رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بعد الانتخابات


اليوم الإثنين ٢٦ مارس تبدأ الانتخابات الرئاسية الثانية بعد ٣٠ يونيو، والناخبون في هذه الانتخابات لهم دوافع متنوعة، منهم من يذهب إلى لجان الانتخاب لتأييد ودعم مرشحه المفضل، ومنهم من يذهب إلى صناديق الانتخاب ردًا على أصحاب دعوات مقاطعة الانتخابات، وفي مقدمتهم الإخوان وداعش والقاعدة، ومنهم أيضا من يرى التصويت والمشاركة في الانتخابات حق لا يجب التفريط به، بل ومنهم أيضا من يبغي زيادة عدد الأصوات الباطلة، والتي فاق عددها في انتخابات ٢٠١٤ الأصوات التي حصل عليها أحد المرشحين المنافسين.


لكن كل هؤلاء على اختلاف دوافعهم للمشاركة في الانتخابات يدركون أن المرشح الأوفر حظًا هو الرئيس السيسي، ولذلك يجمع بينهم الرغبة والتطلع في أن يتحقق في الفترة الرئاسية الثانية له ليس فقط التغلب على الكثير من التحديات التي واجهناها في السنوات الأربع السابقة، وإنما أيضا النهوض بالبلاد اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا.

لقد أعلن الرئيس السيسي أن هدفه الأول في السنوات الأربع السابقة كان هو تثبيت الدولة المصرية، في ظل المحاولات التي استهدفت تقويض أركانها، وإضعافها حتى يسهل فرض الهيمنة عليها والتدخل في شئوننا الداخلية، وبعد أن تم إنجاز هذا الهدف بنسبة كبيرة صار الآن ضروريًا استكمال عملية إعادة بناء هذه الدولة لتصير عصرية، وهي العملية التي بدأت بالتوازي مع عملية تثبيت الدولة..

ولذلك تتضاعف التوقعات الجماهيرية في الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السيسي، في أن تصير مصر صاحبة اقتصاد قوي، يلبي ويوفر المطالب الأساسية للمواطنين، وأن تصبح المواطنة الكاملة والمساواة أساس مجتمعهم، وأن يصبح القانون وحده هو الحكم بين المواطنين والسلطة التنفيذية وبينهم وبين بعض، وأن يختفي التمييز في المجتمع، ويتراجع التطرّف والتعصب والعنف فيه، وتسوده العدالة الاجتماعية، حيث يجد الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة من الدولة ما يحتاجونه من رعاية توفر لهم احتياجاتهم الأساسية.

وكل ذلك يعرفه ويدركه الرئيس السيسي، وبشر الناخبين بأنه سوف يسعى لتحقيقه، حينما قال لهم: إن مصر سوف تصبح (قد الدنيا).
الجريدة الرسمية