يا بلدنا لا تنامي.. النصر قريب مهما بعد!
طبيعي أن تختلف الرؤية للانتخابات، فمن تقاعس وجلس يناضل أمام فيس بوك سيقول ما يحب بصرف النظر عن الواقع، بعكس من نزل وشارك فهو يرى الصورة العكسية تماما، ولكن هل ندرك قيمة ومعنى الكلمة؟! اعشق العودة إلى للتاريخ فهو الدرس والعبرة لمن يعتبر، وكما قلت من قبل إنه علم المستقبل وليس حكاوى القهاوى!
يقول الشاعر الكبير عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته الرائعة "الحسين ثائرا" والحوار بين الإمام الحسين وهو يجادل الوليد:
الوليد.. نحن لا نطلب إلا كلمة..
فلتقل بايعت واذهب بسلام إلى جموع الفقراء
فلتقلها واذهب يا ابن رسول الله حقنا للدماء
فلتقلها ما أيسرها إن هي إلا كلمة..
الحسين: كبرت كلمة
وهل البيعة إلا كلمة
وما دين المرء سوى كلمة
وما شرف الله سوى كلمة
ابن مروان: بغلظة فقل الكلمة واذهب عنا..
الحسين.. أتعرف ما معنى الكلمة
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمه
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
الكلمة نور..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة.
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسئولية إن الرجل هو كلمة
شرف الله هو الكلمة
الله.. الله... الله.. الله... أي إبداع وأى جمال هذا يا أيها العبقرى الراحل، انطق الحروف معانى ذهبية وآراء تعيش في الصدور والعقول آلاف السنين، لقد أعاد الشرقاوى الإمام الحسين للحياة مرة أخرى وانطق لسانه بكل معانى السمو والرفعة بين البشر، لم يكن الأمر سهلا ولا هينا، أن تكتب حوار أحد أطرافه سيد شباب شهداء الجنة، وحب رسول الله، واتفق تماما مع رسالة العبقري عبد الرحمن الشرقاوي في أن الحسين، لم يكن مجرد رافض لم للبيعة، وإنما كان يحمل رسالة وقائد ثورة، نعم كان ثائرا بمعنى الكلمة..
حمل على كتفيه كفنه وأرسل للبشرية عامة والمسلمين خاصة رسالة خالدة، وهى أن يعى الجميع معنى الكلمة، إلى هذا الحد الكلمة مهمة ولها كل هذا الوزن؟ نعم.. وأكثر لأن الحسين قاد ثورة ضد الظلم والتزييف والتضليل الذي مارسه الأمويون لإنشاء قاعدة في الحكم ربما نعانى منها حتى الآن وهى التوريث.
ننتقل إلى ما بعد نكسة يونيو 67، وحالة الإحباط والهزيمة تظلل في السماء، ماذا فعلت الكلمة؟ لقد غيرت الكلمة الوضع من يآس إلى صمود، ومن صمود إلى أمل في النصر واستعادة الأرض والثأر من العدو الصهيونى، كتب فؤاد حداد، عبد الوهاب محمد، وغنت أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، شادية، ومحمد حمام، وغيرهم..
وأرى كلمات الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي والتي غناها العندليب عبد الحليم حافظ ولحنها العظيم إبراهيم رجب "يا بلدنا لا تنامى" مناسبة تماما للواقع المصرى الآن، انتهت السنوات الأولى وكما يقال إنها الأصعب في حياة المصريين، وسنبدأ مرحلة جديدة، وعلينا عامة وعلى الدولة خاصة أن تعى أن الموقف ليس سهلا على المواطن البسيط، بل المواطن يصرخ ومع هذا خرج للانتخابات، واصبح لديه أمل في سنوات أفضل، وحياة أفضل تقول كلمات الأغنية:
يا بلدنا لا تنامي..
دوّري وسط الأسامي.
واجمعي الصف الأمامي.. واتصفي وراه يا بلدنا.
دوّري على مخلصينك
اللى من زمان شاريينك...... وباعوا الراحة.
لبسوا هدمة شغالينك..... قعدوا ويا فلاحينك.
في الغيط والساحة.... أولادك أولاد كفاحك
أولاد ضحكتك وجراحك... أصوات الثورة.
هما القلع وهما الصاري... بصى حواليك واختارى
سكتى لبكرا... يابلدنا
وينهى شاعرنا الأبنودى الأغنية أو رسالته للجميع قائلا:
كونى سد.. كونى رد.. ومدى اليد لفوق يابلد
قولى ايوا.. وقولى لاء... النصر قريب مهما بعد
هذه الرسالة للجميع... وعلى رأس الجميع الرئيس المنتخب السيد عبد الفتاح السيسي.. وتحيا مصر