رئيس التحرير
عصام كامل

لجان المغتربين بالقاهرة.. قوم نادي على الصعيدي وابن أخوك البورسعيدي

فيتو

في تمام الخامسة من صباح اليوم أنجز "سعدون" 50 عامًا، عمله في نظافة المسجد الكائن بمنطقة المعصرة في حلوان، الذي يتولى مهام رعايته منذ عام 1999.


وقال: "قررت أخلص كل شغلي بدري علشان ألحق لجنة الانتخابات من أولها لأن دي أول سنة ليا انتخب في لجنة داخل القاهرة".

ويشير سعدون إلى ورقة بيضاء مدون عليها رقم قيده بقاعدة بيانات الناخبين، ورقم اللجنة.. يزيل العرق عن جبينه، بينما يشير إلى الرجال الملتفين حوله في الطابور ذاته بمدرسة الاتحاد القومي بشارع معروف في رمسيس، "الناس اللي بالقفطان دي كلها بلديات من الصعيد والأرياف، جايين علشان يجربوا الانتخاب في القاهرة شكلها إزاي"، منذ التاسعة صباحًا وطابور "مغتربو الأوقاف"، أو العاملين في مساجد القاهرة الكبرى، من أبناء محافظات الصعيد والأقاليم، يتزايد الواحد تلو الآخر.

"سعدون" قبل أن يأتي إلى لجنته بشارع رمسيس، انطلق مبتهجًا في السابعة صباحًا نحو مدينة الرحاب الجديدة، على أمل التصويت هناك، "هما قالولنا اللجان دي تم تخصيصها حديثًا ليكم علشان طالما شغلكم في القاهرة، لا بد تنتخبوا في القاهرة ايضًا".

وبعد مرور أكثر من نصف ساعة اكتشف سعدون وعيد وآخرون من أبناء الشرقية والمنوفية وبني سويف، أن لجنتهم تتبع محيط قصر النيل، "أخذنا أتوبيس على حسابنا"، يتحدث عيد وفي خلفية المشهد، المطرب الإماراتي حسين الجسمي يردد "قوم نادي على الصعيدي وابن أخوك البورسعيدي".

ما زال الطابور يطول بحلول الحادية عشر ظهرًا، المزيد من أبناء الصعيد والشرقية والمنوفية، يبحثون عن لجانهم بين أبناء القاهرة، "أول مرة أشوف لجنة في القاهرة الحقيقة إحنا مش واخدين على الزحمة دي، حاسس إني في متاهة، في بلدنا كفر أبو جبل بالشرقية، كل حد بينزل من بيته الصبح عارف لجنته ومدرسته".

بالنسبة لـ"محمود" الأربعيني ابن محافظة المنوفية، كان الوضع مختلفًا تمام الاختلاف، بينما تسعى الأوقاف لتوفير مقار انتخاب قريبة لهؤلاء الذين، يحملون عبء مدنهم الصغيرة، ويتجهون إلى القاهرة أربعة أيام في الأسبوع للعمل في المسجد الذي تحدده الوزارة، اضطر محمود لقطع إجازته التي بدأت مساء أمس، لينزل إلى القاهرة، حيث مقر تصويته الجديد، "مكتوب لي في الورقة دائرة قصر النيل، اضطريت اقطع إجازتي وأنزل على هنا انتخب، كنت متعود كل سنة انتخب في بلدنا، مدرسة في القرية جنب بيتي".

في الانتخابات الماضية عام 2014، كان كل منهم يحصل على إجازة من عمله ثلاثة أيام، يعود إلى موطنه الأصلي يدلي بصوته ثم يعود أدراجه إلى القاهرة مجددًا، "في البلد عندنا يوم الانتخابات له مذاق مختلف، بنتجمع كلنا عند أقرب بيت من المدرسة أنا وقرايبي، ونروح اللجنة بطبل بلدي، وبعدها نتجمع ونقعد على القهوة"، يتحدث محمود والابتسامة تعلو وجهه.
الجريدة الرسمية