«بوليس الهجانة» سلاح الحكومة لمواجهة عتاة الإجرام وتأمين الطرق
سلاح الهجانة لعب دورا هاما في جهاز الشرطة المصري، إبان الاحتلال الإنجليزي، في تأمين المنشآت والطرق والمساعدة في تحصيل الضرائب من المواطنين، ومطاردة العناصر الخارجة عن القانون وعتاة الإجرام من متخذي المناطق الجبلية والصحراوية مكانا للاختباء بها، في الوقت الذي كان الضباط الإنجليز يسيطرون على المناصب العليا بنظارة الداخلية.
بداية سلاح الهجانة
في عام 1898 اختل نظام الأمن الداخلي في مصر، فما كان من مدير الإقليم- مدير أمن- إلا أن فصل العمدة والمشايخ من وظيفتهم، وعين للناحية "صول" لإدارتها، ومعه بعض السودانيين بصفة خفراء، وفى عام 1907 كثرت حوادث السطو والسرقات بالوجه القبلي، فاستعانت نظارة الداخلية- آنذاك- بجنود سودانيين من مصلحة خفر السواحل، وتمركزت في أسيوط والمنيا، ونجحت في فرض السيطرة الأمنية وتقليص عدد الجرائم.
وفي عام 1915 تألفت فرقة من العساكر السودانية كان مقرها في عين شمس، ولم يزد أفرادها عن 31 فردا... تفانى رجالها في العمل بإخلاص وبأس شديد وأمانة في التعامل مع العناصر الإجرامية مع الالتزام بالصدق.. فراودت السلطة الحاكمة فكرة إنشاء "سلاح الهجانة"؛ ليكون تابعا لنظارة الداخلية، وبدأ التوسع في إنشاء سلاح الهجانة، بعيدا عن "الهجانة" التابع للجيش، آنذاك.
وتأسست لها مناطق تمركز بكل محافظة؛ لمعاونة القوات النظامية في فرض السيطرة الأمنية والمساعدة في جمع الضرائب وضبط عتاة الإجرام ومطاردتهم، وحماية الحدود بالمحافظات من المهربين لأي ممنوعات كالسلاح والمخدرات، وتمهيد الطرق لتسهيل عمليات نقل البضائع ومن يضلون الطريق، ومنع محاولات السرقة من لصوص الطرق.
شروط الالتحاق بالهجانة
واشترط في الالتحاق بسلاح الهجانة، أن يكون المتقدم أسود اللون، من قبيلة العبايدة بأسوان، وذلك لأنهم يحسنون ركوب الجمال، ولديهم خبرة السير في دروب الصحراء، وطرق القوافل لمسافات طويلة دون تعب، بالإضافة إلى قدرتهم على اقتفاء الأثر.
ومع تطور الوسائل التكنولوجية ودخول السيارات الخدمة الشرطية، ألغي العمل بنظام شرطة الهجانة، واقتصر الأمر على شرطة الخيالة للمشاركة في المناسبات الوطنية وتأمين المنشآت السياحية.