فريـال.. أميرة يطاردها «الصدأ».. أسعدت المصريين و«ظلمتها إدارة مستشفى هليوبوليس».. 41 طلقة طريقة الاحتفال بقدوم «سليلة الملوك».. و«الرفاعي» مثواها الأخيرة بعد 7
“تفضل صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم فاروق الأول حفظه الله فأرسى بيده الكريمة هذا الحجر الأساس لمبنى مستشفى الأميرة فريـال بمصر الجديدة”.. مربع صغير من الرخام مكتوب عليه الفقرة السابقة باللون الأسود، تستقبلك فور دخول مستشفى “هليوبوليس” الذي كان عبارة عن قصر للأميرة فريـال، تبرعت به في العام 1950 ليطلق عليه اسم “مستشفى هليوبوليس”.
وفى الجهة المقابلة لحجر الأساس، تجذب نظرك لافتة أعلى دولاب خشبى، يحتوى– وفقا لما تشير اللافتة- على مقتنيات الأميرة فريـال التي أهدتها للمستشفى، ومنها بعض الصوانى الفضية، وأوانى الطهي، وبرادات الشاى والشوك والسكاكين التي كانت تستخدمها الأميرة، وبنظرة دقيقة للمقتنيات تلك، يلحظ الزائر أنه كان لها نصيب من سيناريو النسيان الذي تعرضت له صاحبة القصر، بعدما أصبحت تلك المقتنيات عرضة لـ”التراب” و”الصدأ”.
الصدأ
لم يخطر في بال الأميرة فريـال الابنة الكبرى للملك فاروق، أن مقتنياتها سوف تصدأ في المستشفى الذي تبرعت لإنشائه، فرغم تطوير المستشفى في نهاية عام 2016 وإنشاء بعض الوحدات العلاجية الجديدة به، إلا أن دولاب الأميرة فريـال لم يكن ضمن مخطط التطوير، مثله مثل مقتنيات العائلة المالكة، حيث تعرضت حجرة الملك فؤاد الأول، والأميرة فريـال بمسجد الرفاعى لسرقة ست مشكاوات يناير العام الماضى.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الأميرة فريـال كبرى أبناء الملك فاروق، ولدت في قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية في نوفمبر 1938، وتم الاحتفال بها من خلال استعراض عسكري في شوارع العاصمة، ولأنها كانت أنثى تم إطلاق 41 طلقة فقط، سميت بهذا الاسم نسبة للأميرة فريـال والدة الملك فؤاد الأول، ومعنى الاسم “نور سطع”، وهو مزيج من الفارسية والتركية.
فتحة خير
ولادة الأميرة “فريـال” كانت فاتحة خير على المصريين، حيث تم توزيع كسوة جديدة على طلاب المدارس الأولية من الفقراء، كما خفضّت مصلحة السكك الحديدية أجور السفر في قطاراتها بمقدار 50% لتمكين الراغبين في الاحتفال بسبوع صاحبة السمو الملكى من الوفود إلى القاهرة.
وغادرت مصر بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، عاما برفقة والدها الملك فاروق، واستقرت في سويسرا وعملت جامعة للثمار من حدائق البيوت لتحسين حالتها المادية، وتوفيت عام 2009، وتم دفنها بمسجد الرفاعى.
"نقلا عن العدد الورقي.."