رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو الليثي يكشف أسرارا خاصة عن فنان الشعب يوسف وهبي

يوسف وهبي
يوسف وهبي

يواصل الإعلامي عمرو الليثي كشف أسرار خاصة عن المنتج الكبير جمال الليثي وعلاقته بكبار نجوم السينما ومنهم فنان الشعب يوسف وهبي الذي تأثر به بشدة ومنذ بدأ جمال الليثي عشقه لفن السينما تفتحت عيناه على فنان الشعب يوسف وهبي. 


وعندما نطقت أفلام السينما المصرية في بداية الثلاثينيات تعود أن يذهب إلى سينما (إيديال الوطنية ومكانها مسرح الجمهورية الآن) لكي يقطع تذكرة بخمسة مليمات (تعريفة) ويجلس على حصيرة يفرشونها في الصفوف الأمامية لكي يتفرج على يوسف وهبي في أفلامه «أولاد الذوات وعاصفة على الريف وليلة ممطرة وليلى بنت مدارس».

وكانت له العمادة والريادة في فن التمثيل، وكان الأستاذ جمال الليثي يقول إنه لم يسعده حظه في مواكبة مجده المسرحي عندما افتتح فرقة مسرح رمسيس في السنوات الأولى من العشرينيات، فقد ولد في هذه الفترة لكنه قرأ تاريخها وتراثها عندما صار شابًا يافعًا وملأت أسماعه عبارة يوسف وهبي الشهيرة «وما الدنيا إلا مسرح كبير» وتأثر بها.

وفي الستينيات حضر جمال الليثي حفلا أقامه حاتم عبد القادر لتوزيع الجوائز على الفنانين، وكان على رأسهم الفنان يوسف، وبعد أن تسلم الفنان الكبير جائزته من الدكتور حاتم ارتجل بطريقته المسرحية المأثورة كلمة بدأها بقوله: «أين أنت يا أبي الباشا لترى الدولة تكرمني وتمنحني الجوائز وأنت الذي منعتني دخول القصر واعتبرت احترافي للتمثيل سبة لا تليق بأولاد الباشوات»، إنه تاريخ طويل لن أضيف جديدًا إليه بعدما رواه فنان الشعب في مذكراته وكتبه التي نشرها عن حياته وسيرته الفنية.

لقد بدأت هواية التمثيل مع يوسف وهبي وهو صبي واعتاد أن يقيم مسرحًا صغيرًا مع زميل صباه شيخ المخرجين محمد كريم في كشك خشبي بحديقة قصر الأسرة في عابدين ليمثلا معًا بعض المواقف والمشاهد التمثيلية التي يحضران تقديمها في مسرحيات أو في أفلام السينما الصامتة التي بدأت تغزو بعض المقاهي في القاهرة والإسكندرية.

ولازمت الهواية يوسف وهبي في شبابه فشارك في بعض الفرق المسرحية الهاوية ولعب أدوارا على المسرح مع زملائه الهواة وأغضب هذا والده إسماعيل باشا وهبي ونهاه عن هذه الهواية وحرم عليه الظهور في وسط «المشخصاتية الصعاليك» ولم يجد بدا من إرساله إلى إيطاليا ليدرس الهندسة المدنية لكي يبعده عن التمثيل.

لكن ما إن استقر في العاصمة الإيطالية روما حتى بهرته أضواء الفنون فيها فهي بلد «الأوبرا» وفنانيها وبلد المسرحيين العظام ذوي التقاليد العريقة في الفن وبدلا من الالتحاق بالجامعة الإيطالية لدراسة الهندسة أخذ يوسف وهبي طريقه إلى أشهر مسرح في روما لكي يتتلمذ على يد أكبر فنانيه وأطلقوا عليه لقب «الفرعون المصري».

وبالطبع عندما بلغ هذا أسماع والده الباشا قاطعه وقطع عنه المال الذي يرسله إليه بل وتبرأ منه حتى آخر عمره ولم يعد إلى القاهرة إلا بعد أن بلغه نبأ وفاة والده، وكان أول ما فعله بالثروة الطائلة التي ورثها عن أبيه تكوين أول فرقة مسرحية لعبت دورًا تاريخيًا في الحياة الفنية، وهى فرقة رمسيس التي كانت أول الطريق إلى فن مسرحي مصري أصيل يكتب تاريخًا عريقًا للتقاليد المسرحية ويخلق نجومًا للفن المصري على امتداد قرن كامل.

كان يوسف وهبي من الشخصيات التي أبهرت جمال الليثى وأبهرتنا جميعًا بالطبع، وكان لا يتردد في الاعتراف أنه عندما عرفه في مقتبل عمره كان يشعر تجاهه ببعض الهيبة التي تفرضها شخصيته وبعض تقدير وإعجاب يصل إلى مرحلة الإيثار، وتوثقت صداقته بالفنان الكبير وذهب ذات مرة مع المخرج الكبير كمال الشيخ إلى قصر يوسف وهبى في الهرم

وكان كمال الشيخ يستعد لإخراج فيلم حياة أو موت، وزاره لكي يعرض عليه المخرج كمال الشيخ دور حكمدار القاهرة الذي مثله بجوار عماد حمدى ومديحة يسرى وحسين رياض والطفلة ضحى أمير، التي كان كمال الشيخ قد اختارها لدور البطولة، وكان يوسف وهبى يرى في ذلك جرأة من كمال الشيخ، ويرى أن الطفلة بغير تجربة ويمكن أن يؤثر ذلك في نجاح الفيلم إذا لم يتعاطف معها الجمهور، لكن الأستاذ كمال الشيخ أثبت أنه محق في اختياره ونجح الفيلم ليصبح واحدا من تراث السينما المصرية.
الجريدة الرسمية