داعش المصرية والانتخابات الرئاسية
اجتمع الباحثون في شئون التنظيمات المتطرفة، أن هناك مناخا تنامي فيه ثقافة التطرف والتعصب، ولا ننكر أن البيئة المصرية مثلت لعدة عقود مناخ يفرز تنظيمات إرهابية بسبب الجهل والفقر مما جعل المصري المشهود له بذكائه وقوته يتصدر هذه التنظيمات، ولعل تنظيم القاعدة أكبر مثال، فقد أسسه مصريون مثل أبو الفتوح الذي ارتدي عباءة السياسة مؤخرا لذا فقد اعتقد رجال داعش أن مصر مهيئة لاستقبالهم.
وفي لحظة من الزمن اقترب هؤلاء من التمكين الكامل لمصر عندما اعتلي الإخوان السلطة لذا فلن ينسوا هذه الأيام وكيف خدعوا الشعب سواء بالتصويت لهم بوسائل ما أو بالضغط لعدم الذهاب لصناديق الاقتراع لذا فلن ينسوا كيف خدعوا شعب مصر.
اعتقدوا أن كل المصريين مرضي نفسيين كالظواهري وأبو الفتوح أو يمكن استقطابهم لفقرهم ومرضهم ولم يدركوا قوة الجيش وان كل مصري هو جندي قيد الاستدعاء المؤقت تحت خدمة وطن.
وعلي أرض مصر تخفي الدواعش في ملابس النساء ولن أنسي كيف أجلسهم ضابط الصاعقة يغنون نشيدنا الوطني.. كيف استطاع المكوجي العجوز القبض على الداعشي المسلح أمام الكنيسة.. لقد تم تحطيم أسطورة داعش النفسية على يد المصريين الفراعنة.. وانتهت الأسطورة للأبد.
لن ينسوا كيف خدعوا الشعب والشعب لن ينسي.. وفي مفارقة خطيرة تثبت أن المعركة على مصر كانت ولا زالت في صندوق انتخابات وليست فقط في سيناء، فلقد عقدوا العزم على إرهاب الشعب بتفجيراتهم قبيل الانتخابات الرئاسية ولكن من خطط لم يدرس ولم يحلل نفسية الشعب المصري العنيد ضد القهر.. الشعب الذي أهان داعش وكسر أسطورتها النفسية.. إن أبسط المواطنين المصريين شحذوا هممهم نحو لجان الاقتراع من أجل مصر في تحدي صريح ضد ثقافة الموت والكراهية.