رئيس التحرير
عصام كامل

حافظ محمود: النقابة أضفت احتراما للصحفي

حافظ محمود
حافظ محمود

في مثل هذا اليوم 31 مارس 1941 صدر المرسوم الملكى رقم 10 لسنة 41 بإنشاء أول نقابة للصحفيين في مصر.

حول ذكريات إنشاء النقابة في عام 1990 التقى صالون الأوبرا الثقافى الذي عقد بالمسرح الصغير بشيخ الصحفيين حافظ محمود، ليتحدث عن ذكرياته حول هذا الحدث وأعاد عرضه التليفزيون من خلال قناة ماسبيرو زمان فقال:

"في عهد الزعيم مصطفى كامل فكروا في إنشاء نقابة للصحفيين ونشرت الصحف ذلك، والتقط الفكرة المحامين وأنشأوا نقابتهم عام 1912 لكن الصحفيون لقلة عددهم لم يستطيعوا تنفيذ الفكرة.
وبعد ثورة 1919 عملوا نقابات أهلية مسخت مهنة الصحافة، لكن تصدى للموضوع الصحفى محمود عزمى وكان مستشارا صحفيا لعلى ماهر رئيس الوزراء، وقدم مشروعا لإنشاء نقابة سموها جمعية الصحفيين ولما قدم مشروع قانونها إلى البرلمان لمناقشته وقتها سقطت الوزارة وكان عمرها 100 يوم فقط عام 1933.
استمر مشروع قانون الجمعية نائما في أدراج البرلمان حتى جاءت وزارة حسين سرى وأمام ضغط الصحفيين قال سرى "ما نديهم نقابة " وبالفعل صدر المرسوم الملكى بإنشاء النقابة في 31 مارس 1941 وكنت أول عضو فيها وأحمل البطاقة رقم 1 وتوالت بعدى العضويات، وكان مقر النقابة شقة صغيرة بعمارة الايموبيليا كانت ملك محمود أبو الفتح.
وأنا أعتبر هذا اليوم عيدا للصحفيين على مر الزمان، ففيه تغيرت نظرة المجتمع والمسئولين إلى الصحفى وأصبحت أكثر احتراما بعد أن كان الصحفى يوصف بالكذب طول الوقت من أجل مصالحه أو مصلحة الحكومة وكانت لا تقبل شهادته أمام المحكمة، وفى قصة زواج الشيخ على يوسف من عائلة البكرى خير دليل على احتقار مهنة الصحفى فقد طلقت المحكمة ابنة الشيخ البكرى من على يوسف لعدم التكافؤ بالرغم من حصوله على الباشوية.
كان من مواد قانون تأسيس النقابة أن يضع لائحة استخدام الصحفيين، سميت الآن عقد عمل الصحفيين.
عملوا لجنة من الباشوات لوضع اللائحة تشترط أن يعمل الصحفى عشر سنوات بعد إنشاء النقابة ويستحق معاشا في السنة الحادية عشر بأخذ نصف مرتب شهر عن كل سنة.

ثورت يومها وعملت اجتماعا للمحررين ووضعنا مشروع لائحة جديدة للعمل ووافق عليها أصحاب جريدة المصرى واعترض على اللائحة أصحاب الأهرام والمقطم وما زود المعركة بين المحررين وأصحاب الصحف أن كتب التابعى في المصرى مقالا يقول فيه (كفاية ما غنمتموه اتركوا لنا هذه اللائحة )
تكلا باشا صاحب الأهرام كان متفقا أن تكون النقابة أهرامية، لكن فشل وأصبح محمود أبو الفتح أول نقيب للصحفيين والعبد لله أول سكرتير، وبدأت صحف المليونيرات تحارب النقابة الوليدة.
عقدت أول جمعية عمومية للنقابة في ديسمبر 1941 بمحكمة مصر، وقرر فؤاد سراج الدين وزير الداخلية وقتها تخصيص مكان كان ناديا للقمار ليكون مقرا للنقابة، ثم توسط فكرى أباظة لدى مصطفى النحاس لتخصيص أرض بجوار نقابة المحامين لتكون مقرا واسعا للنقابة عام 1944 إلا أن الأرض كانت في حوزة القوات البريطانية، وأثناء سفر فكرى لمهمة في الخارج قمت بتوجيه إنذارا موقع منى كوكيل أول للنقابة ومعى أعضاء المجلس إلى القيادة البريطانية بالقاهرة للجلاء عن قطعة الأرض.
وكانت المفاجأة أن استجابوا ورحلوا عنها، وبعدها توجه السكرتير العام مصطفى القشاشى إلى النقراشى رئيس الوزراء طالبا التمويل حيث وضع التصميم والتكلفة المهندس سيد كريم بـحوالى 40 ألف جنيه، وبالفعل اعتمد النقراشى مبلغ 35 ألف جنيه من الحكومة وتكفل الأعضاء بباقى المبلغ وافتتح النقيب فكرى أباظة مقر النقابة رسميا في 31 مارس 1949.
الجريدة الرسمية