رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب لنجاح ختام الأقصر عاصمة الثقافة.. اختيار «الكينج» ضربة معلم.. التنظيم الجيد يمنع حدوث أي مشكلات.. برنامج يتناسب مع احتياجات المواطنين.. والتعاون بين قطاعات الوزارة صورة مشرفة لمصر

فيتو

ضفاف النيل وعظمة الحضارة الفرعونية، لم تكن لترضى بفعاليات أقل جودة مما قدمت في فعاليات ختام الأقصر كعاصمة للثقافة العربية، التي أقيمت على مدار أربعة أيام متتالية على أرض مدينة الشمس، لتختتم الفعاليات التي استمرت على مدار عام كامل من مارس ٢٠١٧ حتى مارس ٢٠١٨.


واختيار منظمة الألسكو لمدينة الأقصر عاصمة للثقافة العربية لعام ٢٠١٧، لم يكن أمرًا رمزيًا للثقافة فحسب، إنما استطاع الترويج للمدينة التي حملت على أكتافها حضارة مجيدة، وأعادتها للصفوف الأولى بين مقاعد المدن الثقافية التي تملك حضارة وتراث وثقافة واسعة في الوقت ذاته، وعلى الرغم من أن حفل افتتاح الفعاليات الذي أقيم في شهر مارس ٢٠١٧ لم يلق رواجًا واسعًا في المدينة، فإن حفلات الختام استطاعت سد الفجوة، وتمثيل مصر بشكل لائق.



نجاح فعاليات الختام لم يكن مصادفة، إنما جاء بناء على ترتيب وتنظيم من وزارة الثقافة المصرية، لإخراج الفعاليات بالصورة التي شاهدناها، وفيما يلي ترصد "فيتو" بعض الأسباب التي ساعدت في نجاح الفعاليات:

اختيار الكينج
كانت خطوة ذكية، أن تنجح وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم في التعاقد مع المطرب الكبير محمد منير (الكينج)، لختام الفعاليات بحفل ضخم له في ساحة معبد الكرنك، فالجميع يعلم أن منير هو الحاكم الشرعي في الفن لقلوب أهالي مدينتي الأقصر وأسوان، إضافة إلى شعبيته الضخمة بين المصريين وفي العالم أجمع.. الأمر الذي ساعد في الترويج لفعاليات الختام بشكل تلقائي، نظرا لشعبية الكينج الواسعة في بر مصر، وهو ما انعكس على حفل الختام الذي حضره ما يقارب من ٦٠ ألف شخص من عدة محافظات.



التعاون بين قطاعات الوزارة
ربما هي المرة الأولى التي نشاهد فيها قطاعات وزارة الثقافة المصرية، تؤمن بالقول الشهير (إيد لوحدها متصقفش)، فجميع القطاعات شاركت بشكل أو بآخر في برنامج الفعاليات، ومن لم يشارك في البرنامج، كانت له مشاركات في دعم الفعاليات بما تحتاجه من طباعة أو مواد ودعم لوجيستي، وهو ما تمنى الوسط الثقافي في مصر إدراكه منذ فترة طويلة أن قطاعات الوزارة هي قطاعات تكاملية لا تنافسية.




التنسيق
وتمثل السبب الثالث لنجاح الفعاليات في حسن التنسيق المسبق لفعاليات الختام، حيث أعدت الدكتورة إيناس عبد الدايم لجنة خاصة لتنظيم وتنسيق فعاليات الختام قبل موعدها بشهر كامل، وكانت تقيم اجتماعا أسبوعيا مع اللجنة ورؤساء قطاعات الوزارة للوقوف على المستجدات، وحل المشكلات، وهو أمر جديد تتبعه الوزارة في التنسيق لفعالياتها.



الفن للشارع
أما السبب الرابع فيرجع إلى إدراك الوزارة خلال وضع برنامج الفعاليات، أن يتناسب مع المواطن البسيط المراد توصيل الثقافة والفن إليه، واختيار طبيعة مواد فنية بسيطة سريعة الوصول للشارع المصري، ومنها عروض الفلكلور والفن الشعبي الذي قدمته فرق قصور الثقافة في الميادين والنقاط الحيوية المكتظة بالأهالي في مدينة الأقصر، حيث تم اختيار عدة أماكن ذات شعبية لتقدم فيها العروض ومنها "معدية الأهالي، وميدان التجارة"، وهو ما جعل أهالي المدينة يشاهدون العروض ويتفاعلون معها خلال قضاء أعمالهم اليومية الروتينية بشكل طبيعي.

وانتقت الوزارة عرض "سلم نفسك" المسرحي ليقدم ضمن الفعاليات، نظرًا لمناقشته لمشكلات المجتمع المصري وإيصالها بطريقة بسيطة وكوميدية محببة لقلوب المصريين.



التنظيم
ما يدهش في الأمر، أن مثل هذه الحفلات الضخمة في مصر، عادة ما تكون سيئة التنظيم نظرًا لتدافع الجمهور والمشكلات التي تقع خلال الحفل من تأخير أو تحرش، إلا أن وزارة الثقافة بإمكانياتها المحدودة استطاعت تخطي نجاح شركات التنظيم الكبرى في التنظيم، فعلى الرغم من الأعداد الغفيرة التي حضرت الحفل فإنه لم تقع أي مشكلات أو اشتباكات بين الجمهور، ولم تحرر أي محاضر تحرش، فقط زحام شديد استطاعت قوات الشرطة المؤمنة للحفل احتواؤه والسيطرة عليه، دون الوقوع في أي مشادات أو مشكلات بينهم وبين الجمهور.

تلك الأسباب تثبت أن وزارة الثقافة المصرية تستطيع الوصول للشارع بشكل بسيط وبتنظيم ودقة، رغم ضعف إمكانياتها المادية واللوجستية، ويحدث هذا عندما تحسن التنظيم والتنسيق والتخطيط الواقعي للحدث.
الجريدة الرسمية