إذاعة القرآن الكريم والأزهر وحلم القناة التليفزيونية
تحتفل إذاعة القرآن الكريم هذه الأيام بذكرى تأسيسها الـ54، حيث بدأ إرسالها في 29 مارس عام 1964، كإحدى أهم منارات الإعلام الديني الوسطي في مصر والعالم الإسلامي.
والحقيقة أن الفضل في إنشاء هذه الإذاعة، وكما هو معروف، يعود إلى الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإرشاد القومى، والمشرف على وزارة الإعلام عام 1964، الذي اقترح على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنشاء إذاعة القرآن الكريم، لتكون بمثابة أول تسجيل صوتى للقرآن، وبالفعل وافق عبد الناصر، وأصدر قرارًا للإعداد لإنشاء الإذاعة، وبدأ البث في 29 مارس.
ولا شك أن إذاعة القرآن الكريم قدمت لمصر والأمة الإسلامية عبر السنوات الطويلة الماضية العديد من الأصوات الملائكية، حيث خرجت عبر أثيرها أصوات القراء العظام من المصريين، ومن أبرزهم الشيوخ: محمد رفعت، محمود خليل الحصري، عبد الباسط عبد الصمد، محمد صديق المنشاوي، نصر الدين طوبار، محمود على البنا، سيد النقشبندي، محمود الطبلاوي، وغيرهم.
كما قدمت هذه الإذاعة الكثير من العلماء والمفكرين والشخصيات الإسلامية التي يصعب حصرها، واهتمت بإبراز الإسلام الوسطي بالتعاون مع الأزهر الشريف، رمز العالم الإسلامي وقلعته الحصينة.
إن مكانة إذاعة القرآن الكريم وما أحدثته في العالم العربي والإسلامي عبر عقود تستدعي من الأزهر الشريف والإذاعة المصرية التعاون معا لإطلاق قناة مصرية رسمية للقرآن الكريم، يعكف عليها علماء الأزهر الشريف وقيادات إذاعة القرآن الكريم، فنحن اليوم في عصر القنوات التليفزيونية والفضائيات.
هذه دعوة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ورئيس الإذاعة نادية مبروك، ورئيس إذاعة القرآن الكريم حسن سليمان، للنظر في هذا المقترح، فلا يمكن أن يكون لمصر السبق في إنشاء إذاعة للقرآن الكريم، ولا يكون فيها قناة تليفزيونية رسمية للقرآن الكريم، وما من شك أن تحقيق هذا المقترح - الحلم، يمكن أن يكون له تأثير كبير في العالم الإسلامي.