خطاب الاستقالة
في هذا المقال سأتحدث عن نفسي قليلا، وعلى العموم سأتحدث حتى ولو كان المقال سخيفا وذنبك على جنبك لو قرأته! أنا يا عزيزي مجرد رجل بسيط جدا، ومسالم جدا، وذات يوم أفقت من غيبوبة كنت قد وقعت فيها، وهي الغيبوبة التي أدخلتني إلى تنظيم الإخوان، ولك أن تعلم أنه لا يدخل إلى ذلك التنظيم إلا كل من يدخل في الغيبوبة، والغيبوبة التي يدخلها ذلك المسكين قد تكون غيبوبة سطحية خفيفة، وقد تكون غيبوبة عميقة..
والحمد لله أن غيبوبتي كانت سطحية، فظللت محتفظا بجزء لا بأس به من عقلي، وظللت متفاعلا إلى حدٍ ما مع المحيط الخارجي للجماعة، لذلك ما أن جاءت اللحظة الحاسمة حتى استفقت من غيبوبتي، وأخذت أتعافى شيئا فشيئا إلى أن شفيت تماما بلا أي أثر، ثم حملت على كاهلي أن أقوم بتحذير قومي من خطورة تلك الجماعة، ومن قدرتها على تغييب عقول الشباب، وكأن الواحد من هؤلاء الضحايا الجدد ينال "عضةً" من أحد الكائنات "الزومبي" الإخوانية فيتحول بدوره إلى "زومبي" جديد..
ولذلك أخذت أحذر الدنيا كلها من الإخوان بدءًا من عام 2001 إلى الآن ولم أتراجع أبدا، وتعرضت في سبيل ذلك لأشياء أخفيتها عن الجميع حتى عن أهلي وعن أقرب المقربين مني، ورغم أن جهدي كان فرديا إلا أنه كان بمثابة حجر صغير، ولكن العبرة بالإخلاص والله وحده يعلم إخلاصي فيما قمت به، ونظرا لأن الأمراض قد حلَّت بي والجهد أصابني وحياتي الشخصية تأثرت تأثرا كبيرا، ومشروعي الفكري والأدبي قد تعطل كثيرا، لذلك أستأذن الجميع في الانصراف من عالم السياسة ومن العمل العام على وجه العموم، من بعد أن تنتهي الانتخابات الرئاسية، ولا أستطيع أن أختم إلا بقصيدتي عن الاستقالة.
يا نفس إني مستقيلْ
هذا خطاب الاستقالة والرحيلْ
أنا من بلاد الطائرين إلى السماءِ
بلا رفيق أو خليلْ
والحق أن الطائرين يهدلون ويهطلون على النخيلْ
ويسابقون الظلَ في يومٍ ظليلْ
هم فجوة ترنو إلينا من وراء المستحيلْ
الحالمون حقيقة كونية مخفيةٌ
في الغيب يعرفها النبيلُ بلا دليلْ
وتغيب عن قلب العليلْ
أنا من بلاد الراحلين