رئيس التحرير
عصام كامل

النصب على المصريين في رحلات الحج.. تسويق المخدرات في عمرة عبر سيدة عجوز.. مدعي صفة حكومية يستولي على 88 ألف جنيه.. «حج المتوفى» خدعة أخرى.. وتحذيرات من التايم شير

السيدة سعدية
السيدة سعدية

لم يترك النصابون موطنا إلا وكان لهم يد فيه، فلم يسلم موسم الحج والعمرة من بطشهم، بحِيل وطرق نصب يصعب على العقل أن يتوقعها، وهو ما سيتم استعراضه في هذا التقرير.


وسيلة لتهريب المخدرات
ظهر هذا العام نوع جديد من وسائل النصب في رحلات الحج والعمرة، فقد وقعت السيدة "سعدية" هذا العام ضحية لعمرة مزيفة حصلت عليها من أحد جيرانها، وكانت في الحقيقة خدعة لاستغلالها في تهريب المخدرات.

استمعت السيدة لأحد أبناء مدينتها الذي يدعى "عبد الله المنزلاوي"، وهو يروي لها تفاصيل رحلة العمرة المجانية التي حصلت عليها قائلا: "يوجد رجل سعودي كان ابنه مريضا وشفاه الله وقرر أن يتبرع لـ15 فردا برحلة عمرة مجانية وستكونين من ضمن هؤلاء الأشخاص، لكن الطلب الوحيد لذلك أن يكون الأمر في سرية تامة من أجل إتمام الثواب للرجل"، صدقت السيدة العجوز وأبناءها، ونفذت الأمر بسرية تامة.

وأكد الشاب لأبناء السيدة العجوز أنها ستتجه إلى مطار القاهرة يوم الثلاثاء الماضي، ويكون معها في المطار، وطالب منهم عدم حمل السيدة لأي حقائب، فهم متكفّلون بكل شيء، فذهبت السيدة العجوز مع الشاب واصطحبها إلى مطار القاهرة الدولي، وطلب منها أن تأخذ حقيبة صغيرة وسيستقبلها الرجل السعودي في المطار وتسلمها له.

وأكد الشاب للسيدة العجوز، أن تلك الحقيبة لا يوجد بها سوى أشياء خاصة بالرجل السعودي، فخرجت من مطار القاهرة واتجهت إلى مطار ينبع بالمملكة العربية السعودية، وقامت الشرطة السعودية بتفتيش الحقيبة، وفوجئت أنه يوجد بداخلها مواد مخدرة، فتم القبض على السيدة من أجل التحقيق معها.

انتحال شخصية
النصب وانتحال الشخصية، كانت إحدى الوسائل التي استعان بها أصحاب النفوس الضعيفة لتحقيق مكاسب مشبوه في موسم الحج، فمنذ يومين تمكنت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة من ضبط شخص يدعى كذبًا أنه يعمل بإحدى جهات الدولة، واستولى على 88 ألف جنيه من مواطنين.

ووفق البلاغ المقدم للإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، قام "عادل م. ع " بالنصب والاحتيال عليهما والاستيلاء منهما على مبالغ مالية بلغ إجمالها (88،000 جنيه) بزعم إحضار تأشيرات خاصة بموسم الحج لعام 2017، وتخصيص خمسة أفدنة لكلٍ منهما بقطاع استصلاح الأراضي بمدينة النوبارية وإدعائه أنه يعمل بإحدى جهات الدولة "على خلاف الحقيقة" إلا أنه لم يف بذلك ورفض رد المبالغ المالية المستولى عليها.

ومن خلال البحث والتحري حول الواقعة توصلت الجهود إلى أن وراء ارتكابها "عادل م. ع" مقيم بدائرة مركز شرطة قلين بمحافظة كفرالشيخ، وأن المتهم محبوس حاليًا على ذمة القضية رقم 8183/2016 جنح مستأنف مركز قلين.

الحج للمتوفى
واقعة نصب آخر في مجال الحج، ظهرت العام الماضي كشف عنها خالد الجندي الداعية الإسلامي، بوجود شركات سياحية تستغل موسم الحج لجمع الأموال.

وأضاف «الجندي» خلال تقديم برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، أن بعض الشركات تتصل بالناس وتعرض عليهم «حج البدل عن المتوفى» موضحين أن لديهم شخصا يؤدي فريضة الحج عن المتوفى، مقابل 5 آلاف ريـال، ثم يحصل على شهادة وصك، كدليل على أنهم حجوا نيابة عنه، مؤكدا أن هذا الأمر ما هو إلا دجل وكذب، وجريمة خطيرة تشهدها الأمة.

التأشيرة التجارية
في عام 2016، انتشرت وسيلة أخرى للنصب وهي: «التأشيرة التجارية»، فقد تلقت وزارة الداخلية بلاغا من «تامر. ج» صاحب إحدى شركات السياحة الشهيرة، يتهم فيها «عصام. أ» سعودي الجنسية، بالنصب عليه في مبلغ «8 ملايين و269 ألف جنيه» قيمة 103 تأشيرات حج مباشر لموسم الحج.

ووفقا لتحريات النيابة، فإن المجني عليه اتفق مع المتهم على إحضار 103 تأشيرات حج، لـ103 مواطنين مصريين، وتم تسليمه 8 ملايين و269 ألف جنيه، قيمة التأشيرات، لكن حينما سافر الحجاج تبين عدم وجود أي حجوزات لهم داخل الفنادق، ورفضت السلطات السعودية أداءهم فريضة الحج؛ بسبب حملهم تأشيرات تجارية، ما أدى إلى دفع الحجاج المتضررين مبالغ مالية كبيرة؛ للحصول على تصاريح لأداء فريضة الحج.

وكانت هناك وسيلة أخرى للنصب عبر مستوى الخدمة المقدم للحجاج والمعتمرين بموسم 2016، عبر الحصول على أموال منهم بحجج حجز «5 نجوم»، وعندما يسافر المصريون للأراضي المقدسة يكتشف أنه محجوز له في خدمات رديئة.

التايم شير
أما «التايم شير» فكان آخر تلك الوسائل المتبعة، ففي نوفمبر 2015، حذر باسل السيسي، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، من النصب على الحجاج من خلال ظاهرة «التايم شير عمره».

وهو برنامج تروج له شركات تتبع سياسة البيع في الشارع، للنصب على المواطنين، والحصول على أموال، نتيجة بيع وهمي لبرامج رحلات عمرة لمدة ثلاث سنوات.

وذكر «باسل» رئيس لجنة السياحة الدينية في تصريحات صحفية آنذاك، أنه أرسل مذكرة رسمية لوزارة السياحة، يحذر من تفشي الظاهرة، مما يضر بسمعة شركات السياحة المصرية أمام عملائها.
الجريدة الرسمية