رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الجامعة الأمريكية بمصر: لا نسعى للربح و٢٣ مليون دولار حجم المنح الدراسية العام الماضي

فيتو


  • بلدكم الآن بعد ثورتين يستفيق من صدمة ويستعيد توازنه وثقته بنفسه
  • مصر الآن في لحظة أمل بعد أن مرت بلحظة غضب وخوف
  • الإرهاب في مصر مؤقت وسيختفى ولن يتمكن من هزيمة بلدكم
  • فرحت بتولى منصب رئيس «الأمريكية» لأنه أعادنى لمصر مرة أخرى
  • تركت العمل الدبلوماسى ببلدى ولا أفكر في العودة له حاليا
  • يجب على أي أجنبى احترام وزن مصر وتعقيد وصعوبة حكمها
  • قابلت السيسي فرأيته رجلا ملتزما تجاه بلده اتخذ خطوات إصلاحية جريئة
  • ندعم جهود الوزير طارق شوقى لتطوير جودة التعليم
  • دعوت لمنزلى أصدقاء لإخبارهم أن مصر مكان رائع للإقامة والتعليم
  • تعويم الجنيه في 2016 تسبب في زيادة مصروفاتنا بالجنيه وانخفاضها بالدولار
  • الطلاب الأمريكيون رحلوا من مصر بعد 2013 بسبب الأوضاع السيئة وكانوا «خائفين»
  • من حظى أننى عدت لمصر لأرى تلك الفترة المهمة
  • المصروفات الدراسية محكومة بالظروف الاقتصادية


هو أحد "المتيمين" بمصر العاشقين لترابها، أجاد اللغة العربية من سائقي التاكسي والحلاقين والترزية، عاش بها دبلوماسيًا 3 سنوات من 2005 إلى 2008 متجولا في شوارعها وحاراتها ومقاهيها، يعتبر أن أسعد لحظات حياته هي عودته إلى "أم الدنيا" رئيسًا لجامعة بلاده بعد سنوات من مغادرتها كسفير، عندما تسمعه متحدثا عن روعة وجمال وحضارة مصر وعن أصدقائه الذين يدعوهم إلى منزله للحديث معهم عن قيمة وتاريخ مصر، تشعر وكأنه أصبح سفيرا لمصر لدى أمريكا وليس العكس. 

هو أحد أهم الشخصيات السياسية في العالم نظرا لكونه سفيرا سابقا للولايات المتحدة الأمريكية بالعديد من الدول على رأسها مصر، عمل سفيرا لبلاده لدى تركيا من 2011 إلى 2014، وكان القائم بالأعمال ونائب السفير لدى أفغانستان من 2009 إلى 2010، وسفير أمريكا لدى الفلبين وبالاو من 2002 إلى 2005.. إنه الدبلوماسي السابق فرانسيس ريتشاردوني، ورئيس الجامعة الأمريكية بمصر حاليا الذي كانت «فيتو» على موعد لإجراء أول حوار لصحيفة مصرية معه، فتحنا معه العديد من الملفات، وطرقنا باب الذكريات السياسية.

* كيف اختلفت مصر وقت أن كنت سفيرا بها قبل 10 سنوات ومصر الآن؟
كنت هنا في وقت جيد، مرت مصر بـ ٦ أو ٧ سنوات من النمو، غادرت عندما بدأ التغيير العالمي في ٢٠٠٨، ثم حدثت الثورة ولم أكن موجودًا، ومررتم بفترة حكم جماعة الإخوان المسلمين فكانت فترة بمثابة نوع من الصدمة، والآن أشعر أنني في بلد متحرك ونشيط يستفيق من صدمة، آمال عالية من الثورة، جعلت بلدكم ينخرط في مسار آخر، والآن يستعيد توازنه وثقته بنفسه، فمصر بلد به حركة ونشاط عظيم، كان لديه نشاط في السابق والصدمة حدثت وحدث تراجع، ولكن تولدت الطاقة الطبيعية من جديد، أشعر أن مصر الآن في لحظة ونظرة أمل، بعد أن مرت بلحظة غضب أو خوف وهذا هو الاختلاف، فمصر عانت من فترة عصيبة جعلتها أقوى مما كانت.


