رئيس التحرير
عصام كامل

تصفية «عواجيز الإخوان».. اتفاق بين قيادات قطر وتركيا على تفاصيل المخطط.. ضرب القواعد الشعبية الإخوانية في القاهرة على رأس مهام الجزيرة.. وأجهزة سيادية في الدوحة وإسطنبول كلمة السر

شعار الاخوان المسلمين
شعار الاخوان المسلمين

«تصفية العواجيز، وإزالة كافة العقبات التي تقف في طريق العودة».. قاعدة يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تنفيذها على أرض الواقع من جانب عدد من قيادات جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية، وبعض الأنظمة الحاكمة التي تدعمها وتحاول– بكل ما تمتلك من قوة- إعادتها إلى المشهد السياسي العربي.


قناة الجزيرة
“الأمر الذي لن يتم حسمه بالحوار أو الانشقاقات، فالجزيرة أولى به”.. عنوان عريض يلخص ما آلت إليه الأوضاع داخل الجماعة، بعدما تولت قناة الجزيرة ملف القيادات التاريخية التي تقف حائلًا منذ سنوات أمام أي محاولة للتطوير، بل وتتفنن في ضرب كل مسعى للحوار من الداخل، بما يسمح للتنظيم بتغيير جلده والذوبان في الأوضاع الجديدة للمنطقة.

مصادر من داخل التنظيم، أكدت أن الحوار الذي أدلى به محمود حسين، الأمين العام للجماعة، على قناة الجزيرة، في الذكرى التسعين للتنظيم، تم بتنسيق كامل مع إخوان تركيا الذين عقدوا اجتماعات مكثفة، بدعم من أجهزة سيادية قطرية وتركية، لتولى القناة ملف القيادات التاريخية، وعمل حلحلة على طريقتها وإثارة كل النقائص في التنظيم، لضرب القاعدة الشعبية، التي يتكئ عليها في مصر، وكل البلدان التي يتواجد فيها، بعدما فشلت كل الطرق معهم، وسط مخاوف حقيقية من استمرارهم على نفس النمط في القيادة، الذي سيذهب بالجماعة إلى الجحيم.

الملف قبلته الجزيرة عن طيب خاطر، خصوصا أن قطر، الدولة المالكة للقناة تربط دائما بين عودتها لمجدها قبيل الربيع العربى وتوحش قبضتها الدبلوماسية والسياسية آنذاك، وعودة الإخوان إلى الساحة السياسية على الأقل، ثم بعد ذلك يكون لكل حدث حديث، لذا بدأت القناة في التخطيط جيدا، واستعانت كعادتها بمجموعة من أهم وأشرس المتخصصين في الشأن الإخواني، وخصوصا المشاهير من أبناء الجيل الثانى والثالث للإخوان، والمحسوبين على ما يسمى بالمكتب العام للإخوان، والمعروفين وأصحاب الثقة عند أجنحة الجماعة وقواعدها، ليكشفوا تفاصيل، ما دار في الغرف المغلقة، خلال الأشهر الماضية، والإفصاح عن أسماء الذين يرفضون التعاون، من جبهة الكبار لإرهابه وإجباره على الانصياع.

أصحاب الأدوار الرئيسية
وتهدف الجزيرة بحسب المصادر، إلى كشف النقاب عن أصحاب الأدوار الرئيسية، في عرقلة عملية تطوير الجماعة الأم، واللحاق ببعض الأجنحة، التي اندمجت تماما في العملية السياسية لبلدانها، كحركة النهضة التونسية، أو حركة مجتمع السلم الجزائرية، أو حتى حركة حماس في غزة، التي تراجعت على الفور، عندما استشعرت خطورة الدوران في فلك الجماعة الأم، وسارت عكس التيار، وتحالفت مع الدولة المصرية، التي أنقذتها من مصير غير مأمون العواقب، مع إسرائيل، وجميع هذه الأذرع تخلت عن الإخوان.

