رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة على شرف «بنت الـ 15».. «سهام» احترفت مرافقة الأثرياء بعد القبض على زوجها.. وباعت عذرية ابنتها بـ«50» ألف جنيه.. والقدر أودى بحياة الصغيرة وماتت مع «الزبون»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قبل سنوات.. وقفت «سهام» أمام عائلتها لتعلن للجميع أنها ستتزوج ابن خالها، رغم اعتراضهم حاولت أمها أن تثنيها عن قرارها خاصة أن “العريس مسجل خطر” مهدد بالسجن بين لحظة وأخرى، ولكن الفتاة الشابة وقتذاك لم تستمع لأمها، وتزوجته وأنجبت منه طفلة، وما هي إلا شهور قليلة حتى ألقى القبض على الزوج ودخل السجن.


عجزت “سهام” عن مواجهة أعباء الحياة ولم تجرؤ على العودة لأسرتها، فاحترفت مرافقة الرجال الأثرياء وقضاء سهرات خاصة معهم مقابل المال، ظلت على هذا الحال حتى كبرت ابنتها وأصبحت في الخامسة عشرة من عمرها، فقدمتها لأحد الأثرياء كى يغتال براءتها مقابل 50 ألف جنيه، ولكن القدر كان رحيما بالفتاة ولم يشأ لها أن تعيش مع أمها في ذلك المستنقع، وماتت أثناء وجودها مع “الزبون” إثر إصابتها بنزيف حاد، وما بين زواج سهام رغما عن أسرتها، وبين وفاة ابنتها الوحيدة، تفاصيل كثيرة يرويها المحقق في السطور التالية.

حكاية سهام بدأت عندما رفضت كل من تقدم لخطبتها وأصرت على الزواج من ابن خالها الذي ارتبطت معه بقصة حب كبيرة، على الرغم من أنه مطارد من رجال الشرطة ومهدد بالحبس في أي وقت، نظرا لأنه “مسجل خطر”، وأمام إصرارها هذا هددها والدها بالطرد والحرمان من كل شيء، وأنها ستكون ميتة بالنسبة له، لم تعبأ بتهديده وتزوجت المسجل “خطر”، وعاشت معه في بؤس شديد وتحملت من أجل الحب، أنجبت طفلة وتضاعفت أعباؤها ومشاكلها وأيضا تحملت، ثم كانت الصدمة الكبرى عندما ألقى رجال المباحث القبض على زوجها وصدر ضده حكم بالسجن في قضية مخدرات.

شعرت سهام بالضياع، بعد أن فقدت أسرتها ومن بعدها الرجل الوحيد الذي أحبته، وسط حالة الضياع تلك، لم تجد أمامها سوى بيع جسدها لمن يدفع من الرجال من خلال شخص يعمل سمسارا مهمته جلب النساء للأثرياء العرب، ولأنها شابة، وعلى قدر من الجمال، فقد كانت تختار الأثرياء وأغدقوا عليها الأموال، وشيئا فشيئا تغيرت حياتها وانتقلت للإقامة مع الزبائن في منازلهم بموجب عقد زواج صورى يتم تمزيقه بعد انتهاء الفترة المتفق عليها، واستمرت في هذا العمل لسنوات طويلة.

قبل أيام، وأثناء وجودها مع أحد الزبائن، أخبرها برغبته في قضاء ليلة واحدة مع فتاة صغيرة بشرط ألا يزيد عمرها على 17 سنة، وأن تكون عذراء، وتحظى بقدر من الجمال، وأنه مستعد لدفع 50 ألف جنيه مقابل تلك الليلة، بدأت سهام رحلة بحث طويلة عن “الضحية” المنشودة، وعرضت على الكثير من الأهالي شراء عذرية بناتهم مقابل 30 ألفا، كى تحصل على المبلغ الباقى لنفسها، ولكنها لم تجد.

وأثناء جلوسها أمام منزلها المتواضع وقعت عيناها على ابنتها الوحيدة أثناء لهوها مع الأطفال في الشارع، ولفت نظرها جمالها الباهر، وأنها كبرت، واكتملت لديها معالم الأنوثة، قفز الشيطان إلى ذهنها وذكرها بكلام “الزبون”، وزين لها تقديم صغيرتها له وتحصل هي على الـ”50” ألف جنيه كاملة، حاولت أن تطرد الفكرة من ذهنها، ولكن الشيطان كان أقوى منها، وأقنعها ببيع صغيرتها التي لم تكمل عامها الخامس عشر.

جلست الأم مع ابنتها وبدأت تتكلم معها في أمور عديدة، ومن بينها أنها كبرت وأصبحت شابة، وأنها وجدت لها عريسا ثريا سوف يتزوجها ويقدم لها كل ما تحتاجه من ملابس وذهب وستعيش معه وكأنها ملكة، وببراءة الأطفال قالت الابنة لأمها: “وهيجيب لى شوكولاتة كتير؟”.. أجابت الأم بقولها: “كل اللى هتطلبيه هيكون تحت رجليكِ”، أسرعت الأم إلى الثرى العربى تزف له البشرى وتخبره أنها وجدت طلبه، وحصلت منه على مبلغ كبير كعربون للصفقة.

وفى اليوم التالى اصطحبت ابنتها بعد أن وضعت على وجهها مساحيق التجميل وألبستها فستانا جديدا، وذهبتا إلى منزله وطلبت من الصغيرة أن تمد يدها لتسلم على “البيه”، اتفق الجميع على تحرير ورقة زواج صورية بين الثرى وبين الطفلة، لإقناعها بأنها أصبحت زوجة لذلك الرجل، تركت الأم ابنتها مع الرجل وانصرفت، وما إن أغلق الباب على فريسته، حتى انقض عليها واغتال براءتها بكل قسوة وعنف، ولم يهتم بآلامها وصرخاتها، وواصل اعتداءه الوحشى عليها، حتى أصيبت بنزيف حاد فقدت على إثره الوعي، ظن أن ما حدث لها أمر طبيعى وتركها تخلد للنوم، وفى اليوم التالى حضرت سهام لأخذ طفلتها، فوجدتها فاقدة الوعى وسط بركة من الدماء، وسرعان ما اكتشفت أنها فارقت الحياة، هرب الثرى من الشقة، بينما جلست الأم تحتضن جثة ابنتها وتذرف دموع الندم بعد فوات الأوان.

وصلت أخبار تلك الجريمة إلى الأجهزة الأمنية وتمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على الأم والثرى، واعترفا بتفاصيل الاتفاق الذي أنهى حياة الطفلة، وأحالت النيابة العامة ملف القضية إلى محكمة الجنايات للبت فيها.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية