رئيس التحرير
عصام كامل

«الربط الكهربائي العالمي» في مؤتمر بالصين بمشاركة جابر دسوقي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يشارك المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، والمهندس جمال عبد الرحيم رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، بالنيابة عن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مؤتمر GEI لعام 2018 تحت عنوان "الربط العالمى للطاقة.. من مبادرة الصين إلى العمل العالمي"، المنعقد خلال اليوم 28 وغدا 29 مارس الجاري بالصين.


وألقى المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، كلمة أعرب فيها عن امتنانه للمشاركة نيابة عن الدكتور محمد شاكر المرقبى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ناقلًا اعتذاره عن عدم حضور هذا الحدث المهم نظرًا لارتباطات عمل مسبقة.

وأعرب جابر عن سروره للمشاركة في هذا المؤتمر الهام الذي يعد فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر، والخبرات حول كيفية تنفيذ مبادرة GEI، وتعزيز أنظمة نقل الطاقة العالمية، وكيفية الإسراع في ربط البنية التحتية العالمية.

كما أعرب عن تقديره لمنظمى مؤتمر GEI لدعوة مصر للمشاركة في هذا الحدث الهام، موضحًا عن الامتنان من تلقى هذه الدعوة بكل سرور ليس فقط بسبب عمق العلاقات بين قطاعى الطاقة في مصر والصين، ولكن أيضا للإعلان عن استعداد مصر للمشاركة الفعالة في مبادرة GEI.

وأوضح جابر أن الربط الكهربائى العالمى يمثل أقصى أشكال التطور للتوجه نحو مزيد من الترابط بين أنظمة الطاقة.

وأضاف أن هذا المؤتمر يعكس أهمية مشروعات الربط الكهربائى التي تهدف إلى نقل توليد الكهرباء عبر الحدود لربط جميع المناطق للاستفادة من المزايا النسبية لكل منطقة، ويتكون المشروع من حدود عابرة فائقة الجهد، وشبكات عبر القارات تستخدم تكنولوجيا الشبكة الذكية لتوفير خدمات النقل والتوزيع على الجهود المختلفة حيث يتم تغذية هذه الشبكة من محطات ضخمة للطاقة المتجددة في مختلف القارات والدول التي ستساعد في تلبية الطلب على الطاقة من خلال البدائل الخضراء النظيفة.

حيث أن قطاع الكهرباء المصري يؤمن بأهمية الربط الكهربائى، فقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة العالمية للربط الكهربائى (GEIDCO) والتي تضمنت تطوير البحوث الخاصة بإستراتيجية الطاقة في مصر ودعم وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتحقيق التكامل مع الشبكة، وتطبيقات الشبكة الذكية بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الربط الكهربائى العالمي.

وأشار إلى الموقع الجغرافي الرائع لمصر عند ملتقى القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا كما أن مصر دولة عابرة للقارات بسبب موقعها في شمال شرق أفريقيا، ولها أيضا امتداد آسيوي، موضحًا أن للربط الكهربائي الإقليمي يمكنه أن يلعب دورًا هامًا في تعزيز أمن الطاقة على المدى المتوسط ​​والطويل، كما تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية حيث ترتبط مصر كهربائيًا مع دول الجوار شرقًا وغربًا مع كل من الأردن وليبيا ويتم حاليًا إعداد دراسة جدوى لزيادة سعة خط الربط الكهربائى مع الأردن لتصل إلى 2000-3000 ميجاوات بدلًا من 450 ميجاوات حاليًا وذلك من خلال الربط على الجهد الفائق المستمر HVDC.

كما يتم حاليًا المضي قدمًا في استكمال مشروع الربط الكهربائي المشترك بين مصر والسعودية من خلال خطوط للربط الكهربائي بنظام التيار المستمر قدرة 3000 ميجاوات على جهد ± 500 ك.ف والتي يعتبر نموذجا مثاليا الربط الكهربائى نظرًا لاختلاف ساعات الذورة بين الصباح والمساء في البلدين والمتوقع بدء تشغيل المرحلة الأولى من المشروع في عام 2021.

وقد تم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالًا مع قبرص واليونان في قارة أوروبا، وبذلك تكون مصر مركز محوري للربط الكهربائي بين ثلاث قارات.

كما يتم دراسة الربط الكهربائى جنوبًا في اتجاه القارة الأفريقية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية في أفريقيا، ومن الجدير بالذكر أن الربط الكهربائى بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب الطاقات الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى دراسات الربط مع السودان وإثيوبيا وسد إنجا بالكونغو الجاري تحديثهم لمواكبة تطور الشبكات بتلك الدول.

بعد الانتهاء من هذه المشاريع، ستكون مصر مركزا محوريا للربط الكهربائى بين أوروبا وآسيا والدول العربية والأفريقية، بما يتوافق مع رؤية الرئيس المصري والحكومة المصرية لجعل مصر مركزا إقليميا للطاقة.

وأوضح أن مصر تمتلك أكبر قدرات من طاقة الرياح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصل إلى نحو 30 جيجاوات.

وأشار إلى متوسط الاشعاع الشمسى العمودى المباشر في مصر الذي يصل إلى مابين 2000-3200 كيلووات ساعة من الشمال إلى الجنوب بما يتيح الفرصة لأن تصل قدرات التوليد من الطاقة الشمسية إلى 60 جيجاوات.

وأضاف أنه تم تبنى برنامج واسع النطاق يتضمن عدد من الإجراءات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة المتجددة من خلال عدد من آليات تتضمن المشروعات الحكومية من خلال عقود+ F EPC، BOO، المزايدات التناقصية Reverse Auctions، IPP، FIT.

