اطرد يا بوتين ولا ترحم!
لم يكن التحدي الذي أبداه الرئيس بوتين للغرب في أزمة "القرم" صدفة ولا تهورًا غير محسوب، خصوصا أنه تبعه بالتدخل المباشر في سوريا، ولم يقبل بعدها بأي ضغوط ليساوم على قضية منهما تحت شعار "إما القرم وإما سوريا"، لكنه أرادهما معا وتقريبا كسبهما معا!
ولم يكن أيضا التطور الروسي الهائل في مجال التسليح صدفة أو من أجل فقط ملايين الدولارات من عائد بيعها إلى الدول الصديقة لروسيا، إنما أصلا من أجل استعادة روسيا كدولة عظمى بعد تراجعها إلى مجرد دولة كبرى تقف في الصف الثاني لدول العالم بعد أن تقاسمت الصف الأول سنوات طويلة.
ولذلك كان هذا التطور العسكري شبه الكاسح من الطائرة ميج 35 المدهشة التي يزيد ثمن الواحدة على 70 مليون دولار! إلى القطار النووي المتحرك يحمل صواريخ نووية وبالتالي يصعب تعقبه إلى آخرها الشهر قبل الماضي مع الصاروخ "الشيطان" وغيرها وغيرها!
ولذلك وبعد التعامل البريطاني والأمريكي والغربي عموما في أزمة الجاسوس الروسي، الذي يتهمون روسيا بمحاولة اغتياله في بريطانيا، وما تلاه من طرد دبلوماسيين روس من هذه البلدان، والاعتقاد أن روسيا ستستقبل عمليات الطرد ببرود حتى لا يتم إفساد كاس العالم، إلا أن بوتين أراد رد الفعل أن يكون صاعقا وشاملا وجاء أمس الطرد الجماعي الذي توقعناه ليطول 23 دولة حتة واحدة أغلبها أطراف غير أصيلة في الأزمة، لكنها تضامنت مع أمريكا وبريطانيا أو طردت دبلوماسيين روس تحت ضغط هذه الدول.
روسيا طردت 60 دبلوماسيا أمريكيا وإغلاق القنصلية الأمريكية في سان بطرسبرج أهم مدن روسيا بعد موسكو ثم توالت قرارات الطرد!
الدول الكبيرة تبدأ أولا ببناء اعتبارها ومكانتها بين دول العالم.. وهو ما لا يتم إلا بالتخلص أولا من التبعية ومن الضغوط الاقتصادية وليس بالإنشا أو "بالهمبكة".. وقد تم ذلك على أفضل وجه حتى باتت روسيا لا تبالي بعقوبات يفرضها الغرب عليها كل يوم..
نستعجل عودة روسيا قوة عظمى.. كفى الانفراد الأمريكي بالعالم.. وقد دفعنا ثمنه غاليا ومعنا كل المضطهدين في الأرض.. لعن الله كل من هيأوا العالم لقطب واحد وحيد!
اطرد يا بوتين.. ولا ترحم!