رئيس التحرير
عصام كامل

ساويرس من متهرب إلى رجل أعمال شريف


سبحان مغير الأحوال فرجل الأعمال نجيب ساويرس كان فى شهر مارس الماضى متهربا من دفع الضرائب وربما فاسد وتابع لنظام مبارك وذلك بنص خطاب مرسى .. ومرسى لمن لا يعرف هو ذاته مرسي الذى أمر باستقبال أسرة ساويرس استقبالا رسميا فى مطار القاهرة.  وهكذا اصبح نفس الرجل فى شهر مايو.. رجل أعمال شريفا.

قبل أيام كان نجيب ساويرس مطاردا هو واسرته ليس بسبب الضرائب - كما روى لنا الدكتور محمد مرسى - وإنما بنص تليمحاته لأنه يمتلك قناة فضائية تهاجم سيادته وتهاجم جماعته .. باع ساويرس قناته الفضائية لرجل أعمال تونسى ودار نقاش سري بين الطرفين وانقطعت الأخبار.
الكتائب الأليكترونية الإخوانية كالت لنجيب وعائلته الاتهامات بالفساد والتربح وغير ذلك من أمور نرى ان مجرد ذكرها يتعارض مع ما نؤمن به ومانعرفه عن الرجل.

ودارت الأيام دورتها ولم نكن علي وصال بما يدور خلف الستائر من حوار لا نعرف حتي الآن طبيعته .. هل حللوا مضمون ماتعرضه القناة الفضائية أم قرأوا أوراق شركاته وحسبوا ضرائبه ثم اكتشفوا فجأة انه رجل أعمال شريف ؟ .. لا نعرف على وجه الدقة ولكننا نعرف ان الدكتور مرسي الذى اتهم آل ساويرس هو ذاته من أمر باستقبال رسمى لهم .

أما إن كان الدكتور محمد مرسى قد ادرك ان ماقاله قد غالبه الظلم فعاد عن ظلمه فهذا لا شك سلوك نبيل ولكنه لا ينفى المخاوف التى قد يعيشها آخرون غير نجيب ساويرس وعائلته ربما يكون الظلم قد طالهم نتيجة معلومات منقوصة او غير موثقة  ولم يصل الريس الى الحقيقة حتى تاريخه.

واذا كان الاستقبال الرسمى بمثابة اعتذار عن خطأ غير مقصود فهل نشهد فى الايام القليلة القادمة سيلا من الاعتذارات الأخرى التى ترتبط برجال اعمال شرفاء هاجروا بعدما وصل إلى يقينهم ان الريس يعتمد على معلومات من جهات غير رسمية خاصة وأن كل معلوماته عن احداث وقضايا وأفراد ثبت ضلالها ؟ وهل يعيد الريس حساباته مع اذنه التى ورطته كثيرا فى الإساءة الى الآخرين بغير وجه حق ؟
كل مانتمناها ان ننتقل من عصر الواشى الأغش الى عصر المعلومة الدقيقة والموثقة قبل ان نصيب قوما بجهالة.
الجريدة الرسمية