«أتمنى» وأخواتها.. حكاية فرق ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسكندرية.. رسم ورقص باليه وشطرنج وألعاب قتالية.. شاركوا في الاحتفال بذكرى أكتوبر.. ويعانون من تجاهل المسئولين
إعلان الرئيس 2018 عامًا للمعاقين، دفع ذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم للحلم بانتهاء كل المشكلات، لم يدر بخلدهم لحظة أن تتحطم تلك الأحلام، وتنتهى هذه الآمال على صخرة الإهمال والتجاهل والروتين.. فارق كبير بين طموحات القيادة السياسية وتصرفات مسئولى الحكومة؛ ما دفع الأهالي لمناشدة الرئيس: “انظر لنا بعينك أنت.. لا بعين الحكومة”.
هنا في الإسكندرية تقوم الجمعية المصرية لتنمية إبداعات متحدي الإعاقة منذ 16 عامًا، بجهد كبير لإبراز القدرات والمواهب لدى الأطفال المعاقين، والاستفادة من طاقاتهم والسعي لدمجهم في المجتمع، والحصول على حقوقهم، وممارسة حياتهم الطبيعية كما نص القانون.
أول بطولة
في عام 2003 قامت الجمعية بإضافة ألعاب رياضية وأنشطة جديدة لهؤلاء الأطفال، حسب تريزا مرجان، رئيس الجمعية، بهدف المزيد من التفاعل، وكانت البداية بالشطرنج والباليه والرسم، بهدف تنشيط الذكاء والقدرات لديهم، وإبراز مهاراتهم، ثم تم تنظيم بطولة للشطرنج، وكانت أول بطولة للمعاقين ذهنيًّا، على مستوى الجمهورية، وأقيمت بنادي الاتحاد السكندري.
وتم انتداب حكام من منطقة الإسكندرية، بعدها تم إنشاء فريق للكاراتيه للمعاقين ذهنيًّا، تم تقديم للفكرة للاتحاد المصري، لتحويل الكاراتيه من لعبة قتالية إلى استعراضية لذوى الإعاقة الذهنية، وتمت الموافقة من قبل الاتحاد المصري، مع الاحتفاظ بمبادئ ومسميات اللعبة، ونوهت إلى أنه في عام 2008، تم تأسيس أول فرقة للمعاقين ذهنيًّا، وإطلاق اسم خاص عليها “فرقة أتمنى للفنون الشعبية”، وضمت مجموعة من الأطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، تم اكتشافهم من خلال دورات وجلسات مكثفة.
البداية
وكانت البداية بالمشاركة في احتفالات ٦ أكتوبر التي نظمتها المنطقة الشمالية العسكرية، والعيد القومى للإسكندرية، ثم افتتاح الرئيس لقناة السويس، ومشاركة الأطفال في هذا الحدث الكبير، بتقديم الاستعراضات التي أبهرت الحاضرين، وأثبتت أن للمعاقين دورًا وموهبة، يجب الاستفادة بها، وهو ما أكده المسئولون المشاركون في الافتتاح.
ثم شاركت الفرقة في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، والتقوا مع الرئيس السيسي، وحدث أن داعبت طفلة منهم الرئيس، قائلة: “أنت متعرفنيش.. أنا أمل معوض راقصة مصر الأولى”، وهو ما أدهش الجميع والرئيس الذي وجه حديثه لهم: “أنتم ليكم حقوق ولازم تاخدوها على أكمل وجه، ولابد من وضع هؤلاء الأطفال على الطريق الصحيح.. وده دورنا جميعًا”، وتم تقديم درع من قبل ٥ أطفال من أعضاء الفريق للرئيس باسم متحدى الإعاقة، ومن بعدها أعلن الرئيس أن ٢٠١٨ هو عام المعاقين.
الصعوبات
غير أن تريزا مرجان أكدت أن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه تعليم هؤلاء الأطفال المعاقين، في حياتهم من أهمها عدم وجود أماكن مخصصة لتدريبهم وتأهيلهم بالأندية والملاعب ومراكز الشباب، وما زالت الدولة مقصرة بشكل كبير في حق المعاقين؛ في التعليم والصحة وغيرها، فمطلوب أن يتم إعادة النظر في كيفية التعامل معهم، وتفعيل القوانين ودمجهم في المجتمع.
وأكدت حنان حسين يوسف، والدة روان عشري، 18 عامًا، مصابة بمتلازمة داون، والتي تشارك في فرقة الفنون :مازالت حقوق المعاقين مهدرة من قبل المسئولين، فنحن نعيش يوميًّا في أعباء بسبب إهمال التأمين الصحى للمعاقين، حيث يقوم المسئولون برفعه لحظة خروج الأبناء المعاقين من مدارس التربية الفكرية، ونعانى ما بين البحث عن الدواء والمستشفيات الخاصة للإنفاق على علاج أبنائنا.
وقالت أمل محمد محمود، والدة الطفل عبد الرحمن، 15 عامًا، الذي يعانى من متلازمة داون: المسئولون لم يرحموا ضعفنا ولم يساعدوا ابنى للحصول على حقوقه، مثل المعاشات والتكافل الاجتماعي، لافتة إلى أن ما يهوِّن عليها معاناتها أنها ترى نجلها يمارس حياته بشكل طبيعى من خلال لعبة الكاراتيه، بعد اكتشاف موهبته وقدراته، إلا أننا نواجه صعوبات في الاستمرار، فلا يوجد أي مركز أو نادٍ في المحافظة يهتم بالمعاقين.
منال عيد منصور، والدة حياة محمد على ٩ سنوات، تحكي: التأمين الصحى العادى يقتل الإنسان السليم قبل المعاق، ولابد أن يكون هناك تعليم ومنظومة جيدة لمتابعة هؤلاء.
أما آية إنسان، 9 سنوات، “بالرينا”، فتقول: أعشق فن الباليه منذ الصغر، وأمارسه في الفنون الشعبية، ونفسى أسافر للخارج من أجل تمثيل الوطن، أمام العالم.
"نقلا عن العدد الورقي"..