رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: أيها الرجل

فيتو

في مجلة صباح الخير عام 1968 وبعد الاستفتاء على بيان 30 مارس كتب الكاتب محمود السعدني مقالا قال فيه:


أيها الرجل يا زعيم الأمة جمال عبد الناصر، يا صاحب بيان 30 مارس، يا أبو الشعب العربي في هذه الفترة المريرة من تاريخ العرب أجمعين.

ذهبت إلى الاستفتاء وقلت نعم. ليس من تطبيق ما جاء في البيان فحسب، ولكن من أجلك أنت أيضا من أجل أن تبقى في القيادة، ليس حبا في سواد عيونك، ولكن لأنه لا يوجد من يصلح للقيادة سواك، ولأنك تحولت بعد ما يقرب من عشرين عاما إلى علم وإلى علامة.

أنت مثل النفر العظيم من الرجال البواسل الذين حفل بهم تاريخ العرب، مثل المأمون وابن طولون وصلاح الدين وقطز وعلى بك الكبير.

لقد حاربنا من خلفك وخلف من غيرك نستطيع مرة أخرى أن نحارب، ولو تنحيت كما قلت لتحولنا جميعا إلى شراذم والى عصابات، ولدخلت بلادنا تحت نجمة صهيون، ولأصبح أولادنا لاجئين مشردين.

وقلنا: لا يا إسرائيل ولا يا أمريكا ولا ياحلف الصهيونية والاستعمار، فغيرنا من الأمم عندما ينهزم يستسلم ويقع وينهار.
ونحن حقا انهزمت أسلحتنا ولكن نفوسنا لم تذق طعم الانهزام، انهزمت جيوشنا حقا، وعزائمنا لم تكن، وإرادتنا لم تهن وعيوننا لم تنم.
الفضل لك أنت، أنت الذي صرخت فينا عشية الهزيمة وقلت فليبق كل في مكانه، وليحمل كل منكم سلاحه ولينتظر كل منكم لحظة الأخذ بالثأر.

نحن وراءك إما إلى النصر، وإما إلى الموت، وليس لنا معك طريق آخر يا بطل الرجال يا رجل.
الجريدة الرسمية