وفى ظل تطور تكنولوجيات إنتاج الكهرباء من المصادر الجديدة والمتجددة وانخفاض أسعار المهمات اللازمة لإنتاجها فقد تم تحديث الإستراتيجية بهدف زيادة مساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة في خليط الطاقة، ومن المتوقع تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى نسبة 42% حتى عام 2035.

وكنتيجة لكل هذه الاجراءات فقد نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في جذب ثقة عدد كبير من المستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار في مشروعاته من خلال عدد من التعاقدات + Finance EPC، BOO، IPP، المناقصات التنافسية، وFIT.

يعتبر تدعيم شبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية أحد التحديات التي تواجه القطاع وذلك لتفريغ القدرات الكهربائية الكبيرة التي تم بالفعل إضافاتها والقدرات المتوقع إنتاجها من محطات التوليد المزمع إنشائها خلال السنوات القادمة، وكذلك لاستيعاب القدرات المنتجة من الطاقات المتجددة، مما يتطلب وجود شبكة كهربائية موازية على مختلف الجهود.

وأضاف أن تدعيم شبكات نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية تعد أساس لجاهزية الشبكة القومية المصرية للربط الكهربائى العالمي.

وأشار إلى التعاون المثمر بين قطاع الكهرباء المصرى وشركة State Grid حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة سيمنس وشركة State Grid خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى وذلك لتطوير وتدعيم شبكة النقل لاستيعاب القدرات الكهربائية الضخمة المضافة، وفي هذا الصدد فقد تم التعاقد على إنشاء شركة State Grid لنحو 1210 كم من الخطوط الهوائية جهد فائق، كما يتم حاليًا إنشاء نحو 2000 كيلومتر وتم الانتهاء من تنفيذ مشروعات خطوط كهرباء جهد 500 كيلوفولت.

وعلى صعيد آخر وبالتوازى مع تدعيم شبكات نقل الكهرباء يتم التوسع أيضا في شبكات توزيع الكهرباء والمقرر الانتهاء من تلك الخطط بنهاية عام 2018 باستثمارات تصل إلى أكثر من 40 مليار جنيه.

تمثل الشبكات الذكية نقلة نوعية في مستقبل نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في الوقت الحالي، وهي تعتمد بشكل كبير على استغلال موارد الطاقة المتجددة وتحقيق الاستغلال الأمثل للكهرباء وتقليل تكلفة إنتاجها، كما تعمل على جعل المستهلك أحد الشركاء في إدارة المنظومة الكهربائية، وتتيح له خيارات عديدة لشراء الكهرباء من أكثر من مصدر.

وترتكز الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصرى على التحول التدريجى للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تتميز بمايلى: استخدام التكنولوجيات الحديثة ونظم المعلومات. التعامل مع كافة مصادر توليد الكهرباء ومن بينها مصادر التوليد الموزعة ووحدات تخزين الكهرباء. المساهمة بشكل كبير في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتأمين التغذية الكهربائية وخفض الانبعاثات. وجود آلية رصد الأعطال وإعادة التيار بطريقة أتوماتيكية بالكامل باستخدام نظام (SCADA).

جار العمل حاليًا على إنشاء 20 مركز تحكم في شبكات النقل والتوزيع تغطى كافة انحاء الجمهورية، وقد تم الانتهاء من تحليل العروض المقدمة من الشركات لتنفيذ مشروعات مراكز التحكم (فنيًا وماليًا) وجار العرض على الشركات الاستشارية لمراجعة العروض الفنية المقدمة من هذه الشركات حتى يتم الانتهاء من تنفيذ جميع مراكز التحكم نهاية عام 2018.

وفى مجال العدادات الذكية فإنه يجري حاليا تنفيذ مشروع تجريبى لتركيب نحو (250 ألف) من العدادات الذكية في نطاق ستة شركات توزيع وطبقًا لنتيجة التجربة وفى حالة نجاحها يتم التعميم على باقى شركات التوزيع التابعة، وقد تم حاليًا تركيب ما يقرب عن 5 ملايين عداد مسبوق الدفع.

وفى نهاية كلمته أضاف أن التغيرات العالمية تؤكد أنه لا يمكن لأي بلد بمفرده أن يواجه التحديات ولا يمكن تأمين مصادر الطاقة الخاصة بها، لذلك أكد على ضرورة زيادة التعاون بين جميع البلدان والمجموعات الإقليمية من خلال نقل التكنولوجيا، وتبادل الخبرات، وتعزيز الأسواق الإقليمية، ومحاولة التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن الكثير من القضايا التي يتم مناقشتها حتى يتم التوصل إلى نتائج عملية واضحة لمعالجة تحديات مشتركة وإيجاد الاستثمارات المطلوبة لتنفيذ مشروعات الربط الكهربائي الإقليمي وعبر القارات وزيادة استخدام الطاقة النظيفة.

ووجه المهندس جابر الدعوة لكل المستثمرين والعاملين في مجال الطاقات المتجددة لتنمية وتطوير تلك المشروعات في مصر والعمل على بيع الطاقة المنتجة منها من خلال الربط الكهربائى الدولى إلى مستهلكى أوروبا وآسيا.

وأعرب عن أمله لنجاح المؤتمر وأن يساعد في تعزيز التعاون للتغلب على التحديات التي تواجهها الربط العالمي للطاقة.

الجريدة الرسمية