* تعاملت أثناء وجودك سفيرا مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، ما رأيك فيه؟
التقيت بالرئيس الأسبق حسني مبارك أكثر من مرة في لقاءات جماعية وأخرى فردية وكنت احترمه وما زلتُ، وأقولها بصدق إنه يجب على أي أجنبي أن يحترم وزن هذه الدولة وتعقيد وصعوبة حكمها، فالمصريون لديهم طريقتهم في اختيار من يقودونهم، فهي طريقتهم وليس طريقتنا، فنحن لم نختر الرئيس المعزول محمد مرسي، المصريون هم من أتوا به، ولم نختر مبارك أنتم فعلتم وكذلك السيسي أيضا، فأي دبلوماسي أو زائر أجنبي أو سائح يجب عليه احترامكم، حتى لو أنا شخصيًا لم أكن أحترم مبارك، فسأضطر إلى ذلك لأنه رئيس مصر، حتى الرئيس المعزول مرسي أنتم قمتم باختياره لذلك وجب علينا احترامه والدبلوماسيون الأمريكان قاموا بذلك وقتها.

* كيف ترى فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي في ظل كم كبير من التحديات؟
أنا حقا أحترم الرئيس السيسي ونلت شرف لقائه، وقابلته قبل تولي الرئاسة، رأيت رجلًا ملتزمًا تجاه بلده، قام باتخاذ خطوات جريئة باتجاه الإصلاحات الاقتصادية، هذه هي تعليقاتي الوحيدة لن أعلق على الأشياء الأخرى الخاصة بسياساتكم فأنا أجنبي في النهاية، ولم أنل امتياز معرفة هذا الرجل العظيم شخصيا، ولكنني التقيته في مناسبات وتجمعات رسمية. 

والتقيت به مرتين في نيويورك قبل عودتي للجامعة رئيسًا، ومرة في الاتحادية نلنا شرف لقائه في أكتوبر ٢٠١٦.

* كنت من أكثر السفراء الأمريكيين المقربين من الشارع المصري.. حدثنا عن ذكرى لن تنساها.
في الحقيقة لدى العديد من الذكريات السعيدة هنا في مصر، ومع عائلتي الصغيرة وحاليا أصبحت جدا، سافرنا إلى كل الأماكن هنا برفقة زوجتي وقمنا بزيارات كثيرة لبعض الموالد، وزيارة مزرعة صديقنا في الفيوم، وزيارة القرى في الصعيد، وزيارة سيناء والوادي الجديد سانت كاترين والتخييم أمام الشاطئ، وجلوسنا مع أصدقائنا في الحسين على المقاهي، هذا السؤال استدعى إلى ذهني العديد من الذكريات السعيدة.

* أين تعلمت اللغة العربية؟
درست العربية قبل حضوري لمصر كدبلوماسي، فلدينا معهد خاص للسلك الخارجي الأمريكي في واشنطن لتعليم اللغة العربية العامية والفصحى والقراءة، وعندما وصلت هنا أتقنت اللغة مع المدرسين وسائقي التاكسي وعلى المقاهي والحلاق، ما زلتُ حاليا أذهب لحلاق مصري، والترزى الخاص مصري في وسط البلد ولكنه توفي للأسف.

* ما رؤيتك لمستقبل الجامعة الأمريكية، وهل هناك مناصب أخرى عرضت عليك؟
تركيزي التام حاليا هو على هذا المكان، فقد بوركت في حياتي بتولي هذا المنصب، لأنه أعادني لمصر مرة أخرى وخاصة في اللحظات الحالية المشوقة ونحن بصدد الدخول في القرن الثاني لوجودنا هنا بالجامعة الأمريكية، أنا حاليا خارج الحكومة الأمريكية وتركتها ورائي منذ 4 سنوات وأتيت هنا منذ عامين وسنقيم احتفالية المئوية العام المقبل، مما ستكون نقطة مضيئة في سمعة مصر، ليعرف الجميع أن هناك ما يسمى بالجامعة الأمريكية في مصر وهي كيان قوي بسبب وجوده في مصر، فنحن متفردون كوننا الجامعة الأمريكية الوحيدة في مصر، هذا هو موضع تركيزي ولا أفكر في أي شيء سوى وضع خبرتي لخدمة هذه الجامعة، وهو شيء عظيم ونعمة وتعني لي الكثير.

