رئيس التحرير
عصام كامل

بنجر السكر.. محصول يدخل النفق المظلم.. تبكير التوريد وتراجع سعر الطن أهم الأسباب.. المزارعون قرروا عدم زراعته بسبب الأضرار المادية الكبيرة.. والمصانع أبرز المتضررين

فيتو


تشتهر محافظة المنيا بزراعة محصولي قصب السكر، والبنجر، والصناعات القائمة عليهما، وتكثر زراعة قصب السكر بمراكز جنوب المحافظة «دير مواس، ملوي، أبو قرقاص»، وعدد ضئيل من مراكز الشمال، فيما تتمركز زراعة البنجر بمركز أبو قرقاص على بعد كيلو مترات من مدينة المنيا.


38 ألف فدان
المهندس عبد العاطى صديق الخطيب وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، أوضح في تصريحات خاصة، أن إجمالى المساحة المزروعة بمحصول قصب السكر نحو 38 ألف فدان بمراكز جنوب المنيا، وبعض مراكز الشمال، ومن بنجر السكر نحو 25 ألف فدان هذا العام.

ويستكمل وكيل وزارة الزراعة: حجم إنتاج محصولى قصب وبنجر السكر وصل إلى 35 وحتى 40 طنًا للفدان الواحد خلال الموسم.

ضرر التبكير
فيما يقول محمود عبدالله، أحد مزارعى بنجر السكر: لن أقوم بزراعة بنجر السكر بعد هذا الموسم لما لحق بى من ضرر كبير نتيجة التبكير في توريد المحصول هذا العام إلى شركة سكر أبو قرقاص؛ مما أحدث حالة من الضغط على المزارعين، فقرر عدد كبير من مزارعي بنجر السكر عدم زراعة المحصول ابتداءً من العام المقبل.

وأوضح المزارع ياسين نجاح: نحن نفضل الآن زراعة أي محصول آخر، بخلاف قصب وبنجر السكر؛ فالمحصول أصبح لا يؤتي ثماره بعد أن تدهور سعر الطن فضلا عن وجود فوائد بنكية كبيرة تفرض على مزارعى بنجر السكر ولا نجد من نشكو له.

من جانبه قال أحمد عبدالمنعم إسماعيل، رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي المحاصيل السكرية بالمنيا: هناك أزمة يواجهها حاليًا الفلاح ومنتجو محصول بنجر السكر، وهى بدء توريد المحصول يوم 17 من مارس الجاري، وهو ما يسبب عبئا على الفلاح لتقديم موعد التوريد، والذي تتركز زراعته بنسبة 80% بمركز أبو قرقاص.

وأرجع رئيس مجلس إدارة الجمعية لـ«فيتو»، الأزمة إلى عدم رغبة الفلاحين في توريد محصول بنجر السكر لعدة أسباب أولها تبكير موعد التوريد وانخفاض نسبة المساحة المزروعة إلى 50% مقارنة بالعام الماضي؛ وذلك لانخفاض سعر التوريد 500 جنيها، فضلًا عن وجود فوائد كبيرة على الفلاح؛ مما يؤدى إلى عزوف المواطنين عن زراعة محصول بنجر السكر، وهو ما حدث بالفعل حيث انخفضت مساحته إلى 50%، إضافة إلى المعاملة السيئة للمزارع، فمثلا حينما يواجه المزارعون بعض المشكلات والعراقيل، ويحتاجون إلى مقابلة رئيس مصنع سكر أبو قرقاص فإنه يرفض مقابلة المزارعين، وقد قمت برفع مذكرة لمجلس إدارة جمعية «المحاصيل السكرية بالقاهرة».

المصانع
وفى مراكز جنوب المنيا تتركز زراعة محصول قصب السكر وعصارات العسل التي تنتشر بعدد كبير من قرى مركزى «دير مواس وملوي» حتى صارت أقدم مصدر لإنتاج العسل الأسود بالطرق البدائية قبل إنشاء مصنع سكر أبو قرقاص، كما يتم إنتاج عدد من المشتقات الأخرى من قصب وبنجر السكر بوحدات الإنتاج بمصنع السكر الذي يضم أكثر من 7 مصانع مختلفة، مقامة على مساحة 84 فدانًا وبقوة 1600 موظف، ما بين مهندسين وكيميائيين وعمال، تنتج السكر والعطور ومستحضرات التجميل وجميع أنواع الخمائر ومكسبات الطعم والرائحة والأعلاف والخل الطبيعي والكحول النقى والمولاس والفيناس والعصائر والمربات، أنشأها الفرنسيون عام 1881 وأممتها ثورة يوليو عام 1952.

ويضم المصنع معامل التقطير، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1948 وإجمالى عدد العاملين بها 671 عاملًا، وينتج المصنع مواد هامة وحيوية، مثل الكحول النقى تركيز 95%، والكحول المحول تركيز 90%، وخل القصب الطبيعي 5%، والخل الطبيعي تركيز 11%، وحامض الخليك الثلجى النقى 98%، والخميرة الجافة للأعلاف، وغاز ثانى أكسيد الكربون، والفيناس المركز، وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية نحو 35 مليون لتر من الكحول، والخميرة الجافة 600 طن، وثانى أكسيد الكربون 5000 طن، وخل قصب طبيعى 15 ألف طن، وحامض الخليك الثلجى 3 آلاف طن والفيناس المركز 20 ألف طن، فضلًا عن كون مصنع سكر أبو قرقاص يضم مصانع فينوس للحلويات التي يتم من خلالها إنتاج الحلويات والمربات والعصائر بأنواعها ومصانع التعبئة والتوزيع إضافة إلى مصانع العطور، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1967 وإجمالى عدد العاملين بها 207 عاملين، ويوجد بالمصنع خطوط إنتاج العطور ومستحضرات التجميل، وخطوط إنتاج الزيوت والعجائن العطرية، وخطوط إنتاج مكسبات الطعم واللون والرائحة لإنتاج العطور الحريمى والرجالى والكولونيا وأنواع مختلفة من مستحضرات التجميل.
الجريدة الرسمية