الجيش السوري يستعد لـ«عملية ضخمة» في آخر معقل للمعارضة بالغوطة
يبقى مصير دوما بالغوطة الشرقية مجهولًا مع تهديد قوات النظام السوري بشن هجوم عليها، ونددت نيكي هالي بالفشل في تطبيق وقف إطلاق النار قائلةً إنه "يوم عار" لكل عضو بمجلس الأمن.
وبينما تستقبل روسيا دي ميستورا لبحث الأوضاع، قالت صحيفة الوطن، الموالية للحكومة السورية، اليوم الأربعاء إن الجيش السوري يستعد لعملية "ضخمة" في دوما، آخر مدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الغوطة الشرقية، ما لم تقبل جماعة "جيش الإسلام" بتسليم المنطقة.
وذكرت الصحيفة نقلًا عن مصدر عسكري "توجه جميع القوات العاملة في الغوطة الشرقية استعدادًا لبدء عملية عسكرية ضخمة في دوما ما لم يوافق إرهابيو جيش الإسلام على تسليم المدينة ومغادرتها".
وقال مسئول سوري طلب عدم ذكر اسمه إن الوضع يمر بمرحلة حاسمة مضيفا لرويترز "سيكون هذان اليومان حاسمين". ولم يقدم المسئول مزيدًا من التفاصيل.
وتغادر قافلات تحمل مقاتلي المعارضة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية باتجاه مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بعد أن تغلب عليهم الجيش السوري المدعوم من روسيا. ويتوجه المغادرون إلى شمال غرب البلاد بموجب اتفاقات إجلاء تعيد دفة السيطرة إلى الرئيس بشار الأسد.
ويبقى مصير مدينة دوما مجهولًا، في ظل تهديد قوات النظام السوري بشن هجوم عليها، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وكانت جماعة "جيش الإسلام" قد قالت أمس الثلاثاء إن روسيا لم ترد بعد على اقتراحات تتعلق بدوما، كما اتهمت دمشق وموسكو بالسعي لفرض تغييرات سكانية في المنطقة بتهجير سكانها.
في سياق متصل متصل نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأربعاء عن مصدر دبلوماسي لم تكشف عنه قوله إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا سيجريان محادثات في موسكو غدًا (الخميس) بشأن آخر تطورات الوضع في سوريا.
هالي: انهيار الهدنة يوم عار
وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قد قالت أمس الثلاثاء (بتوقيت واشنطن) إن فشل مجلس الأمن الدولي في تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا بعد شهر من دعوته لإنهاء القتال يعد "يوم عار" لكل عضو بالمجلس وتابعت إنه "يجب على المجلس تمرير قرار جديد يعبر عن الغضب من فشل الدعوة لوقف القتال".
وأضافت هالي إن الحكومة السورية "استهزأت" بوقف إطلاق النار واستغلته لاستعادة الغوطة الشرقية من أيدي مسلحي المعارضة. وتابعت أنه "بعد سنوات من تحمل الحصار والتجويع، سَلَّم السكان الغوطة الشرقية".
قوافل المساعدة تنتظر الدخول
وأفادت تقارير بأن القصف العسكري لقوات النظام السوري، المدعومة روسيًا، أسفر عن مقتل أكثر من 1700 شخص في الغوطة الشرقية منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في 24 فبراير.
ومع مرور 30 يومًا منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار، شددت روسيا على أنها العضو الوحيد في مجلس الأمن، المؤلف من 15 عضوًا، الذي اتخذ تدابير ملموسة لتنفيذ وقف إطلاق النار. وقالت السويد والكويت، اللتان توسطتا في الاتفاق، إنهما "شعرتا بخيبة أمل عميقة" بسبب عدم التنفيذ وكررتا الدعوات إلى تفعيل وقف إطلاق النار.
ولا تزال مدينة دوما هي الجيب الوحيد بالغوطة الشرقية، الذي يخضع لسيطرة المعارضة. وكرر مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة الدعوات أمس الثلاثاء إلى الحكومة السورية بالسماح بوصول قوافل المساعدات الجاهزة لتزويد 16500 شخص بالغذاء في دوما. وقال لوكوك في إحاطة لمجلس الأمن الدولي إن ما يقرب من 52 ألف مدني نازح من الغوطة الشرقية تتم استضافتهم في الملاجئ في ريف دمشق التي تفتقر إلى البنية التحتية أو القدرة على استيعاب هذا العدد الكبير من النازحين.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل