سنة أولى انتخابات.. مواليد 2000 يشاركون لأول مرة في اختيار الرئيس
في نهاية شهر يناير الماضي، أتمت "هند محمود" التي تدرس بكلية الآداب جامعة عين شمس، ابنة الثمانية عشر عامًا، وهي أصغر إخوتها، أصبحت مواطنة كاملة الحقوق، كما أطلقت على نفسها، ففي الوقت الذي تحررت فيه من الثانوية العامة تاركة لقدميها العنان نحو عالم جديد، كانت شهور قليلة تفصلنا عن الحدث الأهم بعام 2018، وهو الانتخابات الرئاسية.
وأثناء البحث عن حقوقها السياسية استمعت هند عبارات ساخرة على شاكلة "العيال كبرت"، و"مواليد 2000 كبروا وأصبح لهم مكانة بالمجتمع"، وغيرها من العبارات من أخيها الأكبر حينما كان يبحث لها على موقع لجنة الانتخابات عن طريق الإنترنت.
وتقول هند "أول ما كملت الـ18 سنة قولتلهم أنا لازم أنزل أشارك بصوتي في الانتخابات علشان أحس فعلًا إن ليا دور بالمجتمع، ووقتها إخواتي اتريقوا عليا وقالولي والله كبرتي يا مفعوصة!"، تتحدث هند بينما تتقدم الصف النسائي الذي تراص أمام البوابة الرئيسية لمدرسة الاتحاد القومي برمسيس.
قبل هذه الأيام، لم تكن هند عابئة بما يعرف بالحملات الانتخابية والدعاية والبرامج التي يخرج بها كل مرشح رئاسي، أو حتى عضو برلماني، أما حينما قيل لها أنها منذ أن أتمت الـ18 عامًا، تكون بذلك عبرت بذلك نحو مرحلة جديدة، من المفترض أن يكون الشاب بها على دراية بكافة الأمور السياسية والاجتماعية المحيطة به، "أضعف الإيمان أكون على دراية باللي بيحصل داخل بلدي، وكنت عارفة إن أهم حدث ببداية العام هو الانتخابات الرئاسية لما سألتهم هي امتى وقالوا لي نهاية مارس".
تغيبت هند عن محاضرتها بكلية الآداب ونزلت إلى اللجنة منذ الثامنة من صباح اليوم، "أخدت إجازة من الكلية وجيت هنا انتخب، أول ما دخلت مكنتش فاهمة حاجة ولا هعمل إيه، ماما ساعدتني في خطوات الإدلاء يكتب لنا الخير دائمًا"، تقاطعها والدتها التي اتخذت إحدى الأشجار المواجهة لمدخل المدرسة متكئًا لحين انتهاء الطابور، قائلة "في انتخابات 2014 كانت عندها 14 سنة، نزلت معايا تتفرج وغمست إيديها بالحبر وكانت مصممة تدلي بصوتها".
أما محمد سيد، 18 عاما وستة أشهر، ابن مدينة شبرا الخيمة، فكان الأمر بالنسبة له، ما هو إلا طقس أضيف مجددًا لناموس حياته المستقر منذ فترة لا بأس بها، "محستش أوي إن فيه حاجة اتغيرت، إلا إن كان عندي رغبة البلد تتقدم وتتحسن وتسير في طريقها، حتى مكنتش مهتم بالبحث عن مكان لجنتي"، بمساعدة أصدقائه، الذين أدرجوا حديثًا ضمن المواطنين الرسميين بالدولة، كما أطلق معظم الشباب على أنفسهم، حصل على رقمه وعنوان لجنته، "أصحابي اللي شجعوني انزل وأشارك في الانتخابات دي، لكن أنا حاسس إن لسه ماليش دور في بلدي! ".
نهلة 19 عاما وثلاثة أشهر، واجهت صعوبة أثناء الإدلاء بصوتها في لجنة مدرسة قصر الدوبارة بالتحرير، حيث استعانت بالقاضي المسئول عن اللجنة للتأكد من سلامة العملية الانتخابية الخاصة بها، "كنت تايهة ومش عارفة بيعملوا إيه في الظروف اللي زي دي"، لكنها بالرغم من ذلك رأت أنها بهذه الخطوة التي شجعها والداها عليها، فقد أصبح لها دور في بلدها، ولابد أن تستغله بشكل إيجابي وسليم، "يمكن صوتي مش هيأثر بس عندي أمل ولو بنسبة صغيرة جنب صوت غيري".