عبد الحليم حافظ: أكلت العدس والبامية في ستوكهولم
في مجلة الكواكب عام 1966 سجل الفنان عبد الحليم حافظ (رحل في مارس 1977) انطباعاته وذكرياته في مؤتمر السلام العالمي الذي عقد في ستوكهولم، قال فيها:
كنت أنا وأديبنا الكبير إحسان عبد القدوس والملحن كمال الطويل ممثلين للفن المصري في المؤتمر الذي ناقش موضوعات وقضايا مهمة.
في إحدى الجلسات اقترح أحد الأعضاء العمل على توحيد مناهج التعليم في جميع الدول وجرت مناقشات على مائدة الاقتراح بالنسبة للشعوب خاصة أن من مصلحتها أن توحد العلوم واللغات.
رفض الجميع الاقتراح لعدم إمكان تنفيذه خاصة أن لكل شعب عاداته وتقاليده ومقوماته الشخصية وأنه لا يمكن فرض تعليم معين على طالب علم.
وفي المساء كان الوفد مدعوا إلى حفل أقامها لنا وفد ألمانيا الشرقية في جراند أوتيل، وهناك وقف إحسان يتكلم عن اقتراح في اللجنة السياسية للمؤتمر دعا فيه إلى حمل السلاح ومطالبا الشعوب القيام بعمل إيجابي فعلى لا مجرد كلام حتى تصل إلى الاعتراف بالوضع القائم في الشرق الأوسط وبالقومية العربية ومطالبتها بالحرية والاستقلال.
قامت رئيسة الوفد الألماني وقالت إنها تأثرت بما قاله إحسان وأنها تعتقد أن إحسان لن يعود لبلاده ليحمل السلاح ولكن ليكتب، لأن الشعوب اليوم عرفت طريقها إلى السلام والهدوء، وانتهت السهرة بالتأييد الكامل لاقتراح إحسان، وفي اليوم التالي عرض الاقتراح وحصل على أغلبية الأصوات وأصبح قرارا نافذا بأمر الشعوب.
في مساء يوم آخر دعانا أحد الشبان المصريين الذين يقيمون في ستوكهولم ويعمل متردوتيل في أكبر فندق هناك واسمه حسين بهجت، دعانا إلى العشاء وقدم لي العدس والبامية والسلطة البلدي المعتبرة، ثم دعانا لنزهة خلوية بسيارته، وكانت فسحة لا تنسى في شوارع ستوكهولم.
في اليوم الأخير اجتمع جميع أفراد الوفود وتم إعلان جميع القرارات التي اتخذت طوال جلسات المؤتمر، ووجدت أن جميع القرارات كانت في صالح الشرق الأوسط.
المهم خرجت من المؤتمر وأنا على يقين من أن الحرب لا يمكن تقع لا في القريب ولا في البعيد بعد أن آمنت الشعوب بحقها في الحرية والاستقلال، ورفع راية السلام والشعوب دائما أقوى من الحكومات وكلمتها دائما هي النافذة.