آنا كامبل.. قتل جميلة بريطانيا وصمة عار على جبين أردوغان
تركت أهلها ومدينتها بحثا عن توفير حياة أفضل للمدنيين والأطفال في مدينة عفرين السورية، ولكنها لم تسلم من رصاص الغدر وقذائف الحرب، فقتلت البريطانية آنا كامبل، والتي تطوعت بوحدة حماية المرأة الكردية المسلحة، المكونة بالكامل من الإناث في سوريا، من أسبوع، وهي أول مقاتلة بريطانية تقتل على أيدي الجيش التركي بعفرين.
محبة للقراءة
وكانت كامبل من مدينة لويس البريطانية، تعمل سباكة ومحبة للقراءة، ويقول عنها أحد أصدقائها إنها كانت شغوفة بقراءة القصص، وتابعت باهتمام ما يحدث في سوريا، مشيرا أنها أبلغته أكثر من مرة برغبتها في الذهاب هناك من أجل الدفاع عن أطفالها.
ودافعت باستمرار عن حقوق الإنسان قبل انتقالها لسوريا، وخرجت في عدة مظاهرات للدفاع عن حقوق المدنيين في اليمن وسوريا، كما اهتمت بحقوق الحيوان وحقوق المهاجرين والناشطين في مجال البيئة، وفي نظر والدها كانت "عطوفة وعنيدة وتكره الظلم"، ولكنه حاول من اتجاهاتها خوفا عليها ولكنه فشل.
عالم أفضل
وفي مرحلة جديدة من حياتها، قررت كامبل الانتقال إلى سوريا لذلك تلقت تدريبات وتعلمت مهارات استخدام السلاح، قبل سفرها، ويقول والدها: " "أرادت آنا أن تخلق عالما أفضل، وكانت ستفعل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك"، مضيفًا أنه حذرها بأنها ستعرض حياتها للخطر.
ويضيف أنها عندما أبلغته برغبتها في الذهاب لسوريا، لم يحاول منعها لأنه متأكدا من أنها ستفعل شيئا، رغم اني كنت اعتقد في البداية أنها تمزح ولكني أدركت "أنني لن أراها ثانية".
وبعد انتقال كامبل إلى سوريا، في 16 مارس الماضي، قررت الانضمام إلى وحدة حماية المرأة في دير الزور، وهي المعقل الأخير لتنظيم "داعش"، وفي مايو الماضي، وتقول نسرين عبدالله المتحدثة باسم الوحدة أنها طلبت نقلها إلى عفرين بعد هجوم الجيش التركي على عفرين، مضيفة: "تناقشنا معها كثيرا بهذا الأامر ولكنها أصرت، قائلة إما العودة لبلادها وترك الثورة أو الذهاب لعفرين".
وعن كواليس حياتها بعفرين، توضح نسرين أنه بعد انتقالها لعفرين كان من السهل التعرف عليها، كأجنبة غريبة عن البلاد، وطلب منها صبغ شعرها باللون الأسود.
هجمات تركية
ويشير عبدالله وهو أحد المقاتلين الأكراد بعفرين أنه بعد تكثيف الهجمات التركية في عفرين، اشتركت آنا في عملية للدفاع عن عفرين، وتلقت تدريبات عسكرية، وكانت سعيدة جدا بمشاركتها في العملية، ولكنها قتلت بعد أن سقطت إحدى القذائف على المكان التي كانت متواجدة به.
ونعي المقاتلون الأكراد كامبل وجعلوها رمزا لهم في الإصرار والدفاع عن النفس، وطالب والدها بعودة جثمان ابنته، داعيا القنصلية البريطانية في أنقرة لمناشدة تركيا للإفراج عن جثمان آنا، والسماح بنقلها إلى بريطانيا لتدفن هناك.