رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى الأم المثالية


أمي الحبيبة:
أتمني أن تصلك رسالتي هذه وأنت في أسعد حال..
عارفة يا أمي بحاول اكتبلك ومش عارف.. لا القلم مطاوعني ولا الكلمات متعاونة معايا، بس أنا متأكد إنك عارفة اللي عايز أقوله.. ما أنتي طول عمرك بتعرفيني من عينيا حتى لما أكلمك في التليفون بتعرفيني.. لكن في حاجة واحدة هي اللي ما تعرفهاش.. يا تري لسه فاكرة إيه اللي حصل بعد رسوبي في الثانوية العامة؟


وقتها قررت أن أترك التعليم، وانتظر دوري في أداء الخدمة الوطنية، لأنني لم أحصل على النتيجة المقابلة للمجهود الذي بذلته، وكنت تظنين وقتها أنه قرار انفعالي لكن حين بدأ العام الدراسي الجديد ووجدتيني مستمرا في عملي الذي ذهبت إليه في الإجازة الصيفية، تأكد لك أنني عازم على تنفيذ قراري، لم تحدثيني.. لكني فوجئت بك في أحد الأيام وقبل موعد الامتحانات بشهرين، تخبريني أنه على أن أطلب إجازة من عملي، والاستعداد لأداء الامتحان..

لأنك قمت بتقديم أوراقي كطالب منازل، وحكيت لي كيف كانت ستدهسك السيارة أثناء عبورك الطريق للحاق بموعد التقديم، حكيت لي هذا قبل أن تقولي لي إنني ولد ذكي، وإنني أستطيع أن أعبر تلك المرحلة، والحمد لله عبرتها بنجاح ووصلت لما أنا فيه الآن..

ربما تكون تلك الرواية بالنسبة لك شيئا عاديا لكن اللي ما تعرفهوش أنها وبرغم مرور أكثر من 30 سنة عليها لم تفارق خيالي لحظة واحدة، ودائما ما أحكيها لأصدقائي، واعتبرها سر نجاحي بعد توفيق الله، لأنني كلما تعثرت في الحياة، أتذكر أنني لابد أن انهض حتى استحق الانتماء إليك.

في الختام أحب أقولك: بطلي تشيلي همنا إحنا خلاص كبرنا، وخلي بالك من صحتك، علشان أنا من غيرك أموت حتى ولو فيا الروح.

Ahmed.mkan@yahoo.com
الجريدة الرسمية