رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة «عفرين» تتصاعد.. مصر تدين احتلال تركيا للمدينة وتطالب باحترام السيادة السورية.. دمشق تدعو قوات أنقرة بالانسحاب فورا.. وأردوغان يستبيح أراضي العرب ويخطط لغزو العراق

قوات الجيش التركي
قوات الجيش التركي

سادت فوضى عارمة في مدينة عفرين السورية بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيطرة قواته على المدينة بأكملها، في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ نحو شهرين ضد المقاتلين بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها، وهدد أردوغان بدخول مزيد من المناطق داخل سوريا والعراق.


مصر تتصدى
وفي رد فعل عربي موحد، أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية، وما نجم عن العمليات العسكرية التركية في عفرين بشمال سوريا من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة.

واعتبرت مصر أن الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي باعتبارها تقوض من جهود التسوية السياسية القائمة، وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.

وأعاد بيان وزارة الخارجية التأكيد على استمرار الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السوري الشقيق، داعيًا جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الاضطلاع بدورها؛ لضمان الالتزام بدعم المسار السياسي لتسوية الأزمة، ومنع المزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والإنسانية.

المطالبة بالانسحاب
من ناحيتها، أكدت وزارة الخارجية السورية، أن احتلال قوات النظام التركي لمدينة عفرين عمل غير مشروع يتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مطالبة القوات الغازية بالانسحاب فورا من الأراضي السورية التي احتلتها.

وذكرت الوزارة في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي اليوم - نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا- «إن رئيس النظام التركي أعلن بتاريخ 18 مارس الجاري سيطرة قواته الغازية على مدينة عفرين السورية، وذلك بعد عدوان استمر طوال الشهرين الماضيين وقد كانت نتيجة هذا العمل غير المشروع والذي يتناقض مع مبادىء ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي مقتل وجرح الآلاف من المواطنين في مدينة عفرين ومحيطها، كما أدى هذا الفعل الإجرامي إلى نزوح عشرات الآلاف من السوريين الذين عانوا من ويلات التشرد والحرمان من الخدمات الأساسية».

وأضافت الوزارة: وفي إطار الجرائم التي ارتكبتها قوات الجيش التركي بما في ذلك سياسة التطهير العرقي فقد تم نهب ممتلكات المواطنين وتدمير منازلهم، وتوقيف الكثير منهم في أماكن اعتقال تتناقض أوضاعها مع القانون الدولي الإنساني، وبما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأشارت الوزارة إلى أن جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي أكدت ضرورة الحفاظ على وحدة أرض وشعب سوريا واحترام سيادتها إلا أن نظام أردوغان لم يكتف بانتهاك أبسط قواعد حسن الجوار وحقوق الإنسان، بل أنه يهدد بكل صلف باحتلال مزيد من الأراضي السورية في محافظات حلب والرقة والحسكة.

وأوضحت الوزارة أنه لا يمكن الفصل بين هذه السياسات والعدوان المستمر الذي تقوم به الولايات المتحدة وتحالفها غير المشروع على سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها.

وقالت الوزارة، في الوقت الذين تدين فيه الجمهورية العربية السورية هذا الاحتلال التركي وما يقترفه من جرائم وتطالب القوات التركية الغازية بالانسحاب فورا من الأراضي السورية التي احتلتها، فإنها تتوجه مرة أخرى إلى مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات والعمل على انسحاب القوات التركية الفوري من الأراضي السورية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المواطنين السوريين الذين كانوا ضحية لهذه السياسات العدوانية التركية.

وختمت الوزارة رسالتيها بالقول، «إن هذه الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدد حياة المدنيين ووحدة أرض وشعب سورية فحسب، بل تطيل أمد الحرب على سورية خدمة للإرهاب وداعميه وتهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.

اجتياح العراق
ولم يكتف الرئيس التركي باحتلال الأراضي السورية بزعم تطهيرها من الأكراد بل هدد اليوم الإثنين، إن تركيا توسع عملياتها العسكرية ضد المتشددين الأكراد في مناطق أخرى شمال سوريا وشمال العراق.

وأشار أردوغان إلى أن هذه المناطق تشمل منبج وتل أبيض ومناطق أخرى في شمال شرق سوريا، حيث تقوم الولايات المتحدة بدوريات إلى جانب القوات الكردية السورية كجزء من الحرب ضد تنظيم داعش المتطرف.

وأضاف: سنستمر في هذه العملية الآن إلى حين القضاء بشكل كامل على هذا الممر، الذي يشمل منبج وعين العرب «كوباني» وتل أبيض ورأس العين والقامشلي.

وأوضح أردوغان، أنه حذر الحكومة المركزية العراقية من أنه إذا لم تعالج قواتها حزب العمال الكردستاني المسلح، فإن أنقرة سترسل قواتها.

وأضاف في إحدى الفعاليات القضائية في أنقرة، إذا لم تتمكنوا من حلها فسوف ندخل فجأة في إحدى الليالي إلى سنجار ونطهرها من حزب العمال الكردستاني أيضًا.
الجريدة الرسمية