أخطر ما تسعى إليه الجزيرة، في توجيه رسالتها الإعلامية والصحفية، بحسب المصادر، ضرب مصداقية أصحاب الأدوار الرئيسية في الجماعة، خصوصا أن هؤلاء محاطين بكهنوت، وأسوار تاريخية من القداسة بين القواعد، بداية من محمود عزت، الذي يقال إنه داخل مصر الآن، دون أدنى دليل، سواء على ذلك أو العكس، ولاسيما أنه الوحيد، الذي تمكن من الاختباء طوال هذه السنوات، ولم يقع في مصيدة الأجهزة الأمنية، وكذلك محمود حسين، الأمين العام للتنظيم، والرجل الحديدى الذي يضع يده على كافة الملفات، واستطاع عمل شبكة عنقودية في المحافظات من رجال يتبعونه شخصيا، مما صعب المهمة على التنظيم الموازي، الذي فقد قوته الضاربة طوال الفترات الماضية، بسبب فقدانه الملف الاقتصادى الذي يسيطر عليه الكبار جيدا، بجانب فشلهم في إقناع القواعد بشرعية الانتخابات التي أجروها، وعزلوا من من خلالها القيادات التاريخية، قبل عامين من الآن.

وبحسب المصادر، نسقت الجزيرة، لتكثيف ظهور أحمد الريسوني، والقرضاوى وعطية عدلان، ومحمد الحسن الددو، والشيخ سالم الشيخي، وجميعهم من الوجوه المحسوبة على التنظيم، أو من الجماعات الإسلامية الموالية لهم، والذين لديهم باع طويل في حل الأزمات، والمعروفين بعدم التبعية في الفكر والمصالح، لهذا أو ذاك.

طرق قناة الفتنة
وحتى تكتمل الخطة- وفقًا للمصادر- سيكون أمام القناة القطرية عدة طرق لضرب كل محاولة تسعى إليها القيادات التاريخية، والطعن في مصداقيتها، وهو ما حدث حرفيا، مع هيئة علماء الإخوان، التي انحرفت عن الطريق الذي رسمه لها إخوان إسطنبول وقطر، ففتحت الباب على مصراعيه، لعصام تليمة، القيادي بالجماعة، مدير مكتب القرضاوى الأسبق، الذي كال لها الاتهامات من خلال الجزيرة، وقال إنها استبعدت من عضويتها كل من له رأى مستقل، أو موقف من طريقة إدارة الجماعة، في الوقت الذي تمسكت فيه، بجميع المشايخ التابعين لها، وهى الاتهامات التي ردت عليها قناة وطن الناطقة بلسان الإخوان، وأكدت أن الحديث عن الهيئة مغلوط، دون أن تفند أحاديث “تليمة” وترد عليه الحجة بالحجة.

وبحسب المصادر، لن يطول سهام الجزيرة، القيادات الكبرى المسيطرة على سلطة القرار فقط، بل ستهاجم ومن خلال ضيوفها، كل الدائرين في فلك الكبار، والموافقين على نهجهم، وهو ما حدث قبل أيام ولأول مرة، حيث تمت مهاجمة الشيخ عبد الخالق الشريف، مسئول قسم نشر الدعوة، الموالى للكبار، على موقع الجزيرة بشبكة الإنترنت بعنف، بسبب تأييده للقيادة.

ودفع الموقع بمنير جمعة، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الخاضع لسلطة القرضاوي، ليتواصل مع الكبار بدلا منه، ويتصيد لهم، وينشر ما دار بينه وبينهم من خلال موقع الجزيرة أيضا، خصوصا اتصاله بمحمود حسين، والذي نشر تفاصيله عصام تليمة.

كما ستستخدم القناة فزاعة انتهاء ولاية القيادات، باعتبارها أهم الكروت الضاغطة، في ظل ترويج التنظيم الموازى أن فترة ولايتهم على الجماعة انتهت منذ عام 2014، وبحلول عام 2018، تكون قد تمسكت عنوة بسطوة السلطة، للبقاء في مناصبهم دون انتخابات.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية