رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكشف كواليس رحلة المنتخب الأوليمبي في بلاد الحرمين

فيتو

كان في مقدور الكابتن شوقي غريب أن يريح نفسه ورأسه من صداع حزب أعداء النجاح ورفض لعب أي مباريات ودية والخسارة فيها قد تكلفه الكثير، ولكنه فضل عدم الاستمتاع براتب بدون عمل واستغلال كل ثانية في برنامجه لتحقيق حلمه وحلم جماهير مصر برؤية المنتخب الأوليمبي في أولمبياد طوكيو.


كان بمقدوره أن يفضل الانتظار وإقامة معسكر بأحد فنادق القاهرة وعدم خوض أي مباريات ودية، ولكنه قرر المخاطرة ولعب مباراتين أمام نظيره السعودي، وهو الفريق الذي شارك في مونديال الشباب ولعب أكثر من بطولة ودية، وشوقي غريب لا يعرف عن فريقه سوى أسماء بعضها يشارك مع ناديه والآخر لم يره رأي العين في الملعب ولم يكتشفهم إلا في تدريبين فقط قبل المباراة.

وكلنا يعلم أن الخسارة أمام السعودية حتى لو كانت مباراة ودية قد تقلب الأوضاع...اختار شوقي غريب عناصر من منتخب الشباب السابق مطعمة بعدد من العناصر الجديدة التي ربما تكون المرة الأولى في حياتهم أن يستقلوا طائرة وهو ما ترجمه ناصر منسي لاعب الداخلية، الذي قال إنها المرة الأولى التي يركب فيها الطائرة، وكان مرعوبا في رحلة الذهاب، واطمأن في رحلة العودة قليلا، وناصر استخرج له الجهاز الإداري بقيادة الدكتور علاء عبد العزيز جواز السفر قبل السفر بساعات قليلة، وكانت المفاجأة أن منسي يحرز هدفين في أول مباراة ودية يلعبها المنتخب الأوليمبي، والواضح أن منسي سيكون حدوتة الكرة المصرية قريبا.

ورغم أن المعسكر والمباراة تشغل بال الجهاز الفني، إلا أن شوقي غريب كانت له مآرب أخرى، وهدفه وضع نظام للمعسكرات وسياسة غريب التي أعرفها ولا يعرفها النجوم الجدد أنه متساهل إلى حد كبير في الأمور الهامشية، ولكن في أمور النظام والضبط والربط لا تهاون، ويتحول إلى رجل عسكري شديد الصرامة.

فعندما عاد الفريق من أداء العمرة طلب اللاعبون جولة حرة وعدم العشاء في الفندق، فقال لهم إلى متي تطلبون أن تستمر الجولة؟ فردوا جميعا إلى الثانية عشرة، قال: موافق، ولكن في نفس الوقت أبلغ مدير الفريق أن من يتأخر عن الموعد دقيقة واحدة توقع عليه عقوبة مضاعفة، وهو ما حدث في كثير من الأوقات نتيجة عدم الالتزام بالمواعيد التي يضعها الجهاز الفني.

الحقيقة أن أول معسكر خارجي مع شوقي غريب سيحدد أشياء كثيرة مستقبلا بالنسبة لمستقبل اللاعبين في هذا الفريق، وشوقي غريب عندما حدد ساعة العودة للفندق كان يبحث عن حق الأندية ومصلحتها، خاصة وأن عددا من اللاعبين مرتبطون بالتدريب مع ناديهم في اليوم التالي، وليس لأنهم أنهوا ارتباطهم مع المنتخب أن يترك لهم الحبل على الغارب.

ومن خلال وجودي في المنتخب أرى أن صلاح محسن الموهبة الواعدة في سماء الكرة المصرية يحتاج لتأهيل نفسي خاصة من النادي الأهلي، لأن النقلة التي حدثت له قادرة على أن تهز أي شخص، وإذا لم يتم تدارك الأمر سريعا سنرى خروجا على النص في اقرب فرصة، فاللاعب تجد لديه تعاليا، ربما بقصد أو بدون، فضلا عن تصرفاته البسيطة وحرصه على ارتداء كاب أحمر فاقع جدا وارتكاب تصرفات تبدو أنها مناسبة لسنه، ولكن أعتقد أن الأمر يحتاج لمرونة في التعامل مع موهبة، وأنا أقول هذا الكلام حرصا على موهبة واعدة في بداية الطريق.

أعتقد أن سفرية السعودية كانت فترة كافية لأن يعرف أفراد الجهاز الفني بعضهم البعض عن قرب، ولكن الحقيقة أنهم يعزفون سيمفونية قائدها شوقي غريب ومعه معتمد جمال والثنائي محمد شوقي وشيتوس الذي تستطيع أن تميزهم عن اللاعبين بشق الأنفس، فما زالوا يتمتعون بالرشاقة والمرونة، وأسامة عبد الكريم هذا الرجل الصامت كثيرا ولكنه واثق في قدراته كمدرب حراس مرمى على أعلى مستوى، والدكتور أيمن زين طبيب الفريق، وهي ميزة أن يكون طبيب الفريق لاعب سابق في المنتخب وناديه، والدكتور كمال عبد الواحد أخصائي الأحمال يجهز اللاعبين بسهولة ويسر، ويقوم بدوره على أكمل وجه، والدكتور محمد صلاح المسئول عن العلاج الطبيعي أيضا رجل متميز من الصعيد اندمج بسرعة الصاروخ داخل بوتقة الجهاز.

أما الجهاز الإداري فهم قمة الاحترام والتقدير، وعلى رأسهم الدكتور علاء عبد العزيز صاحب الخبرات الواسعة، وانضم له اثنان أراهما مفاجأة بكل المقاييس، سواء أيمن سليمان هذا الرجل المهذب الذي يعمل في صمت أو محمد عشري الذي أراه شعلة نشاط، وأرى أن انضمامه رسميا للجهاز الفني لا بد أن يكون في أسرع وقت، فعشري دينامو بكل ما تحمله الكلمة من معان، أما عم عيد فهو صاحب خبرات كبيرة في المهمات ووجوده إضافة مع الفريق.

بقى أن أقول إن الحاج محمد أبو الوفا عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة صورة مشرفة لاتحاد الكرة ومصر، وقدم صورة محترمة للشخص المسئول في التعامل على المستوى الرسمي، وكيف يتصرف رئيس البعثة ويعرف الفرق بين دوره ودور المدير الفني، لاسيما أن الرجل يتصرف بأخلاق وشهامة رجال الصعيد.

وكلمة أخيرة في حق رجل كان داعما للبعثة وهو الحاج أحمد مساعد رجل الأعمال المصري المتواجد في جدة، الذي قدم كل الدعم للبعثة، وحرص على الاحتفال بالبعثة، وقدم لهم كل التسهيلات، فكان بحق نموذج مشرف للمصري في الخارج، ولم يترك البعثة إلا في مطار جدة، وهي في طريق العودة للقاهرة.

وتبقى كلمة أخيرة.. على حزب أعداء النجاح أن يبتعد عن شوقي غريب ورفاقه، والانتظار حتى البطولة، ثم الحساب رسميا، أما حملات التقطيع التي ليست لوجه الله، فلن تجدي معه، لأنه يراعي وجه الله في عمله، ويكفي أن ما حققه مع منتخب الشباب في 2001 سيظل رقما قياسيا لم يحققه مدرب في تاريخ الكرة المصرية.
الجريدة الرسمية