لقد تركت خلفي كل المناصب، كنت سفيرًا بمصر بالفعل ولكن هناك الكثير يستطيعون القيام بذلك جيدا، تركت زملاء هناك يمكنهم القيام بذلك، هذا الأمر في حياتي كان منعطفا مهما لتعلم أشياء جديدة من خلال عودتي ليس دبلوماسيًا بل معلم ومدير لهذه الجامعة المميزة، فأنا لا أفكر في كوني سفيرا مجددا، فبالرغم من حبي للحكومة الأمريكية ولكن أنا بالقاهرة محاط بمجموعة من الشباب يستكشفون العالم ويكتشفون شخصياتهم، وأنا لا أفكر في العودة للعمل الحكومي الأمريكي حاليا.


* ما السبب الرئيسي وراء رحيل الطلاب الأجانب وخاصة الأمريكيين من الجامعة؟
للأسف الشديد بعد عام ٢٠١٣ رحل العديد من الطلاب الأمريكيين بسبب الأوضاع التي كانت تمر بها مصر وكانوا «خائفين»، وقرروا أن ينتقلوا للجامعات الأمريكية في الأردن والمغرب ولكن في الخريف الماضي استطعنا إعادة برنامج CASA، واستطعنا إعادة أول 20 طالبًا لهذا البرنامج مرة أخرى إلى مصر، وفي شهر مايو المقبل سنقيم حفل عشاء كبيرا في نيويورك لجمع الأموال لتوفير منح أخرى لجلب الأجانب لدراسة العربية في الجامعة الأمريكية في مصر والإقامة هنا، وسنعطى الفرصة أيضا لمن يريد الإقامة لمدة عام كامل كى يتعرفوا على جمال مصر ونتيح لهم الفرصة أيضا لدعوة أقاربهم وأسرهم وسنعمل على معرفة الأمريكان الجيدة لمصر بأنها «المكان الدافئ المرحب الجميل كما أعرفه أنا جيدًا»، وأؤكد أننا نجحنا في تنفيذ الخطوة الأولى في سبتمبر الماضي، ونحاول جاهدين في هذا الأمر، لجمع أموال أكثر في نيويورك وأتمنى أن يصل المبلغ إلى أكثر من نصف مليون دولار.

ولا بدَّ أن أوضح أننا دائما نتحدث مع الطلاب عن قصة الجامعة والجوانب الإيجابية في مصر كمكان آمن ومتميز وفعال، ونؤكد لهم دائما أن مصر مكان مستقر حاليا فهي بالفعل مكان متميز ومفعم بالحيوية، صحيح هذا قد يستغرق وقتا، ولكن سنصل لنتائج بالتأكيد.

* ماذا عن حجم الزيادة السنوية للمصروفات الدراسية بالجامعة؟
المصروفات الدراسية تزيد كل عام، ولكنها محكومة بالظروف الاقتصادية، نحن لا نسعى وراء الربح وندعم الجميع، وميزانية الجامعة بالدولار، وكانت المصروفات منذ عام 2010 حتى 2016 عشرين ألف دولار، ولكن بعد تعويم الجنيه ارتفعت التكلفة، في شهر نوفمبر ٢٠١٦ تم تعويم الجنيه وخسر كثيرا من قيمته أمام الدولار، وهذا الأمر تسبب في أن مصروفاتنا تزيد بالجنيه وتقل بالدولار، فالمصروفات بالدولار حاليا أقل ما وصلت إليه منذ أكثر من ١٠ سنوات، ما يقرب من 16.500 دولار.

