رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية طفلة أبكت الكنيسة.. شفاها الأنبا أنطونيوس من الشلل فصلت عليه متنيحا

فيتو

تنيح مساء أمس الأنبا أنطونيوس أسقف إيبارشية منفلوط بدير الأمير تادرس الشطبي بمحافظة أسيوط عن عمر يناهز 67 عاما بعد صراع طويل مع المرض بعد خدمة استمرت لأكثر من 30 عاما بالكنيسة.


أثناء مراسم جنازة الأنبا أنطونيوس حدثت واقعة أبكت الحشود خارج الكنيسة وداخلها واعتبرها البعض من شعب الكنيسة أنها من بركات الأنبا التي اشتهر بها في كثير من الأحيان وجعلت منه مصدر محبة وشفاعة.

وفوجئ خدام الكنيسة بعد أن وضع جثمان الأنبا أنطونيوس داخل الهيكل وأغلق الباب تمهيدا لمواراة جسده وبعد أن ألقى محبو الأنبا نظرتهم على جسده إذ بطفلة صغيرة تحملها سيدة وتبكى بشدة قائلة "يا سيدنا" في حاجة أن تلقى نظرة على الجثمان وتأخذ بركته.

وقال خدام الكنيسة: إنه لا يصح أن تدخل الطفلة لأن الجثمان وضع في الهيكل وأغلق عليه ولن يتم موافقة المطران على كشفه، لكن مع إصرار الطفلة ووالدتها التي أوضحت للمطران أن ابنتها ولدت مشلولة منذ سنوات وصلى عليها الأنبا قبل تنيحه فشفيت ومشت على قدمها بفضل بركته ولا بد أن تراه وسط توسل وبكاء الطفلة المتواصل.

وبعد إصرار والدة الطفلة على طلبها وافق الأنبا يؤانس بالفعل على دخول الطفلة وحملها أحد خدام الكنيسة وكشف لها جسد الأنبا أنطونيوس ولاقى التصرف حالة من الدهشة بين شعب الكنيسة الذين ذرفت دموعهم متسائلين: "كيف صلى الأنبا على الفتاة وكانت مشلولة وتمشى لتأتى إليه اليوم لتصلى عليه وهو متوفى طالبة بركته من جديد وكيف أن الحب الصادق يغير قوانين الكنائس".

فيما أكد آخرون أن الأنبا أنطونيوس له العديد من البركات وربما المعجزات التي تكشفها الأيام ليست فقط في شفاء تلك الطفلة التي أصرت على فتح الهيكل من جديد لرؤيته للمرة الأخيرة وفرضت دموعها على الكنيسة لتنفيذ رغبتها.

الجدير ذكره أن الأنبا أنطونيوس ولد في 31 مايو 1951 بمحافظة قنا باسم "زكريا" وحصل على شهادة بكالوريوس طب الأسنان عام 1977 من جامعة القاهرة، وكان قد خدم في مدينة قنا وضواحيها ثم دخل إلى دير السريان في 8 ديسمبر 1980 وشغل منصب أسقف منفلوط منذ عام 1986 حتى وافته المنية أول أمس "الأحد" بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الـ67 عاما.

وشارك المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط، مراسم صلوات جنازة الأنبا أنطونيوس ورافقه اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط واللواء حاتم رياض مفتش الأمن الوطني، والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس نائبًا عن البابا تواضروس الثاني، والأنبا يؤانس مطران أسيوط وتوابعها والمكلف بالإشراف على شئون إيبارشية منفلوط، والأنبا أرميا الأسقف العام للكنائس الارثوذكسية، وعدد كبير من الأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة من كافة محافظات الجمهورية وعدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات المحافظة التنفيذية والشعبية والدينية.

وقال محافظ أسيوط، خلال مشاركته في الجنازة: إن الأنبا أنطونيوس عاش زاهدًا في حياته، دمث الخلق وله مواقف حكيمة ينحاز فيها للوطن وعبر المحافظ عن خالص حزنه مقدمًا العزاء لأهالي محافظة أسيوط عامة وأبناء الكنيسة بمركز منفلوط خاصة.

فيما قال الأنبا يؤانس، مطران أسيوط وتوابعها: إن المتنيح خدم الكنيسة لأكثر من 30 عامًا حيث خرج منها الكثير من الآباء الذين يستكملون المسيرة من بعده، لافتًا إلى تعميره وتجديده لكل الأماكن في إيبارشيته خاصة الأديرة والكنائس القديمة، ومشيدا بشعب إيبارشية منفلوط والنظام والخشوع والهدوء الذي ظهر أثناء نظرة الوداع بعد وصول الجثمان لدير الأمير تادرس الشطبي عقب تنيحه بمستشفى رئيس الملائكة بمدينة أسيوط.

ومن جانبه أسند البابا تواضروس، مهمة الإشراف على كنائس إيبارشية منفلوط إلى الأنبا يؤانس أسقف أسيوط بعد تدهور الحالة الصحية للأنبا أنطونيوس ووفاته لحين تعيين إشراف جديد من أساقفة الكنيسة.
الجريدة الرسمية