السيسي في سيناء
السيسي وسط جنود مصر لقطة ليست نادرة، فهو ونحن والأمة كلها تثق في جيشها، غير أن المشهد كان موحيًا أبعد من الصور التي التقطت، يعيد للأذهان صورا خالدة في ذاكرة الوطن، وعلى ذات الأرض، سيناء التي كتب عليها النضال في الحرب وفي السلم، سيناء الأرض المقدسة التي أهملناها بقصد وبغير قصد، سيناء التي يجب أن تنتقل من حالة الحرب إلى حالة السلم والنماء.
صور البساطة في تناول إفطار عسكري وبزي "الجهادية" كما كان يطلق عليها أيام الملكية، تؤكد أن صوت المعركة لا يزال يوحي بأننا في طريق طويل لإعادة الأمور إلى نصابها.. "سكة" السلامة تبدأ بمعركة عسكرية ولا تنتهي عند معركة البناء، وإعلان حرب جديدة ضد الفراغ الذي تركناه، فحل محلنا شياطين الإنس وكتائب الإرهاب من كل حدب وصوب.. شياطين الصهيونية ومؤامرات الغرب.
نعم حربنا ليست كما يتصور البعض أنها ضد فئة ضالة، إنها فئة تعرف ما تفعل، فئة من المرتزقة الذين يقومون بدور لقوى الشر، وقوى الشر ليست في الإخوان وحدهم، وما الإخوان إلا واحدة من أدوات قوى الشر، لا يزال "الغل" الغربي يتغلغل في عروقنا، وينمو في أوصالنا، فمن تصور أن الحرب بين الشرق والغرب انتهت واهم، فهؤلاء الذين يمتلكون أحدث الأسلحة إنما جاءوا في مهمة محددة، إرهاقنا، إزهاق أرواحنا، توريطنا في حرب لا تنتهي.
وما قاله السيسي بين جنود مصر ومشاريع شهدائها حول احتفالنا قريبا بالنصر على خوارج العصر، يدغدغ مشاعرنا ويزرع فينا أملا نتمنى أن يتحقق، نتمنى أن ننتقل من مرحلة التمنى والرغبة إلى مرحلة الوصول إلى الحقيقة الكاملة، والحقيقة تقول إن الحرب ضارية، وإن العدو دول ومؤسسات وجيوش، حربنا في سيناء ليست ضد جماعة مارقة، وإنما هي جزء من حرب الغرب وأمريكا علينا!