رئيس التحرير
عصام كامل

جوتيريش: مسلمو الروهينجا يتعرضون لتمييز عنصري صارخ

الأمين العام لمنظمة
الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش

قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم الأربعاء، إن ما تتعرض له أقلية الروهنجا المسلمة في ميانمار يمثل "دليلًا صارخًا على التمييز العنصري".


وخلال احتفالية أقامتها الجمعية العامة للمنظمة الدولية، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، أضاف جوتيريش: "حان الوقت لكي ترقى جميع الأمم وجميع الناس إلى كلمات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يعترف بالكرامة وحقوق جميع أفراد الجنس البشري المتساوية وغير القابلة للتصرف".

ودعا إلى "نشر مبادئ التسامح والاندماج واحترام التنوع داخل الأمم وفيما بينها، والعمل على القضاء على رسائل الكراهية، التي ترسخ مفهوم (نحن) و(هم)، بما يؤدي إلى قبول أو رفض واستبعاد الآخر، لمجرد مظهره أو دينه".

ووفق الأمم المتحدة، فر 688 ألفًا من الروهنجا من إقليم أراكان غربي ميانمار إلى بنغلاديش، بين يومي 25 أغسطس 2017 و27 يناير 2018، تحت وطأة هجمات يشنها الجيش وميليشيات بوذية متطرفة.

ووصفت منظمات دولية هذه الهجمات بأنها "حملة تطهير عرقي"، وقد أسقطت ما لا يقل عن 9 آلاف قتيل من الروهنجا، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية.

وتنكر سلطات ميانمار كون الروهنجا مواطنين، وتردد أنهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضهادًا في العالم".

وفي 21 مارس سنويًا تحتفي الأمم المتحدة بجهود القضاء على التمييز العنصري في العالم، وتم اختيار هذا اليوم تخليدًا لذكرى مجزرة شاربفيل، التي قتل فيها 69 متظاهرًا سلميًا، بينهم أطفال ونساء، مناهضين لنظام الفصل العنصري بدولة جنوب أفريقيا، عام 1960.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن إحياء ذكرى شاربفيل "يدل على رفضنا القاطع لجميع أشكال العنصرية وكراهية الأجانب والتعصب، التي لا تزال، للأسف، قائمة في البلدان وبين المجتمعات حول العالم".

وأضاف: "لا يزال الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من قيود على حقوقهم الإنسانية أو حتى إنكار تام لها".

وتابع: "لا يزال عدم المساواة بين الجنسين مسألة ملحة، مع قصص النساء والفتيات غير المروية عن تعرضهن لانعدام الأمن والعنف وانتهاك حقوقهن يوميًا. كما نشهد زيادة مزعجة في كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب، بما في ذلك معاداة السامية وكراهية المسلمين".

ومضى قائلًا: "وتشهد الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة ووجهات نظر النازيين الجدد عودة جديدة. ويُحرم اللاجئون والمهاجرون من حقوقهم بشكل منهجي، ويتم تشويه سمعتهم كتهديدات للمجتمعات التي يسعون إلى الانضمام إليها، رغم الفوائد التي يجلبونها".

بدوره، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد رعد الحسين، إن "مستويات كراهية الأجانب والتمييز العنصري، أو ذلك الذي يقوم على أساس الأصل أو الدين أو العرق، بلغت معدلات مزعجة، وغالبًا ما تُستخدم هذه التصرفات لتحقيق مكاسب سياسية من جانب المسؤولين والسياسيين".

وشدد على أن "التمييز العنصري ليس فقط مسألة ظلم فردي، فإعلان حقوق الإنسان يحذّر بوضوح شديد من نشوب الصراعات إذا لم تتم حماية الحقوق".

وأضاف المفوض الأممي أن "التجارب أثبتت مرارًا أن أشكال التمييز والتعصب والتحيز لا تؤدي فقط إلى شظايا كارثية داخل المجتمعات، بل تهدد في أحيان كثيرة السلم الإقليمي، وتؤدي إلى نشوب صراع".
الجريدة الرسمية