رئيس التحرير
عصام كامل

احتكار البطولة


منذ أيام حسم الأهلي البطولة رقم ٤٠ في الدوري العام، وقبل انتهاء الموسم بعدة أسابيع، وهو ما يعنى تغول نادي القرن على السلطة الرياضية في البلاد، وغياب الإثارة والدهشة والمتعة، إضافة إلى أننا أصبحنا أمام ديكتاتورية رياضية تحول بيننا وبين القدرة على تغيير الوضع المترهل للرياضة المصرية، كما هو الحال في شئون أخرى.


صحيح شعبية الأهلي طاغية، ولكن ممارساته في الاستحواذ على السلطة الرياضية تتشابه إلى حد بعيد مع فكرة الاحتكار البغيضة، كما فعل من قبل الحزب الوطنى عندما استأثر بالسلطة السياسية في البلاد، واحتكر المنتج السياسي، واستولى على مقاليد الأمور بشراء قادة المعارضة وضمهم إليه بالإغراءات المادية والمعنوية، فكم من قيادات شابة تم الاستيلاء عليها من أحزاب أخرى، كانت هي صاحبة التربية السياسية؟ فلم يكن من الحزب الحاكم إلا سرقتها بليلٍ.

الاحتكار يؤدى إلى فساد السوق وإضعاف المنافسة، وبالاحتكار يسود الظلم وتبور السلع ويفسد ذوق المستهلكين وينتهى الحال إلى ضعف المحتكر والسيطرة على السوق ببضاعة رخيصة، إذ يكفى أن تسيطر على أهم عناصر منافسك وتضمها إليك لتقضى على فكرة التجويد والتقدم والتطور، لذلك لم يقو الحزب الوطنى على مواجهة ثورة الجماهير بعد احتكارٍ للسلطة دام أكثر من ثلاثين عاما.. «الاحتكار» يعنى الجمود والتكلس، ومن ثم يعنى نهاية غير سعيدة أو سيطرة وهمية لا طعم لها ولا معنى.
الجريدة الرسمية