* من الذي تحمل خسائر الجامعة في تلك الأزمة؟
نحن تحملنا نصف الخسائر والطلاب تحملوا النصف الآخر، ولكن بطرق معينة منها حيث تحملنا الفرق لمن لا يستطيعون تحمل الارتفاع المفاجئ للدولار، إذا كنت طالبًا في الجامعة الأمريكية ودرجاتك عالية وعائلتك لا تستطيع دفع المصروفات الزائدة، فالجامعة تتحمل الزيادة المالية، وقمنا أيضا بتوفير أموال إضافية من خلال جمع الأموال لزيادة المنح الدراسية والمساعدات المالية، وطلبنا من العائلات التقدم بطلب لهذا البرنامج وبإثبات عدم قدرتهم على الدفع، وبعد أن تقدم العدد غير القادر على تحمل المصروفات وأصبح بنظام المنح ارتفع إجمالي الطلاب في الجامعة الحاصلين على منح دراسية من نسبة 25% في عام 2016 إلى 40% في عام 2018 يحصلون على التعليم من خلال المنح الدراسية والمساعدات المادية، وللعلم الميزانية المخصصة للمنح الدراسية للعام الماضي ٢٣ مليون دولار، ونحن نعمل على زيادتها للاحتفاظ بجميع طلابنا برغم ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه.

* لماذا تراجعت الجامعة الأمريكية في بعض التصنيفات العالمية؟
لأن الأمر لا يركز على التجربة الكاملة والشاملة بالنسبة لبناء طالب، التصنيفات تخضع لاعتبارات كثيرة، وتنظر إلى أشياء كثيرة.


* هل قدمتم دورًا ملموسًا في مساندة الاقتصاد المصري.. وهل من الممكن أن تدعم الجامعات مشروعات بعينها في العاصمة الإدارية الجديدة؟
بالطبع، وسأعطيك مثالًا محددًا، نحن في قطاع مهم للتنمية والصناعة، والجميع يعلم أن هناك متطلبات كبيرة لضمان جودة التعليم في مصر بداية من مرحلة رياض الأطفال إلى الابتدائي والإعدادي والثانوي حتى التعليم العالي، وأنتم لديكم وزارتان في هذا المجال إحداهما للتربية والتعليم والأخرى للتعليم العالي، وتعملان جاهدتين لإعادة تشكيل هذين القسمين، ونحن نلمس ذلك في قطاع التعليم العالي، فهذا القطاع هو ما نعمل به، ونقوم أيضا ببعض الأعمال من خلال تدريب مدرسي الابتدائي، ونحاول دعم الوزير طارق شوقي في ما يقوم به لتطوير جودة التعليم، أما على مستوى التعليم العالي، فأقمنا في شهر فبراير الماضي، مؤتمرًا كنا قد بدأنا في التجهيز له من العام الماضي، مع التعليم العالي في هذا الحرم الجامعي لدراسة المميزات والعيوب، الفوائد والخسائر، للفروع الدولية الجديدة بالعاصمة الإدارية وقمنا بالجامعة هنا بدعوة مسئولي التعليم العالي بالإمارات، وتحدثوا عن التجربة الإماراتية في جلب فروع للجامعات الدولية لديهم، وأحضرنا خبراء من الولايات المتحدة من جورج تاون، ممن لديهم فرع للجامعة في الدوحة، وأحضرنا خبراء أمريكيين آخرين ممن درسوا بيانات تتضمن عدد فروع الجامعات في العالم والنماذج والفوائد والخسائر، فقاموا بإلقاء محاضرات وعرض بيانات، فنحن لا نرى هذه الفروع من الجامعات الأخرى منافسين، بالعكس، فأي شيء بإمكانه رفع مستوى التعليم في مصر هو جيد لها ولنا جميعا، فنحن نرحب بكل مقدمي الخدمات في مجال التعليم العالي، بالإضافة إلى الرسميات، وقد دعوت إلى منزلي أصدقاء وآخرين من المجال، لإخبارهم كم أن مصر مكان رائع، وكم هو مهم بالنسبة لهم الحضور إلى هنا، وتقوية قطاع التعليم العالي.

