خريطة أفريقيا بعد انقسام القارة
أكد الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، على أنه من المتوقع انفصال الكتلة الأفريقية شرق الأخدود والتي تشمل جيبوتى والنصف الشرقى من إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وموزمبيق عن القارة الأفريقية خلال الخمسين مليون سنة القادمة مثلما حدث في انفصال مدغشقر منذ مئات الملايين من السنوات.
وأضاف شراقي في تصريحات خاصة، أنه بانفصال الكتلة الشرقية لأخدود قارة أفريقيا، يتغير الشكل الجغرافي للبحر الأحمر ويتحول إلى محيط.
وأشار شراقي إلى انتشار المنخفضات الأخدودية في شرق أفريقيا، حيث تملأ مياه الأمطار بعضها مكونة أكبر البحيرات على مستوى العالم سواء من حيث مساحة السطح مثل بحيرة فيكتوريا أو العمق مثل بحيرة تنجانيقا الذي يصل عمق البحيرة فيها إلى نحو 1400 م، وكذلك بحيرة ملاوى التي تعتبر وليد بحر بعد ملايين السنين مثل البحر الأحمر.
وأوضح أن الزلازل ذائعة الشيوع في شرق أفريقيا خاصة إثيوبيا وبالتحديد في مثلث عفار وعلى امتداد الأخدود الأفريقي العظيم بطول نحو ثلاثة آلاف كيلومتر ابتداء من موزمبيق جنوبًا حتى مدخل البحر الأحمر شمالًا، والذي يقسم إثيوبيا نصفين، ويزداد تباعد جانبى الأخدود نتيجة بمعدل عدة مليمترات سنويا، الأمر الذي يؤدي إلى كثرة الفوالق والتشققات في الصخور الإثيوبية ومن ثم الانهيارات الصخرية.
أما عن وضع مصر فمن المتوقع أن تتحول المعالم الجغرافية الخاصة بها، حيث يقول شراقي: نحن نتحدث عن ملايين من السنين والظروف المناخية سوف تختلف تماما، ولولا هذا النشاط لما تكونت الجبال الإثيوبية أو نهر النيل الذي كان في الماضى قاصرا على الحدود المصرية منذ 6 ملايين سنة.