رئيس التحرير
عصام كامل

4 رسائل من عواجيز الإخوان في احتفال الجماعة بمرور 90 عاما على تأسيسها.. الكبار يمتلكون زمام الأمر في كافة دول العالم.. يتمتعون بثقة وتأييد قطر وتركيا.. «حماس» لم تخرج على بيت الطاعة الإخواني

شعار جماعة الإخوان
شعار جماعة الإخوان

وسط غضب عارم، من الأقطاب المتصارعة داخل التنظيم، أحيت جماعة الإخوان الإرهابية، اليوم الذكرى التسعين لتأسيسها، تحت عنوان «تسعون عامًا من العطاء»، وذلك بمركز أمير أفندي الثقافي، بمدينة إسطنبول في تركيا.


حضر الاحتفال قيادات التنظيم الدولي، من مختلف بلدان العالم، وانحصرت الدعوات على الموالين لعواجيز الجماعة، بينما اختفت الوجوه الشابة، والمعارضة لمكتب لندن، وظهر «إبراهيم منير» نائب المرشد العام، يترأس الصفوف، بجوار خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، وبجانبهم قيادات تركيا. 


لا أحد غيرنا
رسائل عدة، حرصت القيادات التاريخية للإخوان على إيصالها للجميع من خلال هذا الحفل، على رأسها، أنها لا زالت تتحكم بقوة وتمتلك زمام الأمر، خاصة تأييد وثقة "قطر وتركيا"، ولا سيما أن مكتب إسطنبول الذي سيطر عليه المنشقون، يتحرك أفراده وكأنهم مدعومين من العدالة والتنمية، برعاية كبير الإسلام السياسي في المنطقة «أردوغان».

بجانب السيطرة على الإقليم، والدولة المحورية والداعمة للتنظيم في محنته الكبرى، كانت هناك رسالة للصف أيضا، مفادها أن الكبار يتصدرون الصورة، ويحصلون على دعم الخارج قبل الداخل، وإلا ما كان لهم بمثل هذه الفعالية، التي دعا لها رموز الإخوان والإسلاميين في العالم، الأمر الذي يعزز من بسط سيطرة كهنوت العواجيز على مقدرات الصف، وإعادة الذين تشتت بصيرتهم خلال الفترات الماضية، ولا يزالون يرغبون بشدة في الانضمام للتنظيم الموازي، الذي يجد دعما كبيرًا من جيل الوسط في الإخوان.

التلاعب بالقضية الفلسطينية
الرسالة الثالثة التي حرص الإخوان على تمريرها من الاحتفال، الاستمرار في اللعب بالقضية الفلسطينية، وإبقائها قرينة الإسلاميين بشكل عام، والإخوان خاصة، والاحتفاط بحركة حماس داخل بيت الطاعة الإخواني، وهو ما يفسر وجود خالد مشعل على رأس وفد من الحركة، وإلقاءه كلمة تحدث في أحد محاورها عن فلسطين، والجهاد حتى النهاية لتحريرها.

فيما تكفلت الرسالة الرابعة، بالرد على كل من طالب الجماعة، بالحل والابتعاد عن السياسة، بعدما أكدت أنها لن تحيد عن موقفها الحالي، والذي تستمده من تعاليم البنا، بل زادت على ذلك باعتبار نفسها، مسئولة عن مصر وفلسطين، وسوريا، ومن أسمتهم المظلومين في العالم أجمع، وكأنها تقول للجميع "لا تراجع ولا استسلام".

بالونة اختبار

يرى إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن اختيار الإخوان تركيا للاحتفال بمرور 90 عامًا، افتعال مقصود، حتى تظل الجماعة مادة ساخنة على مائدة الإعلام الدولي والمحلي، بجانب إطلاق بالونات اختبار للوعي الشعبي، في إمكانية تقبل عودة الإخوان في المجال السياسي والاجتماعي.

وأوضح «ربيع» أن الجماعة حاولت الرد على التنظيم الموازي من الشباب، الذين لا يعجبهم أداء عجائز الإخوان، ويعلنون انشقاقهم وتبرؤهم من تصرفات القيادات التاريخية، التي أوصلت الإخوان إلى ما هي عليه الآن، وأنها لا زالت على وفائها لما أسماه بـ""الحلم الأردوإخواني"، بجانب اعترافها بإبقاء إسطنبول منصة نشطة للحرب النفسية، ونشر الأكاذيب والشائعات لإرباك المزاج والرأي العام المصري والعالمي.
الجريدة الرسمية