* بخبرة السنوات الطويلة في العمل الدبلوماسي والسياسي، ما رؤيتك لمستقبل مصر في ظل وجود إرهاب يحاول وقف مسيرة البناء ورغم ذلك اقتربنا من القضاء عليه؟
أنا واثق كل الثقة في مصر ومستقبلها، لأسباب كثيرة، أهمها، الحضارة المصرية، الإرهاب هو نوع من العوامل لا يرقي لمصطلح القوى، وقوة الحضارة في بعض الدول تعطيها من المرونة ما يجعل شيئًا ضئيلًا مثل الإرهاب سريع الذوبان في التاريخ الطويل للحضارة الإنسانية، ومن وقت لآخر، العنف وقوى الإرهاب تظهر وتختفي ويمحى أثرها وتنسى، وبالمقارنة مع الحضارة المصرية فهي مرنة وعظيمة، فالإرهاب هو شيء مؤقت وسيختفي ويزول أثره، فهو مثل الحمى المنخفضة في جسد قوي، ستزول الحمى، وأنا لست قلقا على الجسد أو مصر، ولكن يجب أن نعطي انتباها للجسد ونأخذ حذرنا ونغذيه جيدا، وندربه، ولا يمكن أن ترضي عن نفسك، فلا تفقد تركيزك بسبب المرض، فإن ركزت عليه فلن تلتفت إلى مدى قوة الجسد، فالتعليم هو الوسيلة لرعاية هذا الجسد ومن خلاله نبقيه يافعا وقويا، ونساعد في محاربة المرض بهذه الطريقة، هذا المرض سيزول عاجلا أو آجلا، ولن يتمكن من هزيمة مصر.

* نريد معرفة إحصائية كاملة عن الجامعة من حيث أعداد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين؟
لدينا في الجامعة 5474 طالبا وطالبة ولدينا 979 طالبا بالدراسات العليا، ووصل عدد خريجى الجامعة الفعليين إلى 38069 طالبا وتصل نسبة الطالبات بالجامعة إلى 56%، ونسبة الطلاب 44% ولدينا بالجامعة 452 عضو هيئة تدريس، والجامعة بها نواد وجمعيات طلابية وصلت إلى 56 مقرا، كما أن نسبة أعضاء هيئة التدريس المصريين 55% ونسبة أعضاء هيئة التدريس الأمريكيين 23% والأعضاء من دول أخرى في الجامعة نسبتهم 22%، ولدينا كتب ومجلدات بمكتبة الجامعة وصلت إلى 546 ألفا و20 كتابا ومجلدا.

* من وجهة نظرك.. من هم المنافسون للجامعة الأمريكية؟
من الصعب التفكير في منافس حقيقي، فجميعنا نعرض محتوى مختلف، فأنا أرى أن الأمر كالمقارنة بين التفاح والبرتقال، كلاهما فواكه، فنحن نقدم تعليما عاليا، وهناك العديد من الجامعات الرائعة، جامعة القاهرة على سبيل المثال تقدم شيئا وعين شمس تقدم شيئا آخر والإسكندرية كذلك، والخدمة تقدم مقابل أسعار مخفضة، فهناك تقاليد معينة فلسفة وأنشطة معينة تقدمها للطلاب، ونحن نقدم شيئا مختلفا لا يعني بالضرورة سوء الآخرين، فهناك الجامعة الألمانية في مصر من الجامعات الجيدة جدا وأيضا الجامعة اليابانية والنيل، فبعضها يدرس بالأنجليزية، والبعض يقدم برنامجا تعليميا متوفرا لدينا وبعضهم يقدم دراسات غير متوفر لدينا، فليس لدينا كلية طب أو زراعة، جامعة المستقبل لديها كلية أسنان وزراعة جيدتين جدا ونحن لا نقدم هذا، ولكن ما نقدمه هو فلسفة برامج مختلفة، فأنت يمكن أن تحصل على دراسة للهندسة جيدة في جامعة عين شمس دون شك، ولكن مهندسي الجامعة الأمريكية يتلقون برامج مختلفة، فنحن نخرج بهم إلى ما هو غير الهندسة، فيتلقون برامج مختلفة عن دراستهم، لننمي معرفتهم وطريقة تفكيرهم، فسيصبحون مهندسين ناجحين أيضا ولكن لديهم تطلع في ريادة الأعمال والابتكار والعلوم والتجارة والفن والشعر والموسيقى، ونحن بالجامعة الأمريكية نساعدهم في الوصول إلى جهات التوظيف التي دائما ما تميز خريجى الجامعة فإذا أرادوا مهندسا ممتازا فهناك مهندسون ممتازون في كثير من الجامعات، ولكن المهندس خريج الجامعة الأمريكية ليس فقط لديه مهارات في مجال الهندسة بل هو مطلع على التفكير الرائد والإبداع والتواصل مع الأفكار المختلفة على مستويات عالمية، وطريقته مختلفة في حل المشكلات.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
الجريدة الرسمية