلوا علينا عبر الشاشات.
وعندما أبدأ في ذكر بعض الأسماء سأذهب إلى الوراء قليلا وننظر مثلا لـ"نادية الجندي"، صاحبة الرصيد الكبير بالسينما، والتي لقبت نفسها بنجمة الجماهير، فأجمع النقاد وحتى الفنانين أنفسهم على أنها لا تمتلك نصف موهبة، لكن سبحان من صنعها نجمة ملأت السمع والبصر، وكذلك "نبيلة عبيد" التي كانت تنظر إليها زميلاتها نظرة المتعجبين، فكيف أصبحت نجمة مصر الأولى وهي لا تمتلك سوى طريقة "الحواجب" في التعبير عن غضبها أو فرحها أمام الكامير.
وبالرغم من أن فكرة النجوم محدودي الموهبة موجودة منذ قدم السنين داخل الوسط الفني، فإن الأمر زاد للدرجة التي لا تجعلك تتحمل الصمت، فكثيرًا ما أقف أمام "هيفاء وهبي" وأحتار في تصنيفها، فهل هي مطربة أم ممثلة أم راقصة؟!
وأسأل نفسي دائمًا.. هل استمتعت يومًا ما بصوتها منذ أن بدأت الغناء؟ فهل صفقت ولو لمرة واحدة عندما شاهدت أحد أعمالها الدرامية أو السينمائية؟ أظن أن نجوميتها هي من باب.. "الحظ لما يأتي "أو "كفاية أني حلوة في عيون المنتج والمخرج".
أما عن الجيل الجديد من محدودي الموهبة فحدث ولا حرج، فلا أجد بين نجوم مسرح مصر مثلا، إلا شخصين أو ثلاثة، يمتلكون موهبة حقيقية والبقية ينتمون إلى نفس معجزة هيفاء السالفة.
وإذا تحدثت عن فنانين وفنانات لا يستحقون هذا اللقب فقل بلا خجل "دارين حداد" التي أعتقد أنها تمتلك عينين جميلتين وملامح غربية، و"درة" التي كانت أحد أخطاء يوسف شاهين الكثيرة، و"هند رضا" مذيعة الراديو التي اخترقت التمثيل دون إنذار و"مايا نصري"، التي أعترف أنها صاحبة صوت مقبول، لكنها لا تمتلك مقومات الممثل و"هنا الزاهد" و"مايا دياب" التي تنتمي لفصيلة هيفاء وهبي الفنية..
و"ملك قورة" و"مريهان حسين" "وسارة سلامة" و"سارة الشامي" إحدى خطايا بيتر ميمي في "كلبش" و"ساندي" سواء كانت المطربة أو الممثلة التونسية و"ياسمينا العلواني" التي ناصرتها نجوى كرم دون أن تعلم أنها صاحبة الصوت المصطنع الواضح لمن لا يفهم في تقنيات الأصوات، وضع مع هؤلاء العشرات لا يتسع المجال لذكرهم.
فرسالة حورية واضحة وعلى القائمين على مجال الفن أن يضعوا حديثها بالحسبان، فليس من السهل أن يتحدث غيرها مثلما فعلت.