«أبي أحمد».. رجل المخابرات رئيسا لوزراء إثيوبيا (فيديو وصور)
في ظل التعثر في ملف سد النهضة ومع مخاوف من التطورات العسكرية في الصومال، وارتفاع التهديدات الأمنية المختلفة، انتخب ائتلاف الحاكم في إثيوبيا، الداهية والعسكري ورجل المخابرات ومهندس الحرب ضد ارتيريا، السياسي الشاب «أبي أحمد» البالغ من العمر 42 عامًا، والمنحدر من إقليم «أوروميا» وسط إثيوبيا، رئيسا لحكومة إثيوبيا.
1-ينتمي لقشعب الأورمو:
ولد «أبى أحمد» ، 15 أغسطس عام 1976 من أب مسلم وأم مسيحية، في منطقة أجارو، بمدينة جيما بإقليم «الأورومو».
و«الأورومو» التي ينحدر منها «أبي أحمد»، هي الأكبر في إثيوبيا، إذ تتراوح نسبتهم، وفق تقديرات غير رسمية، بين 50% و80% من عدد السكان البالغ أكثر من 100 مليون نسمة، ويتمتع إقليم «أوروميا» بحكم شبه ذاتي، وهو يتبع الكونفدرالية الإثيوبية المكونة من 9 أقاليم.
ويتحدث العديد من اللغات مثل الأمهرية والتجريتية والإنجليزية، كما أن لديه العديد من الهوايات منها ممارسة الرياضة والجري، وهو متزوج وله ثلاث بنات.
2-عسكري داهية:
والتحق «أبي أحمد» بالنضال المسلح عام 1990 مع رفاقه في «الجبهة الديمقراطية لشعب الأورومو»، إحدى جبهات الائتلاف ضد حكم نظام «منجستو هايلى ماريام» العسكري (1974 – 1991)، حتى سقط حكم الأخير بعد دخول الائتلاف إلى أديس أبابا.
بعد أن قضى بداية تجربته في الحياة بالميدان مع رفاقه في النضال المسلح حتى سقوط نظام منجستو، التحق رسميًا بقوات الدفاع الوطنى الإثيوبية الجيش عام 1991، في وحدة المخابرات والاتصالات العسكرية، وتدرج بها حتى وصل رتبة عقيد عام 2007.
وفى عام 1995، أرسل «أبى أحمد»، ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في رواندا عقب الإبادة الجماعية التي شهدتها.
3- رجل مخابرات:
وإبان الحرب الإثيوبية الإرتيرية 1998- 2000، قاد «أبى أحمد»، فريقًا استخباراتيًا لاكتشاف مواقع الجيش الإرتيري في الجبهات الأمامية للقتال.
وضمن جهوده لتطوير شبكة المعلومات ببلاده، أسس الرجل وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية «إنسا» في العام 2007، وكان المدير العام للوكالة حتى العام 2010.
وبلا شك أن هذه التجربة العسكرية خاصة في مجال الاستخبارات والمعلومات ستمثل أحد نقاط قوة الرجل داخل المؤسسة العسكرية، التي تتولى الآن عملية الطوارئ في البلاد.
وكان نبوغه في العمل الاستخبارى وجمع المعلومات وتحليلها، كما يقول متابعوه، سببًا في التحاقه بجهاز المخابرات بقوات الدفاع الإثيوبية الجيش.
4- أكاديمي بارع:
لم يركن «أبى أحمد» وهو أب لثلاث بنات، إلى تجربته العسكرية بوحدة الاستخبارات والمعلومات العسكرية التي مثل فيها إحدى الإضافات في مجاله، وإنما ألحقها بمؤهلات دراسية وأكاديمية، ليحصل على درجة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر من كلية «ميكرولينك لتكنولوجيا المعلومات» بأديس أبابا 2001.
ومن ثم على دبلوم الدراسات العليا المتقدمة في تطبيقات التشفير 2005، من جامعة «بريتوريا»، بجنوب أفريقيا، ثم الماجستير في إدارة التغيير والتحول من جامعة جرينتش، بلندن 2011.
ليضيف إليها درجة الماجستير في إدارة الأعمال 2013، ومن ثم نيله درجة الدكتوراه بالتخصص نفسه في 2017، من معهد دراسات السلام والأمن بجامعة أديس أبابا.
وشغل الرجل منصب رئيس مجلس إدارة جامعة «جيما» بإقليم أوروميا، فضلًا عن رئاسة «بنك أوروميا للتمويل الأصغر»، وشبكة «أوروميا» للإذاعة.
كما عمل أيضًا عضوًا في مجلس إدارة العديد من الوكالات الحكومية العاملة في مجال الإعلام والاتصالات، مثل: «إيثيو تليكوم» وهى شبكة الاتصالات القومية بإثيوبيا، والتليفزيون الإثيوبى، قبل أن يتركها جميعًا.
5- سياسي محنك:
لم يغب «أبى أحمد» عن الساحة السياسة، رغم تجوله ما بين المؤسسة العسكرية وتطوير إمكاناته العلمية والأكاديمية، ففى عام 2010، غادر وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية «إنسا» ليتفرغ للسياسة بصورة رسمية ومباشرة، كما أن المهام الأخرى التي تولاها كان يمارس السياسة بجوارها.
وبدأ «أبى أحمد» عمله السياسي التنظيمي عضوًا في «الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو»، وتدرج إلى أن أصبح عضوًا في اللجنة المركزية للحزب، وعضوًا في اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم في الفترة ما بين 2010 – 2012.
وانتخب عضوًا بالبرلمان الإثيوبى عن دائرته «أغارو» بمنطقة جيما في إقليم «الأورومو» في 2010، وخلال فترة خدمته البرلمانية، شهدت منطقة جيما بضع مواجهات دينية بين المسلمين والمسيحيين، وتحول بعضها إلى عنف، وأسفرت عن خسائر في الأرواح والممتلكات.
ولعب «أبى أحمد» دورًا محوريًا بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية ورجال الدين، في إخماد الفتنة الناجمة عن تلك الأحداث وتحقيق مصالحة تاريخية في المنطقة.
في عام 2015 أعيد انتخابه في مجلس نواب الشعب الإثيوبى البرلمان، كما انتخب عضوًا في اللجنة التنفيذية لـ«الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو».
وفى الفترة من 2016 إلى 2017 تولى «أبى أحمد» وزارة العلوم والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية، قبل أن يترك المنصب ويتولى منصب مسئول مكتب التنمية والتخطيط العمرانى بإقليم أوروميا ثم نائب رئيس إقليم أوروميا نهاية 2016، وترك الرجل كل هذه المناصب لتولي رئاسة الحزب.
6- رئيسا لحكومة إثيوبيا:
وفي فبراير الماضي، انتخب رئيسًا لحزب «الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو»، قبل أن يتم انتخابه أمس رئيسا للائتلاف الحاكم، خلفًا لرئيس الوزراء المستقيل هايلي ماريام ديسالين.