رئيس التحرير
عصام كامل

قصة العيد القومي للجيزة وبطولة أهالي «نزلة الشوبك» ضد الإنجليز

لوحة شرف شهداء نزلة
لوحة شرف شهداء نزلة الشوبك

"أو ما علمتم ما جرى بالبدرشين من الدمار.. سلبوا الحـلى من النسـاء وخربوا البلد العمار".. أبيات من شعر الشيخ حسن القاياتي يصف بها أحداث 25 مارس بالبدرشين والعزيزية، فمن المعروف ارتباط العيد القومي لمحافظة الجيزة في 31 مارس من كل عام بأحداث قرية نزلة الشوبك، بينما يتم تناسي بداية القصة والتي بدأت في مدينة البدرشين وقرية العزيزية أولا.


بداية القصة
ففي 25 مارس 1919 وقع هجوم قوات الإنجليز على مدينة البدرشين وقرية العزيزية بحجة تدمير الأهالي لمحطة السكة الحديد بالبدرشين، وارتكب الإنجليز أكبر وأفظع الجرائم ضد أهالي البدرشين والعزيزية وعمدها ومشايخها ورجالها ومنازلها، واحترق في قرية العزيزية وحدها قرابة 170 منزلا وما يقارب هذا العدد في البدرشين أيضا.

نتيجة هذه الأحداث هاجر عدد كبير من أهالي البدرشين والعزيزية إلى أنحاء كثيرة في مصر، وتبع ذلك اعتداءات أكثر وحشية ودموية في قرية نزلة الشوبك في يوم 30 مارس 1919، ودمرت محطة سكة حديد البدرشين خلال هذه الأثناء، ونهبت أغلب بيوت البدرشين في ذلك الحين حتى الطيور والدواب الخفيفة، كما أن الأهالي رأوا الجنود في الأيام التالية وهم يتقاسمون الغنائم في شرق المدينة ويتناولون ما تم سرقته من منازلهم.

قرية نزلة الشوبك
وفي 30 مارس وبعد أحداث البدرشين والعزيزية بأربعة أيام لم تكن قرية نزلة الشوبك ببعيدة عن اعتداء الإنجليز عليها، وكان لأهالي القرية دورا بطوليا في قطع خطوط إمداد الانجليز بين القاهرة والإسكندرية وبين الوجه القبلي، كما أنهم فقدوا كل شيء من محاصيل زراعية ومواش ومقتنيات ومنازل بخلاف الخسائر البشرية والمعنوية.

بطولة الأهالي
وجد الإنجليز خطوط السكة الحديد بين قرية الشوبك والعياط مقطوعة وهو ما كان يمثل عقبة كبيرة في خطوط الامداد بالنسبة للإنجليز في الجنوب خاصة مع انخفاض منسوب مياه النيل وعدم إمكانية استخدامه كوسيلة نقل بديلة، لذا أرسلوا قطارا محملا بالعساكر لإصلاح خط السكة الحديد في هذه المنطقة، وأرسل ملاحظ بوليس نقطة شرطة "مزغونة" أحد العساكر إلى عمدة نزلة الشوبك يخبره بقرب وصول قطار مسلح يحمل قوات إنجليزية لإصلاح خط السكة الحديد، وأمره بأن يوفر 30 شخصا من أهالي القرية لمعاونة القوة في إصلاح خط السكة الحديد وحسن استقبالهم تفاديا لوقوع اعتداء على القرية.

واهتم العمدة بذلك وخرج مع الخفراء لاستقبال القطار خارج القرية حتى تنتهي هذه المهمة الكريهة على النفس، وعند الرابعة عصرا وصل قطار الإنجليز خارج القرية واستقبلهم العمدة، ولكنه فوجئ بنزول قوات الإنجليز باتجاه القرية فحاول التفاهم مع قادتهم بأنه لا داعي لذلك وأنه مهمتهم تقتصر على إصلاح خط السكة الحديد، ولكنهم لم يصغوا إليه ونزلوا إلى القرية يهاجمون منازلها ويسلبون كل ما يجدونه ثمينا في طريقهم.

اعتداءات الإنجليز
وكان ذلك بداية اعتدائهم على نساء القرية ورجالها، وما كان من العمدة وعدد كبير من الأهالي إلا أن عمدوا إلى بيوتهم وأغلقوها عليهم، لكن لم تقف أبواب المنازل أمام قوات الإنجليز فقد اقتحموا منزل العمدة، وفعلوا ذلك بكل منازل القرية، فاحترق 144 منزلا من أصل 210 منازل هي كل منازل القرية، وقتل نحو 22 شخصا وأصيب مثلهم مما لا يرجى شفاؤه.

العيد القومي للجيزة
واتخذت محافظة الجيزة هذا اليوم عيدا لها تكريما لكل أرواح الشهداء من أبناء القرية، واعتادت المحافظة كل عام مشاركة مواطنيها الاحتفال بذلك اليوم، لتمتد طرق التواصل بين الأجهزة التنفيذية بالمحافظة ومواطني الجيزة.
الجريدة الرسمية