رئيس التحرير
عصام كامل

محمد بن سلمان يكتب نهاية الإخوان في السعودية.. التنظيم تآمر على بلاد الحرمين.. اخترق المجتمع ونجح في تكوين لوبي يمثل أفكاره.. «القوة الغاشمة» سلاح الأمير الشاب لانتزاع المملكة من أنياب الجما

الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي

أنهى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أوهام جماعة الإخوان الإرهابية في إيجاد أي طريق لإزالة التوتر القائم مع السعودية منذ سنوات، لا مناشدات أو ملاطفات سياسية ستصلح بعد الآن، ولا أمل في مرحلة ما بعد الملك سلمان؛ فالأمير المقبل بقوة وهو حاضر المملكة ومستقبلها، أعاد التعهد بالقضاء تماما على ما تبقى من فكر الجماعة في بلاده، بعدما انتشر فيها التطرف والانقسام، لأول مرة في تاريخها الحديث.


سر استئصال الإخوان

ما قاله محمد بن سلمان، لا يمكن اعتباره مجرد تصريحات غاضبة، أفرزتها مرحلة تشهد أفول نجم الإخوان في العالم؛ فمركزية الدور الذي يلعبه ولي العهد، ومستقبله في السلطة، يؤكد أن حديثه هو إستراتيجية المستقبل للنظام السعودي، وليس تجاه الإخوان وحدها بل جميع جماعات الإسلام الحركي، الذي باتت مذمومة في المملكة، وغير مرغوب فيها، كما هو الحال في كافة بلدان المنطقة، بل والعالم أجمع، باستثناء قطر وتركيا.

تاريخيا، لا يمكن اعتبار عملية تصنيف الإخوان بالسعودية جماعة إرهابية، إثر عزلها في مصر، مرورا بالتصعيد الجنوني للجماعة، ومحاولتها هدم مؤسسات الدولة المصرية، وحلفائها الإقليميين، مبادرة غير مسبوقة، تصدى لها الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز؛ فالشكوك المتزايدة من الجماعة ونواياها تجاه بلد الحرمين، كانت محل شك متصاعد منذ عقود مضت.

خطر الجماعة على المملكة

الباحث الفرنسي ستيفان لاكروا، جسد بداية ونهاية علاقة السعودية بالإخوان في كتابه «زمن الصحوة.. الحركات الإسلامية في السعودية»؛ كشف الباحث الفرنسي، حجم التأثير الذي تمتعت به الإخوان، كحركة اجتماعية واسعة، توسع نشاطها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، خصوصا بين أجيال الشباب السعودي وقتها، انطلاقا من تعاطف المملكة، ودعمها للجماعة.

كان صدام رجال ثورة يوليو في مصر مع الإخوان، بداية من عام 1952، السبب في فتح أعين الجماعة على السعودية، واعتبارها أهم ملجأ لعناصر التنظيم، والقلعة الآمنة لهم من بطش ناصر، لكن ذلك لم يمنع السعودية من استشعار الخطر من تمدد عناصر الجماعة، في كافة المؤسسات الدولة الدينية والتعليمية والإعلامية.

دعم هذه المخاوف تدشين "حركة الصحوة" التي دمجت أفكار الوهابية والإخوان، في ضوء أفكار سيد قطب؛ ومنها خرج أعلام الجماعة في السعودية حاليا، محمد سعيد القحطاني، وعلي نفيع العلياني، وسلمان العودة، وناصر العمر، الذين ناصبوا سلطات بلادهم العداء، بينما انتمائهم للجماعة، لم يهتز لحظة، وكانوا أكثر حرصا عليها من المملكة.

استبدال الإخوان بالسلفية المدخلية

جاء غزو العراقي للكويت، عام 1990 ليشهد انقلاب السعودية على الإخوان، بسبب طعنة مشايخ الصحوة للنظام السعودي، ورفضهم استقدام قوات أجنبية لتحرير الكويت، لتبدأ المملكة في التضييق على الجماعة، عبر فتح المجال أمام التيار السلفي المدخلي، الذي تغول في المجال الديني والإعلامي، وشن هجوما شرسا على الإخوان، وطالب بطردهم من بلاد الحرمين، وكانت الضربة القاضية لتنظيم حسن البنا، بإعلانه تنظيما إرهابيا، في عام 2014، بقرار من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

يرى الشيخ محمد دحروج، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن شباب الأسرة الحاكمة في السعودية، وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان، لديهم توجهات حداثية، لإبعاد المملكة عن التشدد الديني، وانتهاج توجه الإمارات، سواء في أسلوب الحياة، أو التعامل مع الجماعات الإسلامية الحركية، بمنهج استئصالي واضح، لا رجعة فيه.

وأكد دحروج، أن التعامل القاسي مع الإسلاميين في السعودية، يواكبه إبعاد واضح للتيار السلفي المتشدد في الدولة، لتخرج المملكة من قاموس الدول الحاضنة للإخوان، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد خسارات متتالية للتنظيم، عربيا وأفريقيا ودوليا.
الجريدة الرسمية