رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة ضد مصر في تركيا اليوم!


ماذا يمكن أن تفعل ألمانيا لو احتفلت إحدى الدول بذكرى ميلاد هتلر ودعت إلى عودة النازية؟ وماذا يمكن أن تفعل أمريكا لو قامت إحدى الدول بإحياء ذكرى "بن لادن" مع الدعوة إلى إحياء تنظيم القاعدة؟ بل ماذا يمكن أن يفعل العالم لمواجهة الافتراضين السابقين؟ نقول لك لأن تركيا ستحتفل اليوم الأحد، وسيكون الاحتفال قد بدأ قبل نشر هذا المقال بالذكرى الـــ 90 لتأسيس جماعة الإخوان! الاحتفال في قاعة فخمة بإسطنبول والدعوة لقيادات قديمة وجديدة للجماعة والحضور الرسمي على أعلى مستوى وإلى حدود مستشار أردوغان ووزراء ومسئولين كبار!


الاحتفال فيما يبدو لم يتم في قطر.. فقد تكون قطر لا تريد استفزاز الأشقاء في الخليج فتكفل أردوغان بالأمر.. وهو يعلم أن الجماعة مصنفة قانونًا كجماعة إرهابية في مصر وعدد من الدول!! وهو يعلم أن إجراء كهذا سيغضب المصريين والإماراتيين والسعوديين والتونسيين والأردنيين والسوريين بطبيعة الحال! وهو يعلم أن أمريكا لن تحتج ويعلم أن لندن لن تدين، ويدرك أن فرنسا لن ترفض وأن روسيا ستتجاهل الأمر، وهو ما يعني رضا العالم الغربي عن الإجراء التركي ويعني أننا لم نستطع بناء تحالف حقيقي -حقيقي- مع روسيا ودول أخرى ضد الإخوان وضد الإرهاب!

الآن.. ماذا يمكن أن نفعل؟ اقتراحنا المباشر ينقسم إلى إجراءين، الأول احتفال مماثل يصل إلى حدود المهرجان لإحياء ذكرى مذابح الأرمن.. والثاني وهو دعوة المعارضة الرئيسية لأردوغان إلى مصر.. وقد آن الأوان لفتح الفضائيات المصرية لعمل المعارضة التركية.. آن الأوان أن يشعر أردوغان بجزء مما يفعله ويفعله منذ سنوات من فتح بلاده لعدد من المرتزقة والفشلة و"الصيع" والمعقدين والمشوهين نفسيًا والإرهابيين بطبيعة الحال..

وهو ما لا يمكن أن تفعله مصر.. لكن على الأقل أن نفتح بلادنا للمعارضة الشريفة والحقيقية لأردوغان، ولنا تاريخ طويل ومشرف منذ الستينيات في استقبال الأحرار الشرفاء! أن يجري ذلك في إسطنبول فإهانة لمصر وكارثة.. الكارثة الأكبر أن نصمت عنه وأن يمر دون رد!
الجريدة الرسمية