مسئول أمني: قصف إسرائيل مفاعل سوريا صاحبه أكبر فشل استخباراتي
قال مسئول أمني إسرائيلي، إن النجاح في قصف المفاعل النووي السوري بمنطقة دير الزور في سورية، رافقه أكبر فشل للاستخبارات الإسرائيلية منذ حرب أكتوبر.
ونقلت صحيفة "هاآرتس" العبرية اليوم الأربعاء، عن المسئول في الاستخبارات الإسرائيلية، قوله إن البهجة التي غمرت القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل عقب نجاح عملية تدمير المفاعل النووي السوري، أبعدت وبسرعة عن الأضواء تساؤلات محرجة تتعلق بالإخفاق الاستخباراتي.
وأضاف: "كيف حصل أن مشروع المفاعل النووي السري لبشار الأسد قد اختفى عن أنظار الاستخبارات الإسرائيلية التي كانت تفخر على مدار سنوات طويلة بمعرفتها بكل حركة ولو لمسافة ملمتر على الأراضي السورية ولا سيما بكل ما يتعلق بالاستعدادات العسكرية؟".
وأشار إلى أن حكومة أولمرت آنذاك وأجهزة الاستخبارات "لم تواجه هذا التساؤل ولم يقدم أي منهم الإجابة الجدية عنه عبر تحقيق معمق".
وأردف: "إغفال البرنامج النووي الليبي عام 2003، أدى لتشكيل لجنة تحقيق سرية تابعة للجنة الخارجية والأمن لدى الكنيست (البرلمان) وجرى توتر حاد بين رؤساء أذرع الاستخبارات ورئيس اللجنة آنذاك، عضو الكنيست يوفال شتاينتس (الليكود)".
وانتقد عدم محاسبة الاستخبارات الإسرائيلية على إخفاقها في حالة المفاعل النووي السوري، "باستثناء فحص داخلي في أجهزة الأمن لم تظهر نتائجه على الملأ إطلاقًا وبقي طي الكتمان".
وتابع: "الإخفاق الاستخباراتي الأضخم لدولة إسرائيل، هو الاكتشاف المتأخر للمفاعل السوري، نصف سنة قبل تشغيله، وقد يكون هذا الإخفاق أضخم من الإخفاق في حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر)".
وأكد أن الكشف عن المفاعل "كان عن طريق الصدفة بالكامل"، موضحًا أن الأسد بمساعدة الكوريين الشماليين كانوا يشيدون "تحت أنوفنا" مفاعلًا نوويًا في دير الزور على مدار خمس أو ست سنوات، لم يكونوا يعلمون شيئًا عن هذا المفاعل عشية إطلاقه".
واستدرك: "لولا أن الموساد أتى بمواد استخباراتية من فيينا تثبت أن المبنى الذي يشيد في دير الزور هو مفاعل نووي وأن المشروع كان شبه مكتمل، لما قفزنا كالمذعورين من الصفر إلى المائة".
وأعاد "الإخفاق" إلى أن إسرائيل والدول الغربية تعتمد على "نظرية مغلوطة وهي أنه من غير الممكن أن تشرع دولة عربية ببناء مفاعل نووي على أراضيها قبل تدريب طواقم خبراء بمساعدة دول أخرى ليكونوا على أهبة الاستعداد لتشغيله".
وشدد على أن "الشروع ببناء مفاعل نووي عسكري كهذا بدون تدريب كوادر محلية لتشغيله هو أمر غير مسبوق في تاريخ تطوير الأسلحة النووية".
وتابع: "تولى الكوريون عمل كل شيء هناك. هذا جنون. لم نكن نعلم أن عدد العالمين بسر هذا المفاعل محصور جدًا. ما من أي خبير تقني سوري يجيد تشغيل مثل هذا المفاعل".
ولفت النظر إلى أن "المفاعل النووي العراقي الذي دمرته إسرائيل عام 1981 كان مشروعًا مكشوفًا نسبيًا، إذا ما قارناه مع مفاعل دير الزور السوري".
واستطرد، وفق ما نقلته عنه هاآرتس، "على ما يبدو كان الكوريون الشماليون ينوون تشغيل المفاعل في دير الزور بأنفسهم، وأن الفائدة الأساسية من هذا المفاعل كانت ستعود إلى الكوريين أنفسهم".
ونوه: "لقد كانت كوريا الشمالية دولة مستهدفة من قبل الغرب، وكانت كل الأنظار موجهة نحوها، نحن أزلنا الخطر من خلال غارات جوية بينما خلد الأمريكيون للنوم دون أن يعلموا ما الذي حصل هنا".
وتساءل: "هل هناك مفاعل نووي كهذه بإدارة كورية شمالية في أماكن أخرى في العالم؟، هل ثمة خطر كهذا يتهدد الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا؟ لم نحصل على أي معلومات استخباراتية حول هذا الأمر منذ دمرنا مفاعل دير الزور".
وقال: "من الناحية الجماهيرية، فمن المريح للجميع أن المفاعل قد دمر، ولكن هذا كان فضيحة. فقد جرى العمل على إنشاء المفاعل لعدة سنوات تحت أنف إسرائيل، أما الولايات المتحدة فلم تشأ أن تعلم، وإذا تم توزيع الأوسمة بعد العملية فلم يتم تشكيل لجنة تحقيق في هذا الجانب".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، رسميًا ولأول مرة، أنه قام في ليلة 5|6 سبتمبر 2007، بقصف وتدمير مفاعل نووي سوري.
وأوضح الجيش في بيان له فجر اليوم الأربعاء، أن قواته دمرت المفاعل الموجود في منطقة "الكبر" في محافظة دير الزور (شرقي سورية)؛ منذ أكثر من 10 سنوات بعملية أطلق عليها "خارج الصندوق".