رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الـ15 لاحتلال العراق.. ماذا قال قادة العالم عن غزو بغداد (صور)

فيتو

تمر اليوم الذكرى الخامسة عشرة لحرب احتلال العراق بقرار أمريكي بريطاني خارج الإرادة والشرعية الدولية، مما كان له انعكاساته من قبل المجتمع الدولي وبنت الدولتان دوافعهما لشن هذه الحرب على عدة ادعاءات، لم تؤيدها معظم دول العالم، كامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل قادر على استخدامها في خلال دقائق، وادعائهما أن العراق يهدد الأمن الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص، وغير ذلك من ادعاءات باطلة.


وشهدت الساحة السياسية وقتها الكثير من الأفعال والأقوال، منذ بدء الحرب في العراق قبل 15 عاما، لكن هل تتذكرون تصريحات قادة العالم في ذلك الوقت؟ وما هي أسباب الحرب؟

بدأت الحرب العراقية رسميا في 20 مارس، ونشر التحالف بقيادة الولايات المتحدة قوات قوامها 200 ألف جندي، على الرغم من عدم وجود تفويض من الأمم المتحدة وفي ظل احتجاج مئات الآلاف من الأشخاص في شتى أرجاء العالم.

وكان يعني الأمر في ذلك الوقت تدخلا سريعا في إطار حملة تهدف إلى الإطاحة بنظام حكم صدام حسين، الذي قاد البلاد منذ عام 1979، وكان يملك ما وصف بأسلحة الدمار الشامل.

وبعد 15 عاما على الحرب، بات العراق بلدا منقسما غير مستقر سياسيا، وأضعفه الصراع الطائفي الذي أفضى إلى ظهور جماعات متشددة، من بينها ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.


بلغت تكلفة العمليات العسكرية مليارات الدولارات، فضلا عن خسائر آلاف الأرواح، ولجأ الملايين إلى دول أخرى، كما شهدت المنطقة اضطرابات من جديد.

لكن كيف كان يبرر قادة التحالف سبب الحرب؟

حملة عسكرية
قبل عام من غزو التحالف بقيادة الولايات المتحدة، رُوج لدعوة للتدخل، وفي يناير2002، ذكر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، جورج دبليو بوش، خلال كلمته في خطاب حالة الاتحاد السنوي، العراق بالاسم كجزء من "محور الشر" الذي يضم أيضا إيران وكوريا الشمالية.

وبعد أسبوعين أدلى وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بإجابة على سؤال بشأن العراق وأسلحة الدمار الشمال خلال مؤتمر صحفي.

وفي أبريل أدلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بكلمة أمام البرلمان تحمل انتقادات شديدة لصدام حسين أيضا.

معارضة
وعلى نقيض ما حدث في حرب الخليج عام 1991، قوبل الهجوم الثاني على العراق بمعارضة شديدة في الولايات المتحدة وشتى أرجاء العالم، كما رفضت فرنسا وإيطاليا، بعد أن كانتا قد شاركتا في الجهود العسكرية السابقة، المشاركة في التحالف في ذلك الوقت.

وأعرب وقتها الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن معارضة شديدة للتدخل العسكري، الأمر الذي عكر صفو العلاقات بين باريس وواشنطن، وهو ما دعا إلى توجيه أوامر إلى ثلاثة مطاعم في مجلس النواب الأمريكي من أجل تغيير اسم البطاطس المقلية "الفرنسية" على قوائم الأطعمة واستخدام اسم جديدة هو بطاطس "الحرية".

كما أعرب ساسة أمريكيون عن قلقهم، من بينهم باراك أوباما، سيناتور ولاية ألينوي الذي لم يكن ذائع الصيت في ذلك الوقت.

وفي لندن تجمع حشد تجاوز المليون شخص، في مسيرة كبيرة احتجاجا على الحرب، كما أعرب واحد من الشخصيات الرئيسية في حكومة رئيس الوزراء توني بلير، زعيم الأغلبية العمالية في مجلس العموم ووزير الخارجية السابق روبين كوك رفضه للهجوم، الذي قدم استقالته على خلفية هذه القضية.


وأعرب قادة بارزون في المنطقة عن اعتراضهم.


"تحرير"
كما اسُتخدم إحكام قبضة صدام حسين على العراق كحجة تبرر الغزو.

وساد اعتقاد كبير بلغ حد الثقة بأن مدة الحرب ستكون قصيرة.

أسلحة الدمار الشامل

لكن ماذا عن سبب الحرب وزعم امتلاك العراق ترسانة من أسلحة الدمار الشامل التي "يمكن استخدامها ضد الشعب" أو ضد أعداء في المنطقة؟


إرث
ومازال غزو العراق، بعد مرور 15 عاما، موضوعا خلافيا ولم تنعم البلاد بعد بالسلام.

وأعقب انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011، بعد فترة طويلة مما توقعه وزير الخارجية رامسفيلد، تصاعد العنف الطائفي بين الغالبية الشيعة في البلاد، والأقلية السنية التي حكمت البلاد في ظل نظام حكم صدام حسين.

وفي عام 2014 مع ظهور تنظيم داعش، دخلت البلاد في ذروة حرب أهلية وسيطر المسلحون المتشددون على معظم مناطق شمال العراق، بما في ذلك مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن في البلاد.

وتتفاوت تقديرات الخسائر بسبب أعمال العنف بعد الغزو بشكل كبير، وتشير تقديرات بعض الأكاديميين الأمريكيين إلى أن نحو 500 ألف مدني عراقي ربما قتلوا خلال الفترة من 2003 إلى 2013.
الجريدة الرسمية