رئيس التحرير
عصام كامل

«مسيرات العودة» تسجل مزيدا من جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين

فيتو

حالة جدل أثارها، تعامل الاحتلال الصهيوني مع مسيرة العودة التي انطلقت الجمعة الماضية تزامنًا مع الذكرى الأربعين لمناسبة "يوم الأرض الفلسطيني" على حدود غزة، وسط ردود فعل فلسطينية يتصدرها ضرورة التوحد والصمود في سبيل الدفاع عن الحق في الأرض، فيما يضيف الكيان المحتل المزيد إلى جرائمه ومخالفته للقانون الدولي.


تفاقم وضع الاحتلال
إسرائيل لم تعد تدرك خطورة التعامل الهمجي مع تلك التظاهرات، ويقول الكاتب الإسرائيلي، حامي شيلو: إن حماس أظهرت الحكمة في مواصلة مسيرة المليون، وكلما أظهرت الحكمة في التمييز بينها وبين أعمال العنف، كلما واصلت القيادة في غزة تحقيق نقاط أمام إسرائيل، وأمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسلطة الفلسطينية على حد سواء، وإذا لم يجد الجيش الإسرائيلي وسيلة مختلفة للتعامل على الأرض دون أن يتسبب بإيقاع خسائر بشرية قاسية، فإن وضع دولة الاحتلال سيتفاقم.

انتقادات حكومة نتنياهو
وأضاف: صحيح أنه سرعان ما سيتم نسيان أحداث يوم الجمعة، إذا بقيت كحالة منفردة، ولكن تَكرارها خلال الأسابيع الستة المقبلة حتى يوم النكبة الفلسطيني، سيفرض على المجتمع الدولي إعادة الاهتمام بالصراع حتى لو لم يكن معنيا بذلك، وستعود لتتجدد بكل قوة الانتقادات والضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، التي اختفت مؤخرا.

كابوس صعب
وتابع: أن الافتراض العملي لدينا هو أن حماس، لأسبابها الخاصة، غير قادرة على التخلي عن الكفاح المسلح، حتى مؤقتا وتكتيكيا، إذا كان الأمر كذلك فستمر الأزمة الإسرائيلية وستفقد المنظمة بسرعة المزايا التي حققتها في نهاية الأسبوع، ولكن إذا ثبت خطأ هذا المفهوم وظهرت حماس كمنظمة منضبطة تكتيكيا وتتمتع بالقدرة على ضبط النفس، فإنها يمكن أن تشكل كابوسًا لنا.

الانتقادات الدولية
"شيلو" نوه إلى أن احتجاجات فلسطينية حاشدة وغير عنيفة، تجبر الجيش الإسرائيلي على قتل وجرح المدنيين العزل، وهنا ستواجه إسرائيل الانتقادات الدولية.

صراع اليمين واليسار
وخلال التظاهرات قتل نحو 16 فلسطينيا وجرح المئات جراء إطلاق النيران الحية على المتظاهرين، ما جعل اليسار الإسرائيلي يدخل صراعا مع اليمين الصهيوني المتطرف، ظهر في تغريدة للإعلامي الإسرائيلي، ياريف أوبنهايمر، رئيس سابق لحركة "السلام الآن" وهي حركة يسارية إسرائيلية ترفض الاستيطان والسياسة القمعية لدولة الاحتلال، بل طالب بعض اليساريين بفتح تحقيق ضد فتح النيران على الفلسطينيين ما جعل وزير دفاع الاحتلال، أفيجدور ليبرمان، يستشيط غضبًا ويرفض الفكرة فتح قائلًا: "لن تجرى لجنة للتحقيق في هذه الأحداث".

تواصل الفعاليات
وتتواصل فعاليات "مسيرة العودة" التي انطلقت يوم الجمعة بإقامة مخيمات إلى الشرق من مدينة غزة، وسط هدوء حذر في محيط قطاع غزة حاليا بعد أن شهد أحداثا دامية الجمعة استشهد خلالها ما لا يقل عن 15 شابا فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأصيب 49 فلسطينيا بجراح أمس السبت، وفقا لمصادر طبية فلسطينية، جراء نيران قوات الاحتلال على امتداد السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومناطق تمركز جيش الاحتلال، والذي اعتقل صباح أمس شابا فلسطينيا قرب معبر القرارة (كيسوفيم) وسط قطاع غزة بزعم أنه تخطى السياج الحدودي.

كما زعم مصدر عسكري إسرائيلي أن فلسطينيين اقتربوا عند الفجر من السياج الحدودي في منطقة خان يونس ورفح فأطلق الجنود الإسرائيليون أعيرة تحذيرية وأرغموهم على العودة.
الجريدة الرسمية